السواحه والتميمي يرفعان الشكر للقيادة للموافقة على تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    استشهاد 18 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على منزلين شمال وجنوب قطاع غزة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس وقرية النبي صالح    الإعلان عن أسماء الفائزين بالمراكز الأولى بجائزة الملك عبدالعزيز لسباقات الهجن فئة "جذع"    "الرأي" توقّع شراكة مجتمعية مع جمعية يُسر بمكة لدعم العمل التنموي    الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية    ندوة "التدريب المسرحي في العالم العربي : التحديات والفرص" في مهرجان الرياض للمسرح    جهود دعوية وإنسانية لتوعية الجاليات وتخفيف معاناة الشتاء    العمل الحر.. يعزِّز الاقتصاد الوطني ويحفّز نمو سوق العمل    نائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة    NHC تنفذ عقود بيع ب 82 % في وجهة خيالا بجدة    أمير الرياض ونائبه يعزيان في وفاة الحماد    أمير الرياض يستقبل سفير فرنسا    تهديد بالقنابل لتأجيل الامتحانات في الهند    إطلاق ChatGPT في تطبيق واتساب    هل هز «سناب شات» عرش شعبية «X» ؟    المملكة تدعم أمن واستقرار سورية    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائنًا مهددًا بالانقراض    السعودية واليمن.. «الفوز ولا غيره»    إعلان استضافة السعودية «خليجي 27».. غداً    رينارد: سنتجاوز الأيام الصعبة    اتركوا النقد وادعموا المنتخب    أخضر رفع الأثقال يواصل تألقه في البطولة الآسيوية    القيادة تهنئ رئيس المجلس الرئاسي الليبي    غارسيا: العصبية سبب خسارتنا    انخفاض معدلات الجريمة بالمملكة.. والثقة في الأمن 99.77 %    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    رغم ارتفاع الاحتياطي.. الجنيه المصري يتراجع لمستويات غير مسبوقة    رئيس بلدية خميس مشيط: نقوم بصيانة ومعالجة أي ملاحظات على «جسر النعمان» بشكل فوري    الأمير سعود بن نهار يلتقي مدير تعليم الطائف ويدشن المتطوع الصغير    وافق على الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة.. مجلس الوزراء: تعديل تنظيم هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية    مجلس الوزراء يقر الإستراتيجية التحولية لمعهد الإدارة العامة    إيداع مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر ديسمبر    تقنية الواقع الافتراضي تجذب زوار جناح الإمارة في معرض وزارة الداخلية    لغتنا الجميلة وتحديات المستقبل    أترك مسافة كافية بينك وبين البشر    مع الشاعر الأديب د. عبدالله باشراحيل في أعماله الكاملة    عبد العزيز بن سعود يكرّم الفائزين بجوائز مهرجان الملك عبد العزيز للصقور    تزامناً مع دخول فصل الشتاء.. «عكاظ» ترصد صناعة الخيام    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    زوجان من البوسنة يُبشَّران بزيارة الحرمين    القهوة والشاي يقللان خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق    القراءة للجنين    5 علامات تشير إلى «ارتباط قلق» لدى طفلك    طريقة عمل سنو مان كوكيز    الموافقة على نشر البيانات في الصحة    جامعة ريادة الأعمال.. وسوق العمل!    أخطاء ألمانيا في مواجهة الإرهاب اليميني    الدوري قاهرهم    «عزوة» الحي !    نقاط على طرق السماء    حرب السودان تعمق من أزمة المجاعة    استعراض خطط رفع الجاهزية والخطط التشغيلية لحج 1446    عبد المطلب    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    سيكلوجية السماح    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    «الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركات الجهادية في 2016: «القاعدة» ترزح تحت الضغط و«داعش» تخسر
نشر في اليوم يوم 19 - 02 - 2016

منذ عام 2006، دأب مركز «ستراتفور» للدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي، وهو أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، على نشر توقعاته حول الحركة الجهادية الشاملة سنويًا. وتركزت توقعاته في السنوات العديدة الأولى على تنظيم «القاعدة»، وانعكست هذه الحقيقة في العناوين التي نشرها المركز.
لكن مع تغير التهديد الجهادي، نظرًا لوجود حركة أكبر وأوسع من هذا التنظيم، لم يكتب «ستراتفور» عن تنظيم «القاعدة» في توقعات عام 2009.
وفي عام 2013، غيّر «ستراتفور» شكل التوقعات الجهادية إلى سلسلة متعددة الأجزاء حيث بات من الصعب جدًا تغطية هذا الموضوع في تقرير واحد فقط.
