الخيانة تعتبر من الصِفات التي تقشعر لها الأبدان، خصوصاً عندما ترتكب من أشخاص عُرف عنهم الأمانة، والمصيبة العظمى هي عندما تصيب الخيانة المجتمع، لتُحدث بعد ذلك بلبلة وفقدا للثقة في تلك العناصر، وقد يكون ذلك أخطر من ارتكاب الخيانة بعينها. مناسبة مقالي هذا هي إقدام أحد منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير على ارتكاب جريمة العصر، ضدّ نفسه أولاً ثم وطنه ومواطنيه ثانياً، فقد غدر بزملائه رفاق السلاح بأن مدّ يد الغدر للتعاون مع الإرهاب، متنكراً لشرف الخدمة العسكرية، عندما أقسم على القرآن الكريم أن يكون مخلصاً لله ثم الملك والوطن، إلا أن صفة الغدر وخيانة الأمانة تمكنت منه، ليلحق العار بأسرته وقبيلته وشرف الجندية التي ينتمي اليها. رغم إن الإرهاب مرفوض بجميع أنواعه ومن أي شخص، إلا أن الخيانة من أحد حُمَاة الوطن أكبر وأعظم وتعد (خيانة عظمى) يتوجب محاكمته عليها، والتشهير به ليكون عبرةً لكل من تسول له نفسه خيانة الوطن. ان العبث بأمن الدولة والتآمر على حقوق المواطنين، وتسليم البلاد للإرهابيين، أو خلق حالة من الفوضى بتعاون مع العناصر الإجرامية التي تنتهك حرمة دماء المسلمين الركع السجود في بيوت الله تعالى، جريمة لا تغتفر، حيث ينظر إليها على أنها من الجرائم العظمى التي تختلف عن تلك الجرائم العادية المعاقب عليها جزائياً في القوانين العادية. إن من يرتكب الخيانة يسهم في إشعال الفتن ويشعر خطأً في أول الأمر بالنشوة، وأنه صاحب حق، بينما هو في واقع الأمر مضلّل بفكر منحرف لأن فعله يخالف الشرع ويؤدي إلى هلاك المجتمع. إن صاحب الفتنة يندم في آخر الأمر على ما فعله من فساد وضرر، أغراه الشيطان بفعله. الوطن هو الام الحنون للجميع، وأي تصرف يضر بأمنه وسلامته ينعكس سلباً على الجميع، مهما اختلفت الرؤى والأفكار والمذاهب والمناطقية، يبقى الوطن المركب الذي يحمل الجميع الى برّ الأمان، وأي اعتداء عليه سوف يتضرر الجميع منه. ان مثل هذا المنحرف دينياً وسلوكياً يعتبر شاذاً في تصرفه هذا ولله الحمد، ولا يمثل أبناء القوات المسلحة الأشاوس، الذين يعد لهم الفضل - بعد الله - في المحافظة على أمن واستقرار هذا الكيان العظيم، والجندي السعودي مشهود له بالتضحية والإقدام، لتبقى راية التوحيد خفاقة، لتستمر المسيرة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، للمنافسة على الصدارة في شتى مناحي الحياة. حفظ الله بلادنا من الأشرار، والخزي والعار على من يخون وطنه، بموالاة الإرهاب والإرهابيين.. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).