تبدأ في شمال المملكة مناورات «رعد الشمال» بقيادة المملكة ومشاركة قوات من 20 دولة عربية وإسلامية، وهذه المناورات تمثل عدة مكاسب فهي تبين مدى الاستعدادات القتالية لقوات الدول المشاركة، ومهاراتها في التنسيق واختبار قدرتها على التدخل، خاصة في منطقة أصبحت فيها الاضطرابات موضة وتفريخ الخلايا الإرهابية صناعة شيطانية، توظفها القوى الشريرة لنشر الاضطرابات والفتن في العالم العربي باسم الإسلام، ابتداء من منظمة داعش الإرهابية السفاكة للدماء والخلايا والأحزاب والمنظمات التي تنسجها إيران في الوطن العربي وتطلقها لإشعال الفتن والحروب والاضطرابات. وهذه الأخطار تحتم على القوات المسلحة في الدول العربية والإسلامية أن تكون مستعدة للدفاع عن استقرار البلدان العربية والإسلامية وسلامة شعوبها وأراضيها، وأن تضرب بيد من حديد المنظمات الإرهابية الخارجة على القانون، التي جعلت من الإرهاب والجريمة أسلوبا للتكسب على حساب استقرار الشعوب وسلامها ومكتسباتها الاقتصادية. وإجراء المناورات يثبت صواب رأي المملكة أنه يتعين على الدول الإسلامية أن تبادر لمكافحة المنظمة الإرهابية الإجرامية التي تتخفى تحت عناوين إسلامية، فيما تمارس الجريمة بأبشع صورها وتعادي البلدان والشعوبية الإسلامية لحساب مشغليها وقوى الشر التي جعلت من هذه المنظمات عذراً ومبرراً للهجوم على الإسلام والمسلمين، بل وتوظيف هذه المنظمات لنشر الفوضى والجريمة لتنفيذ أجندات تقسيم دول العالمين العربي والإسلامي. وواضح أن القوى الشريرة هي التي استفادت من توظيف منظمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، وفي مقدمة هذه القوى هي إيران التي تحت غطاء محاربة هذه المنظمات عبثت في العراق وسوريا واليمن ولبنان وتحاول النيل من دول الخليج، بحجة الخطاب المتطرف للمنظمات الإرهابية، بل إن طهران جندت منظمات جريمة مماثلة لتتفق القاعدة وداعش وحزب الله وعصائب الحق والمنظمات الإجرامية الإيرانية على العداوة للشعوب العربية والإسلامية، والكيد لها. وهذا يحتم على الدول الإسلامية مواجهة صناعة الإرهاب في أي بلد حل ومن أي بلد جاء، لمنع القوى الشريرة من استغلال المنظمات وتوظيفها في نشر الفتنة في العالم العربي. ولأول مرة في التاريخ تقدم الدول الإسلامية برنامجاً عسكرياً تنسيقياً وتجمع على الاستعداد لمحاربة الإرهاب ومنظمات الجريمة والدفاع عن الأمة وكرامتها وإسلامها. وواضح أن المناورات والاجتماع التنسيقي قد اغاظت منظمات الجريمة وقوى الشر، فمنذ الإعلان عن تنظيم هذه المناورات أصيبت منظمات داعش والقاعدة وإيران وأحزابها بسعار الهجوم على المملكة والدول الإسلامية، لأن طهران ومنظمات داعش والقاعدة ترى أنها هي المتضررة وأن بضاعة الشر التي تروج لها سوف تكسد في ظل اجتماع كلمة الدول الإسلامية وتكاتف شعوبها. وبعد عاصفة الحزم لتحرير اليمن من عصابات الحوثيين فإن منظمات الجريمة وموظفيها والمستفيدين منها، تتلقى اليوم الصفعة الثانية بتنظيم مناورات تنسيقية لعشرين دولة إسلامية، لتشكل المناورات رسالة إلى كل من ينوي شراً بالأمة وإسلامها ورسالتها وشعوبها.