كل منظمة دائماً تحرص أن تكون لها رؤية واضحة تسعى إلى تحقيقها في اطار من القيم التنظيمية، وتعتبر القيم معياراً أساسيا للحكم على صحة واعتلال السلوك، وبالتالي فانها سبب نجاح الأفراد والمنظمات في تحقيق أهدافها، ومفهوم القيم في منظمات الأعمال هي عبارة عن معايير تعمل على توجيه سلوك الأفراد تجاه المواقف والمواضيع في حدود المنظمة وتعتبر القيم من مفاهيم الإدارة الحديثة، وتختلف مدى قوة تأثير القيم على الأفراد ويجب على المنظمة تطبيق القيم الايجابية وتعزيزها بين أفرادها، وللقيم الشخصية أهمية لا تقل أهمية عن القيم التنظيمية في منظمات الأعمال، ويجب أن يسعى المديرون إلى حد كبير للتوافق بين القيم الشخصية للأفراد والقيم التنظيمية داخل المنظمات؛ لان كل شخص داخل المنظمة يحمل قيما قد تتوافق مع قيم المنظمة وقد لا تتوافق، ولذلك تأثير سلبي على مستوى الأداء إذا تعارضت القيم التي يؤمن بها الأفراد مع قيم المنظمة، ويعد ذلك متطلبا لتحقيق نجاح العمل الإداري وأحد العوامل الأساسية المحددة لنجاح وتفوق منظمات الأعمال، والقيم التنظيمية تلعب دوراً كبيراً في عملية بناء المنظمات من خلال وضع الاستراتيجيات واتخاذ القرارات وحل المشكلات والأداء الجيد والكفاءة، وأيضا تلعب دورا في تحديد مستوى الانجاز في المنظمة، وأما القيم الشخصية فلها أهمية في تحدد العلاقات الشخصية بين المديرين والعاملين وتحديد أخلاقيات العمل، والمدير الناجح هو الذي يستطيع تحقيق عملية التوافق والترابط بين كل من القيم التنظيمية والقيم الشخصية في إطار موحد، فكلما ازدادت درجة التوافق والانسجام بين قيم المنظمة وقيم الأفراد ينعكس ذلك على نجاح العمل وتحقيق الأهداف، ولها علاقة وثيقة في اتجاهات بعض الأفراد كالرضا الوظيفي والالتزام. وأخيرا.. تلعب الثقافة دوراً في اختلاف القيم على سبيل المثال في منظمات الدول المتقدمة تطبق فلسفة مشاركة المديرين والمرؤوسين في اتخاذ القرارات، تتميز المنظمات في هذه الدول بتطبيق القيم الجماعية، وقد تفشل هذه الفلسفة إذا طبقت في مجتمع يؤمن بالقيم الفردية، ويجب على المنظمة أن تراعي هذه الاختلافات حتى تتمكن من النجاح في الممارسات الإدارية.