وركز «ستراتفور» هذا العام في تقريره الذي أعده، سكوت ستيوارت، المشرف على تحليل «ستراتفور» لقضايا الإرهاب والأمن، والذي كان عميلًا خاصًا لدى الخارجية الأمريكية لمدة 10 أعوام وشارك في مئات التحقيقات المتعلقة بالإرهاب، ركز على عنصرين أساسيين للحركة الجهادية هما: «القاعدة»، و «داعش».
إيران تدعم القاعدة بقيادات جديدة
لا تزال المنظمة الأساسية لتنظيم «القاعدة» تحت قيادة أيمن الظواهري تعاني الضعف، حيث إنها لم تنفذ أي هجمات كبيرة خلال العام الماضي، واستمر نفوذها الأيديولوجي في الطريق الى الزوال.
وفي الواقع، هناك شعور عام بأن تصريحات قادة فروع «القاعدة» مثل قاسم الريمي زعيم «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» وأبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة»، تحمل وزنًا أكبر من الظواهري.
وعلى الرغم من أن بعض الوثائق المتعلقة بسياسة تنظيم القاعدة، مثل المبادئ التوجيهية العامة للجهاد 2013، تحمل اسم الظواهري وتلتزم فروع «القاعدة» بها، فمن المهم أن ندرك أنه تمت مناقشة المبادئ التوجيهية والاتفاق عليها من قِبَل قادة فروع «القاعدة» قبل نشرها؛ بمعنى أكثر تحديدا، أنها لم تكن صادرة من جانب واحد هو الظواهري ومركز قيادة تنظيم «القاعدة». وهكذا، بدلا من الحاكم القوي، سلك مركز تنظيم «القاعدة» نهجًا ينطوي على مزيد من التباحث.
وقد اتضح هذا النهج أيضا في المراسلات التي برزت خلال خلافات سابقة بين القيادة المركزية لتنظيم «القاعدة» وشخصيات مثل أبو مصعب الزرقاوي وأبو بكر البغدادي، وكذلك في كنز الوثائق التي تم الحصول عليها من خلال العملية التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن.
واتضح الضعف في هذا النهج عندما ثار البغدادي على «القاعدة»، وتجاهل توصيات الظواهري وتوسلاته، وانفصل في نهاية المطاف عن تنظيم «القاعدة» ليؤسس قطبًا آخر داخل الحركة الجهادية.
وتعد حقيقة شعور قادة «داعش» بالثقة الكافية لتحدي الظواهري بالإعلان عن انفصالهم عن تنظيم «القاعدة» ثم السخرية من قيادة «القاعدة»، انعكاسًا أيضًا لحالة العزلة التي يعاني منها مركز تنظيم «القاعدة» الرئيسي.
ربما كانت أهم خسارة عاناها مركز تنظيم «القاعدة» في عام 2015 هي مقتل ناصر الوحيشي زعيم «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» في ضربة صاروخية أمريكية في المكلا في يونيو.
لم يكن الوحيشي قائدًا ماهرًا ورائدًا لفرع مميز لتنظيم «القاعدة»، وإنما كان نائب زعيم تنظيم «القاعدة» العالمي. وهذا ما جعل الوحيشي أهم زعيم جهادي تم قتله منذ أسامة بن لادن.
وتم التعويض عن خسارة الوحيشي بعض الشيء بإعادة ظهور سيف العدل وأربعة آخرين من كبار قادة «القاعدة» الذين كانوا يعيشون في ايران مع مجموعة من أعضاء «القاعدة» الآخرين في ظروف غامضة.
تزعم بعض التقارير أنهم كانوا محتجزين تحت الإقامة الجبرية، بينما تؤكد أخرى أن الحكومة الإيرانية منحتهم ملاذًا.
على كل حال، بعد وفاة الوحيشي، أطلقت إيران سراح المجموعة.
وتشير بعض التقارير الى أن السلطات الإيرانية حررت المجموعة مقابل الإفراج عن دبلوماسي إيراني كان يحتجزه تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب»، لكن، كما أشار خبير مكافحة الإرهاب «توماس جوسيلين» في مقال نُشر في «جورنال لونج وور»، كانت المجموعة جزءًا من عملية تبادل سجناء في عام 2010.
وربما كان «الإفراج» عن المجموعة وسيلة استخدمها الإيرانيون لتقديم سجل نظيف كجزء من الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وجهودهم في رفع العقوبات الدولية عن بلادهم.
