ذاكرة الوقت لا تنسى.. والتاريخ لا يكذب.. ولغة الأرقام هي المنطق الذي لا يكابر عليه وفيه أحد.. لأن الجمع والقسمة والطرح والضرب في نهاية المطاف تفرز أرقاما متفقا عليها.. وليست آراء تكون عرضة للاتفاق أو الاختلاف..!! ولغة الأرقام.. تنام على (6) ألقاب زرقاء للقارة الصفراء.. لكنها أيضا تصحو على ابتعاد هذا الزعيم عن اللقب ذاته للموسم ال12.. وهي معادلة بدون شك تحتاج لوقفة عاجلة لرصد المسافة ما بين الفرح والجرح الأزرق..!! نتفق أولا وقبل كل شيء على أن جماهير العملاق الزعيم كانت تمني النفس منذ سنوات باللقب الآسيوي.. حتى وإن غابت عن المشهد المحلي.. وابتعدت عن منصات التتويج.. وهذه حقيقة لا جدال فيها.. ويعرفها القاصي والداني.. لذلك تكون ردة الفعل لكل إخفاق آسيوي مدوية للغاية بالنسبة لكل الأطياف الزرقاء.. حتى أن أثرها يجرح كبرياء الهلال الذي أصبح حملا وديعا في هذه المسابقة.. بعد الصولات والجولات والزعامة في عدد البطولات والألقاب.. لكن أمسية الخميس ردد البعض فيها "ارحموا عزيز قوم ذل" بعد الأربعة التي شكلت كابوسا لم يصح منه جمهور الهلال حتى الان..!! لن أشطح في استعراض العضلات.. وأطالب برحيل بن مساعد وإدارته حتى أرضي جمهور الزعيم الكبير.. ولن ألبس محبرتي ثوب التطبيل الطويل ليهرول نحو الدفاع المستميت عن الإدارة وعملها..!! نعم كان عنوان الهلال.. شارع البطولات في حي الألقاب في مدينة الذهب.. لكن ذلك العنوان محليا فقط.. لم يستطع أبناء الإمبراطورية الزرقاء مد هذا العنوان للخارج.. بعد اعتزال نجومه الأفذاذ الثنيان والجابر والتيماوي والدعيع وغيرهم.. حيث بقي هلال العاصمة محلك سر.. يلتهم الألقاب المحلية.. ويتجرع المرارة في المنافسات الآسيوية.. حتى كبرت الأخيرة في عقولهم ونفوسهم.. لأنني بكل بساطة لست من أولئك العارفين ببواطن الأمور في البيت الهلالي.. ولست ممن يكتب عن هذا الأزرق بداعي الميول أو التملق أو النفاق لأن القاعدة البسيطة تقول إن الهلال ليس بحاجة لقلمي المتواضع لمدحه.. ولن يضيره لو ذممته..!! نعم كان عنوان الهلال.. شارع البطولات في حي الألقاب في مدينة الذهب.. لكن ذلك العنوان محليا فقط.. لم يستطع أبناء الإمبراطورية الزرقاء مد هذا العنوان للخارج.. بعد اعتزال نجومه الأفذاذ الثنيان والجابر والتيماوي والدعيع وغيرهم.. حيث بقي هلال العاصمة محلك سر.. يلتهم الألقاب المحلية.. ويتجرع المرارة في المنافسات الآسيوية.. حتى كبرت الأخيرة في عقولهم ونفوسهم.. وأعطوها حجما أكبر مما تستحق.. لتأتي المحصلة رسوبا تاما في التهيئة النفسية في كل موسم.. وتواضع تام في ملف الأجانب مقارنة مع أجانب فرق القارة.. وغياب التركيز الذي أجل الوصول إلى المنصة القارية.. حتى تبلد إحساس الجميع مع كل خروج مر سنويا.. وتماشى مع هذا الإخفاق إصرار جماهيري للعودة مجددا لزعامة آسيا.. لكن جمهور الهلال نسي أن حماسية وقتالية الثنيان ورفاقه.. لم تدرس لجيل الهلال الحالي.. الذي افتقد أبجديات حرث التيماوي للملعب.. ودهاء الثنيان رغم تقدمه في العمر.. وذكاء الجابر داخل المستطيل الأخضر.. وإخلاص التمياط.. كل الدروس الخاصة التي كانت تميز الزعيم في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.. لم يستوعبها النجوم الجدد.. لم يذاكروها ولم يحفظوها.. حتى أنهم لم يطلعوا أصلا عليها.. وهذه حقيقة يجب أن نتوقف عندها عندما نريد أن نقارن الهلال في العقدين الماضيين مع إطلالة الألفية الثالثة..!! الهلال بحاجة لاستعادة ثقافته السابقة التي لا تعترف بالمستحيل.. والتي تحول الشوك لورد.. والتي كانت تعزز "المجموع" على "الفرد".. فرغم كوكبة النجوم في السابق إلا أن لغة النجم الأوحد.. أو نجم الشباك لم تكن همهم ولا سياستهم ولا حتى محطة للتنافس بينهم.. والأمثلة كثيرة ولكن ستة الرائد التي لعب فيها الثنيان دور البطل الهمام من أجل سامي الجابر ليحقق لقب هداف الدوري.. تلك "الثقافة" أوصلت الهلال للمجد..!! أخشى على الهلال والهلاليين.. أن ينشغلوا بالقشور جدلا واختلافا وحتى تراشقا.. وينسوا الجوهر في محنتهم الآسيوية..!! لست خبيرا في وصف الداء والدواء.. لكنني متابع من بعيد للهلال ماضيا وحاضرا.. أرى أن هذا الكيان افتقد لغة "المجموع" من جهة.. ومن جهة أخرى بدأ كغيره من الأندية يمتلك موالاة ومعارضة.. نعم ليست واضحة في الصورة.. لكنها بدأت تطفو على السطح.. وهذه أيضا ليست من ثقافة الهلاليين سابقا..!! الخلاصة.. بعيدا عن بن مساعد وإدارته.. وملف الأجانب الضعيف.. وحتى اختيار المدرب.. لأن الهلال كان سابقا هو من يصنع المدربين.. وليس العكس.. بعيدا عن ذلك كله.. الهلال افتقد ثقافة زمان.. ودخل في ثقافة المشهد الخلافي والاختلافي.. ومما زاد الطين بلة.. التفريخ في الهلال لنجوم الصف الأول توقف من زمان.. لذلك لا غرابة أن يكون الهلال ليس هو الهلال..!! تويتر @essaaljokm