من خلال متابعتنا للحديث المطول الذي أجراه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لوكالة "بلومبيرغ" للأنباء. والذي يعتبر من أهم الحوارات التاريخية العالمية بالنسبة لهذه الوكالة التي كسبت السبق الإعلامي في الحصول على هذا الحوار الذي طرح فيه سموه رؤية المملكة الاقتصادية والسياسية واستعرض الكثير من الأمور التي تهم المواطن والرأي العام العالمي حيث استمر اللقاء اكثر من خمس ساعات في مكتبه وبحضور رئيس تحرير الوكالة المستر جون ميكليثويت ومعه خمسة من كبار المحررين، هذا الحوار الذي تناقلته مختلف وسائل الاعلام المحلية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي وأصبح حديث الرأي العام المحلي والدولي، وأحببت ان أستعرض في مقالي هذا اهم النقاط الجوهرية التي استعرضها سمو الأمير في حواره الإعلامي لتكن في متناول القراء والمتابعين لهذا المنبر الإعلامي، حيث ان الأمير عرض الملفات الاقتصادية والسياسة المختلفة وكشف الكثير من المعلومات فضلاً عن أنه أوضح -لأول مرة- تفاصيل رؤيته لمستقبل اقتصاد المملكة، وكيفية التخلى عن النفط كمصدر أساسي للدخل فى المملكة. وكشف ولي ولي العهد السعودي فى المقابلة المطولة أن الحرب فى اليمن تقترب من نهايتها. وأطلع العالم بشأن سؤال عن الرؤية المستقبلية للمملكة بأن المملكة سوف تطلق أولاً رؤيتها المستقبلية وذلك خلال اشهر من الآن، وسوف تتضمن عدداً من البرامج، ومن ضمنها برنامج التحول الوطني. كما أن المملكة سوف تطلق صندوق الاستثمارات العامة وهو أحد البرامج التى ستكون ضمن "رؤية المملكة". وسيكون أكبر صندوق استثمارات في العالم، حيث كشف سمو الأمير عن تأسيس المملكة صندوق استثمارات عامة بمبلغ تريليوني دولار لمرحلة ما بعد النفط. وإذا أردنا أن نتصور حجم هذا المبلغ نشير إلى أن الصين تحتل المرتبة الأولى عالمياً في إجمالي احتياطياتها من النقد الاجنبي بنحو 3.23 تريليون دولار تمثل ما نسبته 27% من إجمالي الاحتياطيات العالمية من النقد الاجنبي. وسيتكون هذا الصندوق، من خلال إعادة هيكلة صناديق وشركات وأصول مملوكة من قبل صندوق الاستثمارات السيادية حالياً، نحن نعتقد أننا أمام فرصة عظيمة لرفع الربحية من خلال تقديم أصول جديدة، وأهمها شركة "أرامكو"، وكذلك مجموعة ضخمة من العقارات. وأوضح الأمير محمد بن سلمان أنه يجري حالياً مناقشة خطط تتمثل في تطبيق برنامج شبيه بنظام جرين كارد الأمريكي يستهدف المقيمين بالمملكة، والسماح بتوظيف المزيد من العمال الأجانب فوق الحصة المسموح بها مقابل رسوم. وذكر أن تنفيذ ذلك سيولد مداخيل إضافية للسعودية بقيمة 10 مليارات دولار سنوياً. وأوضح أن حزمة الإصلاحات الجديدة التي تعتزم المملكة تنفيذها ستوفر 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2020 وسترفع المداخيل غير النفطية للبلاد إلى ثلاثة أضعاف لافتاً إلى أن حزمة الاجراءات تشمل برامج لإعادة هيكلة بعض القطاعات المدرة للمداخيل. كل ذلك يؤكد المكانة المرموقة عالمياً التي يحظى بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، وهو ما تجلى في استطلاع أجراه موقع راديو سوا الامريكي ثبت بالتوثيق ما كان يعرفه كل المراقبين عن الدرجة الرفيعة التي يحتلها ولي ولي العهد، حيث احتل سموه المركز الاول بين اكثر السياسيين تأثيرا في الشرق الاوسط بنسبة 51٪ من الاصوات. وصدق القول إن هذا الشبل من ذاك الأسد حفظهم الله. وإضافة لما سبق يمتلك سموه شخصية قوية وشجاعة تجلت ايما تجل في عاصفة الحزم عندما لعب دورا جوهريا في تغيير الاحداث السياسية في اليمن الشقيق. منفذاً بارعاً لتعليمات وتوجيهات والده خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز. اما على الصعيد الداخلي فقد تجلى الفكر الاداري للامير محمد ورغبته في تغيير نمط الادارة للمؤسسات الحكومية الخدمية من خلال اجتماعاته الاسبوعية المعلنة وغير المعلنة لتتم دراسة الملفات الاقتصادية والاجتماعية واتخاذ القرارات الحازمة والسريعة. التي ظهر منها الكثير الى حيز الوجود. وهناك العديد من الملفات الداخلية والخارجية ستظل شاهدة على قوة شخصية الامير محمد بن سلمان وقدرته على التأثير في الاحداث من حيث مهاراته العالية في دفع القضايا في الاتجاهات التي تتحقق منها مصالح المملكة العربية السعودية او اعادة صياغتها بشكل مختلف لتحقق غاياتها بأقصر الطرائق الممكنة. حفظ الله بلادنا من كل مكروه وفي ظل قيادتنا الرشيدة وأدام نعمة الامن والأمان إنه سميع مجيب.