كانت الولايات المتحدة قد وجّهت اتهامات للعدل، وهو عقيد سابق في الجيش المصري والقائد العسكري الحالي لتنظيم «القاعدة»، لدوره في التخطيط للتفجيرات التي طالت سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998. وكان العدل أيضًا أحد عناصر تنظيم «القاعدة» الذين علّمهم «عماد مغنية» طريقة تصميم قنابل المركبات الكبيرة عندما كانت القاعدة تتخذ من السودان مقرا لها.
ويعد العدل مخزونًا مهمًا للإرهاب العابر للحدود لدى تنظيم «القاعدة» لما يتمتع به من خبرة وتجارب.
ومع ظهور معسكرات جديدة لتنظيم «القاعدة» في أفغانستان، يمكن أن يحاول العدل وغيره من قادة تنظيم «القاعدة» تمرير مهاراتهم إلى الجيل التالي من العناصر الإرهابية. وإذا نجحوا في ذلك، وخف الضغط الذي كانت ترزح تحته شبكة «القاعدة»، فمن الممكن أن تعاود الظهور كممثل كبير للإرهاب العابر للحدود.
تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب
كما ذُكر أعلاه، تلقى «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب»، وهو الفرع الأكثر تأثيرًا لتنظيم «القاعدة»، ضربة قوية في يونيو بمقتل الوحيشي. لكن لم يكن الوحيشي هو الخسارة الوحيدة لهذا الفرع هذا العام. فقد خسر «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» أيضًا عضو مجلس الشريعة الحارث بن غازي نظير في يناير. وقُتل مفتي الجماعة، إبراهيم سليمان الربيش، في أبريل جنبًا إلى جنب مع المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الأنسي. ومع ذلك، يمتلك هذا التنظيم مجموعة من القادة البدلاء المتشددين من ذوي الخبرة، وقد ارتفعت مراكزهم القيادية منذ مارس الماضي.
تولى «الريمي» القيادة، وهو آخر الأعضاء المؤسسين للمجموعة. ويعزز هيكل قيادة التنظيم شخصيات من أمثال كبير صانعي المتفجرات إبراهيم العسيري وخالد باطرفي الذي أُفرج عنه من السجن بعد سيطرة تنظيم «القاعدة» على مدينة المكلا اليمنية.
ويشتهر «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» أكثر بمحاولاته في مهاجمة الولايات المتحدة باستخدام القنابل المخبأة في الملابس الداخلية في عام 2009 والقنابل المخبأة في طابعات الكمبيوتر في عام 2010.
ومع ذلك، لم تحاول المجموعة مهاجمة الولايات المتحدة مباشرة منذ الإعلان عن إحباط مؤامرة تفجير قنبلة الملابس الداخلية في مايو 2012.
وبدلا من ذلك، ركز فرع تنظيم «القاعدة» على التطرف وتجهيز الجهاديين العاديين، وذلك باستخدام أدوات مثل المواعظ لشيوخ مثل أنور العولقي المتوفي حاليا ومجلتهم الناطقة بالإنجليزية «إنْسْبَايَر» أو «إلهام».
نجت هذه الجماعة من تحديات مختلفة، بما في ذلك ظهور الجماعة الإقليمية أو التابعة ل «داعش»، التي بدأها جهاديون غاضبون في اليمن. ولكن وعلى الرغم من خسارة الوحيشي، يمكن القول إن «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب» كان قويًا كما كان عليه في الماضي.
جبهة النصرة
تُعتبر «جبهة النصرة» التي تتخذ من سوريا مقرًا لها ثاني أهم فرع لتنظيم «القاعدة». وعلى الرغم من أن هذه الجماعة كانت في البداية فرعًا من تنظيم «داعش» في العراق» (والسبب في انفصال «داعش» عن تنظيم «القاعدة»)، أصبحت «جبهة النصرة» قوة مسلحة هائلة في سوريا. وبعد سحق «حركة حزم» السورية المعتدلة المدعومة من الغرب، تمكنت «جبهة النصرة» من تشكيل تحالف من الجماعات الإسلامية التي غزت مدينة إدلب السورية. لكن على الرغم من دورها الرئيسي في العملية، لم تفرض «جبهة النصرة» نسختها من الشريعة، وإنما عملت مع حلفائها على حكم المدينة. وكانت هذه السياسة تتوافق مع المبادئ التوجيهية لتنظيم «القاعدة» وجهوده في تقديم نفسه كبديل «معتدل» لتنظيم «داعش».
في الواقع، تسيطر «جبهة النصرة» على أجزاء كبيرة من سوريا والشعب السوري، لكن تحظى هذه السيطرة باهتمام ضئيل جدًا مقارنةً بتنظيم «داعش». على سبيل المثال، حصل غزو إدلب على اهتمام ضئيل مقارنة بالتغطية الواسعة التي أولتها وسائل الإعلام لتدمير «داعش» لمدينة تدمر.
