رفع صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -على رعايته وحضوره حفل افتتاح المؤتمر الدولي الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بعنوان : (سعود الأوطان) وذلك خلال الفترة ، من 17 حتى 19 رجب 1437ه الموافق 24 - 26 إبريل 2016م، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض بمشاركة عدد من أصحاب الفخامة والسمو ومعالي الوزراء من داخل المملكة وخارجها ونخبة من رجال السياسة والفكر. وقال سموه في مؤتمر صحفي عقده اليوم بفندق الريتزكارلتون بالرياض لتسليط الضوء على المؤتمر : إن هذا التشريف يعبر عن حرص القيادة على تكريم أبناء الوطن البارزين في كل المجالات ، وإهتمام قيادتنا الحكيمة بدعم هذه النماذج المضيئة في تاريخنا الحديث وتسليط الضوء عليها ، لما فيه مصلحة الأجيال المقبلة. وقال سموه: إن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - يمثل مرحلة مهمة في تاريخ الدبلوماسية السعودية خاصة ، والدبلوماسية العربية والإسلامية عامة ، بل والدبلوماسية الدولية لافتاً الإنتباه إلى أنه يعد وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم ( 13 أكتوبر 1975 _ 29 إبريل 2015م بعد المغفور له الملك فيصل . وبين سموه أن الأمير سعود الفيصل شغل منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية في عهد أربعه ملوك وهم الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله - رحمهم الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظة الله - ، إضافة إلى أنه شغل هذا المنصب خلفاً لوالده الملك فيصل - رحمه الله - الذي وضع اٌسس الدبلوماسية السعودية، كما عاصر الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - أحداثاً مهمة ألمت بمنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع ، وكان شاهداً على حقبة مهمة من تاريخ العالم . وأوضح سموه أن مؤتمر "سعود الأوطان" يأتي لتكريم الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - في إطار حرص مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية على الاحتفاء بجهود وإنجازات أبناء الوطن عامة ، وإلقاء الضوء على سيرة الفقيد العطرة ، وجهوده الكبيرة في الدبلوماسية السعودية ، وجوانب مختلفة من حياته ، بما يليق بما قدمه وأنجزه لمصلحة وطنه وأمته. وقال سموه: "لا شك أن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - كان أحد هذه النماذج المشرفة ؛ فقد كان سنداً وعوناً لملوك المملكة الذين تشرف بخدمتهم طوال عملة في وزارة الخارجية ومستشاراً أميناً لهم واستطاع أن يرسم ملامح السياسة السعودية بجلاء تحت إشراف القيادة السعودية وهي سياسة متزنة شهد بانضباطها ورقيها القاصي والداني وكان - رحمه الله - رائداً في ربط السياسة بالاخلاق. وأضاف سموه: "لم تقتصر جهود الأمير سعود الفيصل على الجانب الدبلوماسي فقط كما تكشف سيرته الذاتية الموجودة على الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤتمر، فقد أوكل إلى سموه - رحمه الله - الكثير من المهام منها : رئيس مجلس الاقتصاد الأعلى وعضوالمجلس الأعلى للإعلام وعضو المجلس الأعلى للبترول وعضو مجلس الإدارة المنتدب للهيئة الوطنية للحياة الفطرية، وكان - رحمه الله - بحكم عمله وزيراً للخارجية عضواً في عدد من اللجان العربية مثل : اللجنة العربية الخاصة بلبنان ، ولجنة التضامن العربي ، واللجنة السباعية العربية ، ولجنة القدس ، واللجنة الثلاثية حول لبنان ( ضمن وزاء خارجية الثلاث ) ، وغيرها" . وحول فكرة تنظيم المؤتمر قال سموه: " وجد مركز الملك الفيصل للبحوث والدراسات الإسلامية لزاماً عليه أن يحتفي بالأمير سعود الفيصل - رحمه الله - لأن الاحتفاء به يمثل احتفاء بالدبلوماسية الرشيدة للمملكة العربية السعودية التي تقود العالم العربي والإسلامي الآن وسط متغيرات دولية وإقليمية متلاحقة ، وظروف سياسية وضعت الممكلة منفردة في وجه تحديات ستوثر في شكل المنطقة الجيوسياسي كما يمثل احتفاء بأحد أبناء الوطن البارزين ، الذين ظلوا في خدمة دينهم ووطنهم ومليكهم حتى آخر لحظات حياتهم . وأكد أن رعاية خادم الحرمين الشريفين مثلت دافعاً كبيراً يليق بالمكانة التي حققتها الدبلوماسية السعودية في جميع المحافل الدولية ، ويليق بالمواطن السعودي الذي