سلم عمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري مبادرة للإصلاح الوطني لإنقاذ الأوضاع في البلاد. فيما تواصلت المعارك بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم داعش وسقط عدة قتلى من الجانبين. كما قصف التحالف الدولي ضد داعش القنصلية التركية في الموصل. وذكر بيان للمجلس الأعلى الإسلامي فى العراق، وزع أمس الإثنين، أن الحكيم التقى الجبوري، أول أمس الأحد، وسلمه "مبادرة الإصلاح الوطني لإنقاذ الوضع العراقي". وتضمنت المبادرة "خارطة طريق لتشكيل حكومة التكنوقراط لإخراج البلد من الوضع المأزوم الذي وصل إليه، وتجاوز الانسداد السياسي الحالي والحفاظ على مرتكزات العملية السياسية، والتنسيق والتعاون بين القوى السياسية المختلفة". وأشار البيان إلى أن المبادرة "تضمنت التعامل مع الوضع الراهن بواقعية، بترشيده وترصينه وعقلنته وترتيب الأولويات، والاستمرار بتشكيل حكومة التكنوقراط، وتمثيل المكونات الأساسية المشاركة في حكومة التكنوقراط من خلال منحها حقها بترشيح تكنوقراط، إن كان مستقلا أو سياسيا، للمواقع المحددة ضمن مواصفات وشروط يضعها رئيس الوزراء مع صلاحيته بالبت بالمرشحين". ودعا الحكيم الحكومة العراقية إلى "فتح باب الترشح لمواقع الهيئات المستقلة وكبار الدبلوماسيين والقادة العسكريين بدون استثناء وغلق ملف التعيينات". مواجهات ميدانية ميدانيا، أفادت مصادر في قيادة عمليات الجزيرة والبادية العسكرية في العراق بأن 13 من قوات الحشد العشائري و23 من عناصر تنظيم داعش قتلوا في هجوم شنه التنظيم على منطقة البغدادي التابعة لمحافظة الأنبار. وقالت المصادر: إن "تنظيم داعش شن، الإثنين، هجوما بثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، رافقه قصف بقذائف الهاون انطلاقا من منطقة جبة شمال شرقي ناحية البغدادي مستهدفة القوات العراقية في الناحية". وأضافت أنه تم التصدي للهجوم، وأسفرت العملية عن مقتل 13 من عناصر الحشد العشائري و23 من عناصر داعش. كما قتل عشر أشخاص على الأقل، وجرح أكثر من أربعين آخرين في ثلاث هجمات انتحارية استهدفت، أمس، مناطق متفرقة في بغدادوجنوبها، حسبما أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: إن "ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حاجز تفتيش لقوات الأمن عند جسر المثنى" شمال شرق بغداد. ووقع الهجوم ضد حاجز تفتيش لقوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة، وفقا للمصدر نفسه. وأضاف الضابط: إن "ثلاثة من عناصر الحشد الشعبي قتلوا وأصيب تسعة آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تجمعا للحشد الشعبي". ووقع الهجوم على الطريق الرئيسي في بلدة المشاهدة (30 كم شمال بغداد). وفي مدينة الناصرية (305 كم جنوببغداد)، قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة: إن "أربعة أشخاص قتلوا وسقط 22 جريحا في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف قوات الحشد الشعبي". وأضاف، إن "الهجوم وقع لدى تواجد عناصر من قوات الحشد الشعبي عند مطعم في منطقة أبوغار" الواقعة إلى الجنوب من مدينة الناصرية. وأكد مصدر طبي في مستشفى سوق الشيوخ (جنوب الناصرية) حصيلة الضحايا. ولم تتبن أية جهة الهجمات لكن تنظيم داعش يعتمد هذا الأسلوب في هجماته. وتأتي الهجمات بالتزامن مع تواصل العمليات التي تنفذها قوات عراقية بمشاركة الحشد الشعبي الذي يتألف في غالبيته من فصائل شيعية مدعومة من إيران، ومساندة قوات بقيادة واشنطن لاستعادة السيطرة على المناطق تخضع لسيطرة المتشددين. كما ذكرت مصادر من الشرطة أن مدنيا قتل وأصيب ثمانية آخرون، صباح الإثنين، جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة قرب أحد المستشفيات شرقي بغداد. وقالت المصادر: إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قرب مستشفى العلاج الطبيعي في منطقة القناة في جانب بغداد الرصافة، ما أوقع قتيلا واحدا وثمانية مصابين. سقوط مروحية من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية عراقية، أمس بأن مروحية عسكرية سقطت وسط مدينة الكوت 180/ كم جنوب شرق بغداد. وقال مصدر في قيادة شرطة محافظة واسط: إن طائرة مروحية(mi - 35) روسية الصنع سقطت في الساعة العاشرة من صباح الإثنين، فوق الموقع العسكري القديم وسط مدينة الكوت، مؤكدا نجاة جميع أفراد الطاقم. وأضاف ان "المروحية تابعة لقاعدة الكوت العسكرية، وكانت بمهمة استطلاعية تزامنت مع زيارة وزير الداخلية محمد الغبان للمحافظة لافتتاح مشروع البطاقة الموحدة". وأوضح أن التحريات تجري حاليا لمعرفة أسباب الحادثة. القنصلية التركية على صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية التركية: إن طائرات تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش قامت، فجر أمس، بقصف مبنى القنصلية العامة التركية في الموصل شمالي العراق بعد الحصول على موافقة السلطات التركية. وأوضحت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء أن طائرات التحالف قصفت المبنى بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بإقامة عدد من قيادات التنظيم به. وأفاد بيان للخارجية التركية بأنه تم الحصول على رأي وموافقة تركيا خلال جميع الخطوات المتعلقة بالتحضير للعملية وتنفيذها. وأكد البيان أن "تركيا ستستمر في التنسيق والتعاون مع التحالف الدولي ضد داعش، والذي شاركت أنقرة بفعالياته ضد التنظيم الإرهابي منذ بدئها".