كما أحدثت «جبهة النصرة» دويًا إعلاميًا كبيرًا عندما بثت قناة «الجزيرة» مقابلة غير تصادمية على جزءين مع زعيم جبهة النصرة «أبو محمد الجولاني». وقد ساعدت هذه المقابلة وحدها على دفع الجماعة إلى التيار الرئيسي.
وعلى عكس دعاية «داعش»، التي تنتجها بنفسها ويراها معظم أنصارها، جاءت مقابلة «الجزيرة» مع الجولاني على غرار المقابلات التلفزيونية التي تُجرى مع رؤساء الدول أو مشاهير وسائل الإعلام، وتم بثها على الصعيد العالمي. وبدا الجولاني في المقابلة وهو يجلس على كرسي مذهب فيما يبدو أنه قصر الحاكم في مدينة إدلب. وبدت المقابلة بعيدة كل البعد عن المقابلات الإعلامية الأولى لأسامة بن لادن وهو يجلس في كهف أو خيمة، ومنحت المقابلة للجولاني احترامًا هائلًا.
أوضح الجولاني خلال المقابلة أنه لا يزال يتبع الأوامر التي يتلقاها من زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، وبالتالي، لا تزال «جبهة النصرة» تمثّل تنظيم «القاعدة» في سوريا، والأفراد والدول الذين يدعمون جبهة النصرة أو حلفاء جيش الفتح يدعمون بدورهم تنظيم «القاعدة».
وعلى الرغم من هذا، ترى بعض الأطراف الخارجية أن تمكين الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» يعد بمثابة بديل أفضل من السماح ل «داعش» أو الحكومة السورية بالفوز في سوريا.
فروع وحلفاء آخرون لتنظيم «القاعدة»
انشق «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وهو فرع «القاعدة» في الجزائر، عن تنظيم «القاعدة» في عام 2013 وتكبّد خسائر إضافية في عام 2014 عندما انشق منه أعضاء وانضموا إلى تنظيم «داعش».
ولكن مع عودة مختار بلمختار وقواته، يخرج التنظيم من 2015 وهو أقوى بكثير من دخوله فيه، وعلاوة على ذلك، احتفظ التنظيم بجماعات فرعية مهمة في مالي وتونس وليبيا.
وعلى الرغم من النداءات الملحة من تنظيم «داعش»، ظلت «حركة الشباب» في الصومال في معسكر «القاعدة»، بل وقام قادة «حركة الشباب» بإعدام العديد من الأعضاء الذين انشقوا وأعلنوا انضمامهم ل «داعش».
ولا تُعد الصومال وسوريا هي الأماكن الوحيدة التي تحارب فيها «القاعدة» فروعا تابعة لتنظيم «داعش». ففي ليبيا، ظهر فرع القاعدة «أنصار الشريعة» وحلفاؤه كأهم خصم فعال ل «داعش».
وقامت هذه الجماعات بطرد «داعش» من مدينة درنة بحلول يوليو.
ويدخل حلفاء تنظيم «القاعدة» من حركة «طالبان» أيضًا في حالة حرب مع المنشقين من «طالبان» الذين أعلنوا الولاء لتنظيم «داعش».
وعلى الرغم من الأضرار البالغة التي تعرض لها تنظيم «القاعدة»، فقد تمكن حتى الآن من البقاء في مواجهة حملة طويلة مركزة من جانب تحالف عالمي يحاول تدميره. وقد نجا أيضًا من التحديات الفكرية والمادية التي أبدتها «داعش»؛ ذلك العدو الذي يمكننا القول إنه أكثر خطرًا على التنظيم من حملة مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة.
يُعتبر البقاء على قيد الحياة هو الهدف الأساسي لأي منظمة تنتهج استراتيجية حرب طويلة، وقد حقق تنظيم «القاعدة» هذا الهدف في مواجهة عقبات شديدة. لكن الأبعد من مجرد البقاء على قيد الحياة هو إمكانية استرداد التنظيم جزءا كبيرا من قدراته الإرهابية قبل أحداث 11 سبتمبر إذا تم تخفيف الضغط على مركز تنظيم «القاعدة» وفروعه.