تحرص القيادة الرشية على تسليحه بكل ما يواجه به متطلبات العصر ، وتضعه في اولويات اهتمامها ، وتعد رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر أصدق دليل على ذلك. ولفت سمو الأمير تركي الفيصل النظر إلى أن برنامج المؤتمر يشتمل على محاضرات عامة، وجلسات خاصة تتناول جوانب مختلفة من حياة الأمير الراحل وملامح السياسة الخارجية السعودية لديه وأهم الأحداث التاريخية التي شهدها. وأشار إلى أنه في إطار التعاون المثمر بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ووزارة الخارجية يتم العمل الآن على إصدار كتاب توثيقي عن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - لكنه لن يصدر مع المؤتمر بهدف الاستفادة من الأوراق العلمية التي تضمها جلسات المؤتمر في إثراء المادة العلمية للكتاب، كما يتعاون المركز مع وزارة الخارجية في إنتاج فيلم وثائقي عن الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - يتناول أهم محطات حياته وسيكون جاهزاً قبل نهاية العام، مفيدأ أن المركز يعمل الآن على بناء أرشيف كامل خاص بالأمير سعود الفيصل يضم جميع المواد المقروءة والمسموعة والمرئية الخاصة بالفقيد، ويتعاون المركز في ذلك مع مختلف قطاعات الدولة كوزارة الخارجية ووزارة الإعلام. وأوضح سموه أن اللجنة المنظمة للمؤتمر حرصت على تذليل السبل أمام الإعلاميين للحصول على المعلومات الخاصة بالمؤتمر وأنشأت لذلك مركزاً إعلامياً دعمته بكل وسائل التقنية والأجهزة التي تسهل على الصحفيين الوصول إلى ما يريدون بيسر وسهولة ويمثل المركز الإعلامي نقطة تواصل حية بين اللجنة المنظمة للمؤتمر وإخوة الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - وأبنائه من جهة وجميع الوسائل الإعلامية من جهة أخرى، كما أطلقت اللجنة المنظمة للمؤتمر موقعاً إلكترونياً خاصاً بالمؤتمر باللغتين العربية والانجليزية يمكن من خلاله الحصول على كل المعلومات الخاصة بالمؤتمر وبرنامج الجلسات والمحاضرات إضافة إلى مجموعة كبيرة من صور الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - في مناسبات مختلفة، كما حرص المركز على ربط موقع المؤتمر بوسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر لما لها من أهمية في تغطية الحدث. وأفاد أن اللجنة المنظمة للمؤتمر وجهت الدعوة إلى كبرى الشركات والمؤسسات التجارية والإعلامية لرعاية المؤتمر ووجدت تجاوباً كبيراً من هذه المؤسسات والشركات لرعاية هذا الحدث الكبير الذي يخص شخصاً عزيزاً علينا جميعاً وابناً باراً من أبناء المملكة يحمل له المجتمع الدولي تقديراً كبيراً. وفي رده على أسئلة الإعلاميين كشف الأمير تركي الفيصل عن أن المركز سيدرس إنشاء جائزة بإسم الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – وكيفية تنفيذها مبيناً أن مؤسسة الملك فيصل الخيرية تملك خبرة جيدة في وضع الجوائز حيث أنه من الممكن أن يتضمن نشاط المركز إنشاء جائزة بإسم الأمير سعود الفيصل. وأشار سموه إلى أن النشاط الذي يقوم به المركز حالياً سيشمل وضع كتاب وفيلم توثيقي لحياة الأمير سعود الفيصل لقاءات وتعليقات وآراء وما كتب عن الأمير سعود الفيصل. وأكد أن الهدف الأساس للمؤتمر الدولي" سعود الأوطان" هو التعريف بحياة الأمير سعود الفيصل، وانجازاته، وما يتعلق بنشأته، إضافة إلى ما قدمه من خدمة لوطنه ومليكه وأمته العربية الإسلامية. وقال إن معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية إضافة إلى ما يقوم به من تعليم وتدريب في المجال الدبلوماسي سيتولى القائمون على المعهد إضافة مواد وعلوم تتعلق بتجربة الأمير سعود الفيصل. وفيما يتعلق بإقامة مؤتمر دولي سنوي،ً أوضح سموه أنه لم يتم طرح هذه الفكرة في الوقت الحالي، مشيراً إلى إمكانية تبني تنظيم مناسبات تتعلق بالنشاط الدبلوماسي. وفي رده على سؤال عن إمكانية إنشاء جامعة متخصصة في العلوم الدبلوماسية باسم الأمير سعود الفيصل، أكد سموه أن معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية يقوم بهذا النشاط . وأشار سموه إلى أن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية سيتيح للباحثين وسيقوم بالتواصل مع المهتمين للاستفادة من خبرة الأمير سعود الفيصل - رحمهة الله - والاستعانة بالفيلم التوثيقي والكتاب التعريفي.+