في المباريات النهائية دائماً ما يكون لكل مدرب فلسفة وطريقة يرى من خلالها أنها الأنسب، ويستطيع بهذه الطريقة أن يتفوق على خصمه ويحقق البطولة . ¿ أي طريقة ينتهجها المدرب يبقى نجاحها من عدمه يتوقف على إمكانيات لاعبيه وحالتهم الفنية أثناء المباراة لأنهم أدوات نجاح المدرب، ولهذا نقول: ليس المهم الطريقة بل الأهم وجود لاعبين يخدمون هذه الطريقة . ¿ فاجأ المدرب الهلالي ( دونيس ) في النهائي مدرب الأهلي ( جروس ) عندما تخلى عن طريقته المعتادة ( 3-5-2 ) ودخل المباراة بطريقة غير متوقعة ( 4-4-2 ) . ¿ هذا الأمر بالتأكيد أربك حسابات مدرب الأهلي ولاعبيه الذي عمل في تحضيره للمباراة، والحد من خطورة الهلال والتفوق عليه ووضع التكتيك المناسب من خلال أنه يلعب بطريقته المعتادة ( 3-5-2 ) . ¿ من أصعب اللحظات التي تواجه المدربين هو تغير المنافس لطريقته، وألا ينكشف الأمر للمدرب إلا عندما يعلن الحكم بداية المباراة، وقتها يحتاج المدرب تعليمات جديدة للاعبين تختلف عن تعليماته السابقة . ¿ في ظل رتم المباراة السريع من قبل الهلال، والهدف الذي سجله بالدقائق الأولى، أصبح جروس في حيرة .. هل يعطي اللاعبين تعليماته لطريقة الهلال الجديدة أم يحاول تشجيعهم للنهوض مرة أخرى بعد صدمه الهدف . ¿ نجح دونيس في ضرب جروس بالضربة القاضية من خلال ( عنصر المفاجأة ) بطريقته الجديدة. ولم يعط له ولا للاعبيه الفرصة بالتفكير واستعادتهم توازنهم ولهذا كان الأهلي في حالة توهان بالملعب والهلال في أفضل حالاته . ¿ هذه الطريقة جعلت دونيس يسيطر سيطرة مطلقة على وسط الملعب، وهذا ماخطط له ونجح لأنه يعرف أن التفوق على وسط الأهلي معناه ضمان البطولة بشكل كبير . ¿ من العوامل التي ساعدت دونيس للعب بهذه الطريقة جاهزية الرباعي ( عطيف والفرج وسالم والعابد )، وهذا الشيء افتقده الهلال في الكثير من المباريات لظروف الإصابات . ¿ أيضا مدرب الهلال قرأ الأهلي جيدا قبل المباراة وتفهم أن خصمه يعتمد بشكل كبير على إرسال الكرات الطويلة للسومة، وبالأخص من ظهيري الجنب وعلى توغلات المؤشر من الجهة اليسرى، وفيتفا من الجهة اليمنى، واختراقات ماركنو أو تيسير من العمق. ¿ حاول دونيس منع إرسال الكرات الطويلة ( للسومة ) وأحكم عليه الرقابة، وأغلق الأطراف بشكل جيد، فحد من خطورة ( منصور والمؤشر والزبيدي وفيتفا) وتحكم في وسط الملعب بعودة ادواردو، ودافع بشكل جماعي ولم يترك مساحات في عمق الوسط ( لماركنهو أو تيستير) . ¿ أيضأ استمر الهلال بفرض شخصيته بالملعب من خلال اللعب السريع والتحرك بدون كرة والاستحواذ الجيد والضغط على مفاتيح اللعب بالأهلي وأثمر هذا من البداية هدفا مبكرا، وأتبعه بهدف آخر ليخرج بالشوط الأول بنتيجة مميزة . ¿ الحالة الجيدة التي كان بها لاعبو الهلال وبالأخص ( سالم وناصر وشراحيلي )، ساهمت في تغيير شكل الهلال، إضافة للهدف المبكر الذي أعطى أريحية للهلال وضغط لاعبي الأهلي . ¿ دونيس أدار المباراة بشكل رائع والتغيرات الثلاثة التي أجراها كانت جميعها اضطرارية بدخول ( شراحيلي كبديل للعابد وكريري مكان ناصر وفيصل درويش مكان عطيف)، وكان فيها نوع من الحذر للحفاظ على النتيجة والبعض يرى أن هذه التغيرات وضعت الفريق تحت الضغط، آخر عشر دقائق . ¿ جروس وقف متفرجا على حال فريقه بالشوط الأول، فقد قدم لاعبوه أقل أشواطهم، ووضح أنهم تأثروا بالهدف المبكر وتفاجأوا بطريقه لعب الهلال، ولم يستيطعوا أن يتماسكوا ويعودوا للمباراة، ووضحت قيمة التحضير النفسي والذهني لمثل هذه المباريات. ¿ مع انتهاء الشوط الأول والفريق خاسر بهدفين، كان الجميع يتوقع أن يشرك جروس ( مهند ) بجانب السومة أو( المقهوي ) ويخرج ماركنهو الغائب الحاضر بالمباراة ولكن فتح وسط الملعب بإخراج باخشوين وإدخال ( إسلام سراج ) الذي دخل مشحونا ولم يقدم أي إضافة . ¿ ليس هذا فقط، فقد عمل جروس تغيرين أثارا استغراب الأهلاويين، عندما أخرج ظهيري الجنب ( الزبيدي ومنصور ) في الدقيقه 66 وأدخل مهند ومحمد أمان ليدافع بثلاثة لاعبين بوجود (معتز وأسامة وأمان) ووقتها توقع الأغلبية أن الأهلي لا يمكن أن يعود للمباراة بهذه التغيرات . ¿ تحسن أداء الأهلي نوعا ما في آخر عشر دقائق من المباراة، وتراجع الهلال ونجح تيسير في تسجيل هدف بتسديدة قوية من مجهود فردي وأضاع إسلام سراج وفيتفا فرصتين، وما أحزن الأهلاويين أن السومة وماركنهو كانا في أسوأ حالاتهما ولم يقدما شيئا للفريق، وكانوا يرون أن المقهوي لو أعطي الفرصة من الممكن أن يضيف شيئا للفريق . أخيراً ... يستحق ( دونيس) الإشادة به لأنه عرف كيف يقرأ خصمه جيدا، ودخل بعنصر المفاجأة، وأجاد لاعبوه تنفيذ الطريقة التي لعب بها، بينما ( جروس) لم ينجح في قراءة المباراة، ولم يملك الشجاعة للمبادرة وتغيراته لم تعط الإضافة، وأغلب لاعبيه اختفوا بالمباراة .