تنظيم «داعش»
أولًا، من المهم أن نضع تعريفا لما نقوم بتقييمه. فقد وصف الكثيرون تنظيم «داعش» بأنه «أقوى جماعة إرهابية في العالم» أو «أغنى جماعة إرهابية في التاريخ». لكن كل هذه التعريفات تبدو غير صحيحة. فداعش أكبر بكثير من مجرد جماعة إرهابية. وتُعرّف بصورة أكثر دقة كمنظمة مسلحة تستخدم الإرهاب، لكنها تشن أيضا حرب عصابات وحربا هجينا وحربا تقليدية. وعلاوة على ذلك، لقد أنشأت «شبه دولة» على رقعة واسعة من أراضي العراق وسوريا. وأي شخص يعرّف مثل هذا التنظيم بأنه مجرد «جماعة إرهابية» سيواجه صعوبة في تقييمه بدقة.
كما لاحظنا في العام المنصرم، على الرغم من الانتقادات التي وجهها زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري ل «داعش»، فقد التزم التنظيم تقريبًا بالخطة التي وضعها الظواهري في رسالة وجهها عام 2005 إلى زعيم تنظيم «القاعدة في العراق» أبو مصعب الزرقاوي.
يقول الظواهري: «وكانت عقيدتي دائمًا أن انتصار الإسلام في هذا العصر لن يتحقق إلا بإقامة دولة مسلمة على منهاج النبوة في قلب العالم الإسلامي». كما أشار إلى أن الخطوة الأولى في هذه الخطة تتمثل في طرد القوات الأمريكية من العراق. وتمثلت المرحلة الثانية في إقامة إمارة وتوسيعها إلى خلافة أكبر. وتمثّلت المرحلة الثالثة في الهجوم على الدول المحيطة بالعراق (السعودية والكويت وسوريا والأردن) من أجل ضمّها إلى دولة الخلافة. وتمثلت الخطوة الرابعة في استخدام قوة الخلافة مجتمعةً لمهاجمة إسرائيل.
وبرغم مقتل الزرقاوي في غارة جوية أمريكية، أعاد «تنظيم القاعدة في العراق» تسمية نفسه «الدولة الإسلامية في العراق» في عام 2006، وبالتالي الإعلان عن إقامة دولة جهادية في العراق. وأدت زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق وصحوة الأنبار التي صاحبتها في المناطق السنية في البلاد التي بدأت في عام 2007 إلى إضعاف الجماعة بحلول عام 2010.
لكن لم يغب نظر تنظيم «داعش» في العراق عن أهدافه. فقد أعاد بناء نفسه بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 واستفاد من الحرب الأهلية في سوريا. وبعد حملة عسكرية ناجحة شنها «داعش» للاستيلاء على أجزاء كبيرة من المناطق السنية في العراق يوم 29 يونيو 2014، لم يعلن التنظيم إعادة تأسيس إمارته في العراق فحسب، بل وإطلاق دولة الخلافة.
وعلى الرغم من أن «داعش» يتبع المبادئ التوجيهية العامة لخطة أيمن الظواهري، هناك اختلافات كبيرة في الجدول الزمني لتنفيذ تلك الخطة بين «القاعدة» و «داعش». يقول تنظيم «القاعدة» إنه لا يمكن تأسيس الخلافة إلا بعد هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بحيث لا يمكنها التدخل في أراضي المسلمين لعدم قدرتها أو لعدم رغبتها في ذلك.
وتتصور قيادة تنظيم «القاعدة» حربًا طويلة الأجل تؤكد على الحاجة إلى مهاجمة الولايات المتحدة، «العدو البعيد»، قبل التركيز على إطاحة الحكومات المحلية. أما «داعش»، فقد اعتَمَد نهجا أكثر استعجالًا، حيث رأى أنه قد حان الوقت الآن للاستيلاء على أراضي والاحتفاظ بها وحكمها. وتعتمد هذه الاستراتيجية على أن يكون التنظيم قادرًا على استغلال أي أراض يغزوها وأي موارد يتحصل عليها لأغراض التوسع المستمر. ويفسر هذا النهج المباشر قرار «داعش» بسرعة إعلانه الخلافة بعد أن استولى على جزء كبير من العراق وسوريا. ورسالة الجماعة إلى العالم الإسلامي أن الخلافة حقيقة تاريخية ولن يقف أي شيء في سبيل توسعها ويجب على جميع المسلمين الهجرة إليها للمساعدة في دعم نموها.
وأثبتت هذه الرسالة جاذبيتها الشديدة بين الجهاديين الذين أصبحوا غير راضين عن نهج الحرب الطويلة الأكثر حذرا لتنظيم «القاعدة». وارتفع حماس «داعش» من منطلق التوقعات المرتبطة بتأسيس دولة الخلافة وتأكيداتها بأن تفسيراتها للنبوءات المتعلقة بنهاية العالم تؤكد قرب المعركة الأخيرة، بفضل إنشاء تنظيم «داعش»، فأصبح التنظيم قادرًا على تنشيط الحركة الجهادية وجذب الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى صفوفه. ومع ذلك، بإعلان دولة الخلافة وتبني عباءة نهاية العالم، فإن الزمان والمكان يعملان ضد «داعش».
