طالب مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بالوقوف وقفة صادقة أمام المنحرفين الضالين الذين اتخذوا من سفك الدماء وسيلة لأغراضهم، وتبجحوا بها وأخبروا عن أنفسهم أنهم فعلوا ذلك الفعل الذي هو فعل منكر فعل سيئ وقبيح لا مبرر له، وإنما هو الجهل والخيانة العظمى من هؤلاء. وتساءل في خطبة الجمعة أمس من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض: كيف يرضى مسلم لمسلم أن يفجر أشخاصا بلا سبب وبلا داع، وإنما ذلك جهل واغترار وانخداع بأعداء الإسلام ومخابراتهم السيئة، التي توحي لهم بأن هذه التفجيرات تحقق مطالبهم وتزيد الضغط على بلادهم إلى آخر ذلك، فالذي يرضى أن يقحم الإسلام في هذه التفجيرات هو خائن لأمانته. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ). وبين أن سفك الدماء حرام وكبيرة من كبائر الذنوب وجرم عظيم وشأن كبير، وهو من أعظم الفساد في الأرض، مستشهدا بقول الله جل وعلا: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً). ولفت المفتي النظر إلى أن وقوع القتل في الناس بلا سبب من علامات الساعة، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر: «يأتي زمان لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتل فتنة عمياء صماء يحار فيها العقل السليم». وأضاف قائلا: هذه مصيبة أهل الإسلام أن يكون من المسلمين عونا للأعداء على بلادهم، وعونا للأعداء على أمتهم، هذا خزي عظيم وعار يجب أن نتبرأ منه ومن أهله لأن الإسلام ضد الإرهاب وضد السوء، يحترم دماء المسلمين ودماء المعاهدين، من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة لأن الإسلام دين رحمة وعدل لا دين إجرام وسفك الدماء. وأكد أن أعظم ما يروج لهذه الجريمة بعض المحطات وبعض المسلسلات الإجرامية، التي تهون القتل وتعتبر القتل وسيلة للانتقام، وهذا كله من الخطأ فلنتق في أنفسنا ونربي أبناءنا وبناتنا ومجتمعنا على أن سفك الدماء حرام وأن الإقدام عليه جريمة نكراء وإرهاب سيئ. وأشار إلى أنه لا مبرر لأن يقتل في آنٍ واحد 140 شخصا من أطفال ومعلمين ومعلمات في مدرسة بباكستان، بلا ذنب ارتكبوه وبلا خطأ فعلوه وإنما انتقام جاهلي من شخص أو من الحكومة. وقال إن تلك التفجيرات التي نسمع بها في بلاد الإسلام وتقتل المئات من الناس أعدها أعداء الإسلام وطوروها وجعلوا بلاد الإسلام ميدانا لها للنظر في فنائها وهلاكها وما جربوها في بلادهم ولا بين شعوبهم، ولكن نقلوها إلى أمة لا تحترم دينها ولا تحترم بلادها ولا مواطنيها، أوحوا إليهم بأن هذه التفجيرات وسيلة لتحقيق مطالبهم، فقتلوا الأبرياء بغير حق وفعلوا هذه الجرائم النكراء، فليتق المسلمون ربهم، وليكن تعاونهم جيدا وقويا في محاولة حقن الدماء والبحث عن أسباب الجريمة وتجفيف منابعها. إلى ذلك حذر المفتي في خطبته من ما تعرضه بعض المحطات الفضائية من برامج لتحليل الرؤى حيث يكثر المتصلون بالمفسرين في تلك البرامج فيعطونهم من الرؤى التي رأوها في منامهم، حتى يكون ذلك سببا في رواج تلك المحطات والكسب المادي. وبين أن تأويل الأحلام حق لكن لا ينبغي الكذب فيه ولا التدليس وإنما يتبع فيه المسلم تعاليم الشريعة الإسلامية التي جاءت بما فيه الخير والصلاح، ورؤيا الأنبياء حق.