تهدف العلاقة في أي مؤسسة بين الرئيس والمرؤوس إلى تحقيق أهداف المؤسسة وتحقيق النجاح لها.. وتعتبر هذه العلاقة هي المؤشر الفعلي لاستقرار المؤسسة في أعمالها.. ونضيف إن العلاقة بين الرئيس والمرؤوس في مختلف منظمات العمل في هذا العصر تلعب دوراً جوهرياً مهماً تنعكس نتائجه إيجاباً أو سلباً على فعالية تلك المنظمات لما للجوانب الاجتماعية والنفسية من تأثير مباشر على مستوى الإنتاجية فيها كمّاً ونوعاً، فباعتبار أن المنظمات تتكوّن من وحدات وأقسام وإدارات مترابطة ترابطاً عضوياً وثيقاً تُدار بواسطة أفراد، فهي تشكّل مجتمعاً مصغّراً يربط بين أفراده علاقات رسمية تحدّدها الأنظمة واللوائح وعلاقات غير رسمية تعتمد على أبعاد شخصية متعدّدة كالقيم المشتركة والمصالح الذاتية والرغبات الخاصة بالأفراد. وعلينا أن نشير هنا إلى كيفية فقد الثقة بين الرئيس والمرؤوس.. بالتأكيد يفقد الرئيس الثقة في مرؤوسه عندما يشعر بأن هذا المرؤوس لا ينفذ توجيهاته، وبالتالي يشعر الرئيس بأن هذا المرؤوس الذي لديه يشكل عبئاً على فريق العمل الذي يرأسه، فيهمله ويسقطه من حساباته. أما المرؤوس فيفقد الثقة في رئيسه عندما يقف رئيسه في وجه أفكاره المبتكرة التي تهدف إلى تدعيم المؤسسة، أو تقليل نفقاتها أو زيادة انتشارها ومسيرة نجاحها، وكذلك يفقد الثقة في رئيسه عندما لا يقدّر الرئيس الكفاءات التي تحت يديه ولا يعطي كل ذي حقٍ حقه، ويساوي بين من يعمل ومن لا يعمل، ويمنح الترقيات على أساس المقرّبين به وليس على معيار الكفاءة بل الواسطة والمحسوبية. لأن مفتاح نجاح التغيير في الإدارة هو القائد بمساندة آليات التغيير الفعّالة، فإن العاملين في تقبّلهم وتأييدهم وتصرّفاتهم ومساندتهم للإدارة يشكّلون جزءاً هاماً من النجاح.. إذاً فإن استخدام العلاقات الإنسانية وسيلة ايجابية ومتينة تؤدي إلى نجاح العمل ونجاح الإدارة وتغيّرها نحو الأفضل. وإذا وصل الأمر إلى فقدان الثقة بين الرئيس والمرؤوس، وعلى اعتبار أن أي مؤسسة يديرها فريق عمل مكوّن من رئيس ومرؤوس، فإنه تظهر نقاط ضعف في فريق العمل، وينعدم التعاون وتحجب المعلومات، ويُصبح الأداء أداءً فردياً لا توجّهه الأهداف العامة للمؤسسة ويتفرغ الرئيس للصراعات، ويهتمّ بالدفاع عن المنصب الذي يجلس فيه وينظر إلى مصلحته الشخصية دون النظر إلى المصلحة العامة للمؤسسة. وهنا تقع الكارثة والخسائر على المؤسسة والعاملين بها. الحقيقة أن أي رئيس لمؤسسة، أو مدير، عليه أولاً أن يعتمد أسلوب المصارحة مع مرؤوسيه، لأنه لا يجب أن يعمل أي موظف في عمل وهو يحمل بداخله ضيقاً من أي شيء داخل المؤسسة؛ لأن ذلك يعني أنه لن يفرّغ طاقته أو مجهوداته لصالح المؤسسة بشكل كامل. وإذا كانت المصارحة هي أولى الخطوات نحو علاقة سليمة بين الرئيس والمرؤوس، فإن الرئيس يتحمّل الكثير في هذا الصدد.. والسبب في ذلك أن المرؤوسين أو العاملين هم جنود المؤسسة الذين يبذلون أقصى جهد لهم لتطوير المؤسسة والدفع بها للأمام، أما واجب الرئيس فيتمثل في توفير أفضل الظروف التي يعمل بها المرؤوسون وأن يكون قريباً منهم جميعاً وعلى مسافة واحدة ولا يفضل أحداً على الآخر، وأن يعطي من يستحق ما يستحق.. وبذلك يتمكّن الرئيس من إخراج أي عامل نفسي سلبي قد يؤثر على المرؤوسين ويتفرّغ الجميع للعمل. إننا في هذا العصر أكثر ما نكون في حاجة للعلاقة الإنسانية بين الرئيس والمرؤوس والتي تعتمد على تفهّم حاجات الفرد والجماعة وتركّز على العنصر البشري أكثر من التركيز على الجوانب المادية، كما تعمل على إثارة الدوافع الفردية بهدف الإنتاج والتنظيم في جو يسوده التفاهم والثقة المتبادلة، فرضا الأفراد وارتياحهم في أعمالهم إنما هو نتيجة للشعور بالتقدير والشعور بالانتماء والمشاركة.. فعندما تكون العلاقة بين الرئيس والمرؤوس علاقة ود واحترام متبادل يؤدي ذلك إلى إنتاج مثمر في العمل. ولأن مفتاح نجاح التغيير في الإدارة هو القائد بمساندة آليات التغيير الفعّالة، فإن العاملين في تقبّلهم وتأييدهم وتصرّفاتهم ومساندتهم للإدارة يشكّلون جزءاً هاماً من النجاح.. إذاً فإن استخدام العلاقات الإنسانية وسيلة ايجابية ومتينة تؤدي إلى نجاح العمل ونجاح الإدارة وتغيّرها نحو الأفضل، فإذا عامل المدير أو المسئول أفراد التنظيم الإداري معاملة تتسم بالمساواة والعدل بعيدة عن التحيّز والمحاباة وقدّر قدراتهم وإمكاناتهم ومواهبهم، واحترم الفروق الفردية بينهم، وتفاوتهم فيما وهبهم الله من قدرات، فإنه بذلك حقّق نجاح الإدارة وتقدّمها وتطوّرها إلى الأفضل أي انه تمكّن من إحداث التغيير في الإدارة. [email protected]