التقيد بالجغرافيا والزمن
إحدى المزايا التي تمتلكها أي منظمة متمردة عندما تحارب عدوا أقوى تكمن في أن المتمردين بحكم تعريفهم يتميزون بالتنقل من موقع إلى آخر. فهم يهاجمون في وقت ومكان يختارونه، وعلى النحو الأمثل في المناطق التي يكون فيها العدو ضعيفًا، وحيث تعمل المفاجأة التكتيكية والتفوق العددي لصالح المتمردين. وعندما تعرض لهم قوة متفوقة، يمكن للمتمردين التراجع ثم الفرار لإعادة تجميع صفوفهم وانتظار الظروف الملائمة قبل إطلاق هجومهم التالي. يعطي التنقل للمتمردين ميزة كبيرة على القوات الحكومية التي يتوجب عليها التمركز وتأمين المراكز السكانية آمنة والموارد الطبيعية وخطوط الاتصال من هجمات الكر والفر التي يشنها المتمردون. ويجب على الحكومة أيضًا الإشراف على السكان وتوفير الخدمات لهم. إن تأمين هذا الكم الكبير من الأهداف ضد أي هجوم وتقديم الخدمات يتطلب الكثير من الموارد، لكن هذه الموارد مخصصة لحماية أماكن محددة بحيث لا يمكن استخدامها لإطلاق عمليات هجومية ضد المتمردين في مكان آخر.
وقد فقد «داعش» العديد من المزايا التي يتمتع بها كجماعة متمردة عبر تحوّله من حركة متمردة إلى حكومة. اضطرت المنظمة إلى تحمل الكثير من المسؤوليات التي تصاحب كونها حكومة، مثل تخصيص موارد هائلة لتأمين المدن والحكم وتوفير الخدمات. وقد علّق كثير من الناس حول الجهود الأمنية الداخلية لتنظيم «داعش» وأعماله العدوانية المصاحبة لتعقب الجواسيس وإعدامهم. وكل مقاتل يخصصه التنظيم للأمن الداخلي ينقص من العدد الذي يشارك في العمليات العسكرية في مناطق أخرى.
وقبل أن يصبح التنظيم مقيدًا بجغرافيا محددة، فتح «داعش» مجاله لشهور متعاقبة من الضربات الجوية. لقد أثبتت السنوات ال60 الماضية أن الجيش الأمريكي يجد صعوبات ضد أي عدو غير منظّم لا شكل له، لكنه فعال جدًا في مهاجمة الأهداف الثابتة المحددة. ونظرًا لمعرفة «داعش» بأن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، فقد حاول التنظيم حماية نفسه من الضربات الجوية باستخدام دروع بشرية. ومع ذلك، عندما يترك القادة مواقعهم المعزولة، أو يحاولون تجميع القوات لإطلاق عمليات هجومية، فإنهم يفتحون المجال أمام شن هجمات ضدهم.
وساعد نشر قوات التحالف المزيد من أنظمة التحكم في الهجوم بساحة المعركة في جعل الدعم الجوي أكثر فعالية بكثير من حيث تدابير الدفاع ضد «داعش» وشن عمليات هجومية ضد التنظيم. وتعتبر العمليات الأخيرة في الرمادي مثالًا جيدًا جدًّا على هذا. علاوة على ذلك، فقد دخل الروس في النزاع في سوريا ، ويساورهم قلق أقل من القوات الأمريكية بشأن سقوط ضحايا من المدنيين. وهذا يعني عدم إمكانية أن يعتمد مقاتلو «داعش» على المدارس والمستشفيات والمساجد للحماية من الضربات الجوية.
ونظرًا لأن جهود قصف قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد بدأت في أغسطس 2014، فقد أُضعفت القدرات العسكرية لتنظيم «داعش» بشكل كبير من خلال تدمير كميات كبيرة من المعدات العسكرية والجنود التابعين للتنظيم. كما وجد التنظيم أنه من الصعب عليه الانتشار خارج المناطق ذات الأغلبية السنية في المناطق الشيعية والكردية. وأدى ذلك، جنبًا إلى جنب مع الإضرابات، إلى إعاقة توسع التنظيم.
