شن تنظيم «داعش» أمس سلسلة هجمات في الأنبار وبغداد، وفي البصرة والناصرية هي الأولى منذ شهور، قتل خلالها عناصر من «الحشد الشعبي»، فيما تجددت المخاوف من عودة نشاط التنظيم الى حزام العاصمة. الى ذلك يواصل الجيش حملته العسكرية على قضاء هيت، غرب الرمادي، ويجلي آلاف المدنيين الهاربين من المعارك، فيما هاجم «داعش» بلدة البغدادي التابعة لهيت، وقصفت طائرات التحالف الدولي القنصلية التركية في الموصل بالتنسيق مع أنقرة. وأعلنت مصادر أمنية قتل وإصابة العشرات بتفجير انتحاري استهدف تجمعاً ل «الحشد الشعبي» في مطعم، موضحة أن التفجير وقع في منطقة حقل صبه، قرب الطريق السريع بين الناصرية والبصرة. كما قتل وأصيب العشرات بتفجير سيارة مفخخة استهدفت شارع الوفود وسط المدينة في وقت الذروة، وهذا أول تفجير يطاولها منذ شهور، اذ فجرت سيارة في قضاء الزبير في تشرين الأول (اكتوبر) العام الماضي. وتبنى «داعش» عبر مواقع التواصل الإجتماعي التابعة له سلسلة الهجمات التي وقعت في بغداد، بالتزامن مع هجمات شنها في سورية. وأعلن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة واسط صاحب الجليباوي سقوط مروحية تابعة للجيش «بسبب خلل فني». في الأنبار، قال شعلان النمراوي، أحد شيوخ عشائر هيت ل «الحياة» ان «داعش شن هجوماً عنيفاً بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون على ناحية البغدادي في محاولة للسيطرة على المجمع السكني فيها وتخفيف الضغط الذي يتعرض له منذ أيام». وأضاف أن «المدينة في خطر، وعلى قوات الأمن والتحالف الدولي فك الحصار المفروض عليها منذ شهور»، وانتقد طيران التحالف «الذي لم يتخذ إجراءات على رغم وجود قاعدة عين الأسد فيها وقد تعرضت قبل أيام لهجمات انتحارية». وأوضح أن «هجوم أمس كان كبيراً، استعان خلاله التنظيم بسيارات مفخخة وجرافات، ما يعني انه كان يسعى إلى إزالة خط الدفاع عن المدينة واقتحامها، ولكن قوات الأمن تمكنت من صد الهجوم». وعن العملية العسكرية الجارية لتحرير هيت، قال النمراوي ان «قوات مكافحة الإرهاب تحقق تقدماً لكنه بطيء»، وأشار «تحرير قرية البشائر، جنوب غربي المدينة وإجلاء آلاف من السكان الفارين إلى مناطق آمنة». وشن «داعش» هجوماً آخر على الجيش و «الحشد الشعبي» في قضاء الكرمة، شمال الفلوجة، وأعلنت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم أن مسلحيه هاجموا منطقة اللهيب ومعسكر طارق. وقتل وأصيب نحو 15 عنصراً من قوات «الحشد الشعبي» بتفجير انتحاري استهدفهم في منطقة المشاهدة، شمال بغداد، وحذر فصيل «عصائب أهل الحق»، من تزايد الهجمات على مناطق حزام بغداد. إلى ذلك، أعلنت «قيادة عمليات نينوى» ان مدفعية الجيش قصفت مواقع ل «داعش» في قرى النصر والحاج علي وسلطان عبدالله التابعة لناحية القيارة، جنوب الموصل، ولفتت الى ان الساعات المقبلة ستشهد اقتحام هذه القرى، فيما أكدت هيئة «الحشد الشعبي» أمس قتل أحد قادته، في قاطع مخمور، فارس السبعاوي خلال عملية في قرية النصر. وفجر انتحاري نفسه في منطقة التاجيات، شمال بغداد قرب جسر المثنى الذي سبق وتعرض لتفجير أدى إلى إلحاق دمار كبير فيه، وأعلنت قوات الأمن فتحه قبل أسابيع بعد اعادة تأهيله.