اقترب العد التنازلي لإسدال الستار على منافسات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين من نقطة الصفر، وبات شبح الهبوط يخيم على خمسة أندية ولكن بنسب متفاوتة عطفا على الفارق النقطي فيما بينها، ولكن في المجمل فإن كل فريق سيرفع شعار «أنا ومن بعدي الطوفان» وسيرمي بكل ثقله في الجولات الست المتبقية من البطولة بحثا عن طوق نجاة يكفل له التواجد بين الكبار في الموسم المقبل. وبحسب الأرقام فإن الصراع من أجل البقاء في دوري الأضواء والشهرة أصبح محصورا بين الوحدة العاشر (20 نقطة) ونجران الحادي عشر (16 نقطة) والرائد الثاني عشر (16 نقطة) والقادسية الثالث عشر (14 نقطة) وهجر الرابع عشر الأخير (9 نقاط)، وسيبقى من هذه الفرق الخمسة فريقان فقط، فيما سيهبط صاحبا المركزين الثالث عشر والرابع عشر مباشرة إلى دوري الدرجة الأولى، بينما سيخوض صاحب المركز الثاني عشر مباراتين ذهابا وإيابا مع صاحب المرتبة الثالثة في دوري الدرجة الأولى لتحديد الصاعد والهابط، وعطفا على النقاط التي يمتلكها كل فريق حتى نهاية الجولة العشرين فإن حظوظ الوحدة تبدو وافرة للبقاء فيما يعتبر هجر هو الأقل حظوظا ويبدو أن هبوطه مسألة وقت مع أن البقاء ليس مستحيلا ولكنه يظل صعبا للغاية، إذ يحتاج إلى الفوز في جميع مبارياته أو أغلبها مع تعثر منافسيه في جل مبارياتهم وهو أمر لن يكون سهلا، وما يزيد من سخونة الصراع بين تلك الفرق هي المواجهات المباشرة فيما بينها، حيث يستضيف الوحدة الرائد في الجولة الثانية والعشرين بمكة المكرمة، ويحل ضيفا على القادسية في الجولة الثالثة والعشرين بالخبر، بينما يواجه نجران هجر في الجولة الحادية والعشرين بالأحساء والقادسية في الجولة الثانية والعشرين بالخبر ثم يستقبل الرائد في الجولة الأخيرة في جدة. أما القادسية فبعد مواجهتيه أمام نجران والوحدة تواليا سيواجه هجر في الجولة الأخيرة بالأحساء، وبلا شك أن الفرق ستكون حريصة كل الحرص على كسب تلك المباريات التي يمكن وصفها بمباريات النقاط الست، على اعتبار أن الفائز سيضيف ثلاث نقاط إلى رصيده وفي نفس الوقت يُفقِد منافسه ثلاث نقاط، وبالعودة لما تبقى لكل فريق من مباريات نجد أن مباريات فريقي القادسية والوحدة أسهل نسبيا من مباريات بقية الفرق؛ كون الأول سيواجه الشباب ونجران والوحدة والفتح والخليج وهجر فيما سيواجه الثاني الفتح والرائد والقادسية والشباب والتعاون والخليج، في الوقت الذي تعتبر فيه مباريات هجر هي الأصعب؛ كونه سيصطدم برباعي المقدمة فيلاقي التعاون والأهلي والاتحاد والهلال تواليا وهي الفرق المتنافسة حسابيا على لقب الدوري وإن كان التنافس منطقيا أضحى محصورا بين الأهلي والهلال، وإذا ما استثنينا الوحدة الذي يتفوق على منافسيه بفارق أربع نقاط، وهجر الذي يعتبر أول المودعين، فإن الصراع سيكون على أشده بين الثلاثي "نجران والرائد والقادسية"، فأحدهم سيضمن البقاء فيما سيرافق أحدهم هجر وسيضطر الأخير لخوض مواجهة فاصلة ليعلن البقاء أو الرحيل. وبإلقاء نظرة على مباريات هذا الثلاثي نجد أن نجران سيواجه هجر ثم القادسية خارج أرضه قبل أن يواجه الهلال في جدة ومن ثم يواجه الفيصلي والفتح خارج ملعبه وأخيرا يستقبل الرائد في جدة. أما الرائد فإنه سيستضيف الفيصلي على ملعبه ثم يواجه الوحدة والنصر تواليا خارج أرضه قبل أن يستقبل التعاون والأهلي في مباراتين صعبتين للغاية، وأخيرا يحل ضيفا على نجران في جدة، في الوقت الذي يحل فيه القادسية ضيفا على الشباب الذي لا يمر بأفضل أحواله ثم يستضيف نجران والوحدة منافسيه على البقاء قبل أن يلاقي ثلاثي الشرقية الفتح والخليج وهجر في الأحساء والخبر. ومن المتوقع أن الجولات الثلاث المقبلة ستكون خلالها الصورة أكثر وضوحا وستحدد ملامح وضع الفرق وربما يتم خلالها الإعلان الرسمي عن هبوط فريق أو اثنين إذا ما سارت النتائج حسب التوقعات الأولية. عبدالله الجنوبي