وفي مناطق شمال شرق سوريا، لعبت القوة الجوية للتحالف دورًا حاسمًا في مساعدة القوات البرية المحلية، مثل القوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد، في طرد «داعش» مرة أخرى من المعابر الحدودية الرئيسية. وعلى الرغم من استمرار عمليات التهريب داخل وخارج إقليم «داعش»، إلا أن حجم البضائع والأشخاص الذين يعبرون الحدود بات بلاشك أقل بكثير مما كان عليه قبل عام.
وبالإضافة إلى تقليص خطوط الإمداد ل «داعش»، عن طريق وقف تقدم التنظيم وتدمير وحداته العسكرية، ساعد التحالف أيضًا على تقليص أكبر موارد ل «داعش»؛ وهي المنازل والمزارع والأعمال التجارية والسلع والناس الذين لا ينتمون إلى الجماعة والضرائب المفروضة على المواطنين الذين تم غزوهم.
وهذا النوع من النموذج اللوجستي يصبح غير مستدام بمجرد قيام الفاتحين باستنزاف سكان الأراضي التي استولوا عليها مع عدم قدرتهم على الاستيلاء على أرض جديدة ونهبها.
يعمل الوقت ضد «داعش» حيث إنه كلما بقي التنظيم في موقف دفاعي وصار غير قادر على مواصلة الفتح العالمي، تلاشت الجاذبية التي تحيط بأيديولوجيته المروعة. في عام 2016، سيواجه تنظيم «داعش» تحديات في عدة مواقع قتالية حاسمة، أولها في مدينة الموصل في العراق، وهي أكبر مدينة تحت سيطرة «داعش» والمكان الذي أعلن منه زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي» الخلافة.
وقياسًا على الهجمات العراقية في الرمادي وبيجي وتكريت، ستأخذ عملية حصار المدينة ثم استردادها مسارًا بطيئًا مدروسًا وستساعد فيها كثيرًا الضربات الجوية لقوات التحالف، لكن العملية ستبدأ هذا العام.
وبعد الانتهاء من استرداد الموصل، سيكون من المهم أيضًا الالتفات إلى مدينة «دابق» السورية الصغيرة فضلًا عن مدينة الرقة وهي العاصمة المعلنة ل «داعش». ووفقًا لتفسير «داعش» لنهاية العالم من المنظور الإسلامي، فإن مدينة «دابق» هي المكان الذي سيتجمع فيه جيوش العالم لمحاربة المؤمنين الحقيقيين في المعركة النهائية.
وهذه النبوءات هي السبب وراء تردد قادة «داعش» في مهاجمة القوى العالمية أو تهديدها أو تحديها. فهم يعتقدون أن جيوش العالم ستتداعى عليهم وأنهم سيخرجون من هذا الصراع منتصرين بفضل تدخل إلهي.
وأصبح موقف «داعش» في محافظة حلب بشمال البلاد حيث تقع دابق ضعيفًا بشكل متزايد، ويجري الضغط على الجماعة من ثلاثة اتجاهات.
أولًا، يقف ائتلاف للمتمردين السوريين في الجزء الشمالي الغربي من المنطقة على بعد أقل من 10 كيلومترات من دابق. ثانيًا، تضغط قوات الحكومة السورية من الجهة الجنوبية الغربية حول مدينة «الباب». ثالثًا، تقف القوى الديمقراطية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة شرق دابق، بالقرب من منبج. تتمركز القوى الديمقراطية السورية أيضًا حاليًا جنوب عين عيسى على بُعد حوالي 30 كيلومترًا فقط من عاصمة «داعش» في الرقة.
ولسوء حظ «داعش»، يبدو أن دابق على وشك التعرض لهجوم من قِبَل ائتلاف مكوّن من مسلمين آخرين وليس جيوش العالم المجتمعين. ومع ذلك، سيكون من المهم جدًا مراقبة كيف يستجيب قادة «داعش» إلى التهديد الموجَّه ضد دابق. فعلى الرغم من أن هذه البلدة الصغيرة التي تضم 3 آلاف نسمة ذات أهمية عسكرية ضئيلة جدًا، فإنها تحظى بأهمية أيديولوجية عظيمة لدرجة أن «داعش» أطلق اسمها على مجلة ناطقة باللغة الإنجليزية، ولطالما تم اقتباس كلام الزرقاوي عن نبوءات دابق بانتظام في تشكيلة واسعة من دعاية التنظيم. لهذا السبب، من المرجح أن يُبقي التنظيم على الكثير من القوات للاحتفاظ بالسيطرة على المدينة. وستتعرض تلك الحشود من قوات «داعش» للضربات الجوية.
وكما أشار تحليل ل «ستراتفور» في أكتوبر، في حال تمكنت القوى الديمقراطية السورية من استرداد الرقة من «داعش»، فسيكون النصر رمزيًا إلى حد كبير.
كانت هذه المدينة هي عاصمة الخلافة العباسية في الفترة من 769 م إلى 809 م، قبل انتقال العاصمة إلى بغداد. وسيشكّل استرداد الرقة أيضا قيمة استراتيجية واضحة لجهود مكافحة التنظيم. وتعتبر المنطقة المحيط بالمدينة محورًا مهمًا لنقل الأشخاص والإمدادات حيث تقع الرقة على نهر الفرات وتسيطر على الطرق السريعة الحاسمة. ويرى «داعش» في الأنهار وسيلة ضرورية؛ فالممرات المائية والطرق المحيطة بها تعد بمثابة المركز الجغرافي لشبكة التحكم التي تسيطر عليها «داعش».
وضع «داعش» خارج سوريا والعراق
عند النظر في وجود تنظيم «داعش» خارج العراق وسوريا، من المهم أن ندرك أن معظم «ولايات» «داعش» أو الجماعات التابعة للتنظيم خارج سوريا والعراق ليست جديدة، فهي بكل بساطة نسخ متغيرة الولاء من الجماعات الجهادية الموجودة أو شظايا من الجماعات الموجودة التي تعهدت بالولاء ل «داعش». على سبيل المثال، قام تنظيم «ولاية السودان الغربي» في نيجيريا بتغيير ولائه من جماعة «بوكو حرام» إلى «داعش». وكان تنظيم «ولاية سيناء» في مصر جزءًا من «أنصار بيت المقدس» قبل أن يعلن ولاءه ل «داعش». لكن يظل الجزء الرئيسي من «أنصار بيت المقدس» يدور في فلك تنظيم «القاعدة».
وبخلاف «ولاية برقة» في شرق ليبيا و «ولاية خُرَاسان» في أفغانستان، فإن الجماعات التابعة لتنظيم «داعش» تغادر عام 2015 أضعف من دخولها فيه. على سبيل المثال، أعلن أكثر من 100 عضو من «ولاية اليمن»، بما في ذلك القائد العسكري للجماعة وعدد من كبار الأعضاء الآخرين، انشقاقهم في ديسمبر 2015. وعلى صعيد آخر، ألحق الجيش المصري خسائر فادحة بتنظيم «ولاية سيناء». لكن هذا لا يعني أن الجماعات الإقليمية التابعة لم تعد تشكّل تهديدًا.
فحتى مع خسارتها بعض الأراضي، قامت «ولاية السودان الغربي» بتنفيذ تفجيرات انتحارية في تشاد والكاميرون والنيجر باعتبارها البلدان التي تدعم معركة نيجيريا ضد هذه الجماعة الجهادية.
وعلى الرغم من هذا التصعيد السريع في التفجيرات الانتحارية (حيث شنت الجماعة أكثر من 100 عملية في عام 2015) وانتشارها في بلدان مجاورة، فلا شك أن هذه الجماعة باتت أضعف بكثير الآن مما كانت عليه في عام 2013. لم تقم الولاية وقتذاك بإجراء أي عمليات تفجير انتحارية، بل ونفذت الجماعة 26 هجمة فقط في عام 2014. بعبارة أخرى، إن عدد الهجمات الإرهابية التي تنفذها منظمة متشددة لا يُعد بالضرورة مقياسًا دقيقًا لقوتها الشاملة.
في 26 ديسمبر، أصدر «مركز الحياة للإعلام» التابع لتنظيم «داعش» رسالة صوتية من البغدادي بعنوان «انتظروا فإنا معكم منتظرون». وتناول موضوع الرسالة حاجة مقاتلي «داعش» إلى التحلي بالصبر والمثابرة تحت وطأة الضيق والمحن الشديدة، التي وصفها بأنها لا مفر منها.
كما دعا البغدادي المسلمين للنهوض والقيام بواجبهم للحفاظ على التنظيم عن طريق السفر للانضمام إليه. وشملت دعوته تحرير الجهاديين من السجون وتنفيذ هجمات في البلدان التي تقاتل «داعش» في المنطقة، وكذلك عبر الحدود الوطنية. وأبرزت هذه الرسالة رسالة مختلفة بشكل كبير عن إعلان البغدادي للخلافة في 2014 الذي أحاطه الانتصار.
ومن المؤكد أن موضوعات الفتنة والمحن والمعاناة سيتم تداولها بكثرة في مركز «داعش» وفروعه خلال عام 2016 نظرًا لأنه يتعرض للضغط الشديد من جميع الجوانب.
٭ باحث علوم سياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.