تعودنا للأسف ومنذ زمن بعيد ان نكرم الأساطير والرموز بعد ان ترحل من حياتنا فعندما يرحلون نعرف قيمتهم وقيمة عملهم ونتأثر ونبادر بتكريمهم. في الرياضة بالأندية وفي كرة القدم من الصعب ان تجد إنسانا يأتي من بلاده ليعمل كموظف في ناد (ما) ويبقى في عمله اكثر من خمسة وثلاثين عاما انه شيء أشبه بالحلم والخيال. في الاتفاق هناك رموز وأساطير وقمم ادارية ونجوم كبار من لاعبين قدموا اجمل سنوات حياتهم في هذا النادي وكانوا مثالا للوفاء والعطاء وكل هؤلاء يستحقون الإشادة والتكريم لأنهم شاركوا في صنع امجاد الاتفاق. حديثي اليوم عن شخصين كنت ولا زلت أراهما (نبض الاتفاق) قد لا يراهما البعض أساطير ورموز ولكنهما في نظر الكثير من الاتفاقيين هم أشبه باللؤلؤ والألماس جواهر اتفاقية لا تقدر بثمن. عند الحديث عن انسان بحجم ووفاء وعمل أخصائي العلاج الطبيعي بنادي الاتفاق (نبيل عبدالسلام) «أبو أيمن» يجب ان يكون هذا الحديث مختلف جدا لأننا امام انسان يستحق ان تقف أمامه اجلالا واحتراما له. هذا الاحترام يأخذك أيضا للرجل العصامي الآخر بالاتفاق (أحمد صديق) الذي أفنى شبابه بالعمل في نادي الاتفاق كمسؤول للمعدات حتى أصبح هذا النادي جزء كبير من حياته. رجلان ولكن كانا بالاتفاق في أيام وعهود مرت في عملهما عن ألف رجل عملا مع كل أجيال النادي وتحملا الكثير وعاشا مع الاتفاق كل بطولاته وعثراته.. عاشا الفرح والحزن. نبيل عبدالسلام الذي عاش في الاتفاق والاتفاق عاش فيه كان في النادي بمثابة الصديق والأخ والأب ولهذا أجد نفسي أخجل عندما أكتب عن شخص بحجمه فلا الكلمات تساعدني حتى أصف ما قدمه هذا الرجل للنادي. خمسة وثلاثون عاما قضاها نبيل عبدالسلام وأحمد صديق في هذا النادي حتى أصبح جزءا من حياتهما، أخلصا في عملهما وقدما الكثير وهاهما الآن يجدان محبة الجميع. من الصعب ان تجد انسانا يكون مسؤولا عن عهدة ملابس وأدوات لنادي كبير كالاتفاق ويستطيع على مدار 35 سنة ان يحافظ عليها بكل تفان واخلاص هنيئا للاتفاق بوجود شخص كأحمد صديق. نبيل عبدالسلام وأحمد صديق اللذين قدما للعمل بالاتفاق وهما شابان قبل 35 سنة غزاهما الشيب وهو وقار لهما لكن الشيء الذي لم يختلف فيهما على مر السنين القلب الكبير الذي يفوح بالحب للجميع والابتسامة التي لا تفارقهما. لن أطالب ادارة الاتفاق بتكريمهما لأن التكريم واجب جميع الاتفاقيين، ما نطلبه فقط من الإدارة اطلاق مبادرة لتكريمهما وتحديد يوم ومكان التكريم وأنا على يقين ان كل الأجيال السابقة والحالية من لاعبين واداريين وجماهير ستبادر للتكريم. أخيرا.. أعرف ان ادارة الاتفاق لديها ماهو أهم بالوقت الراهن ولكن أتمنى ان تضع تكريم هؤلاء في أجندتها فتكريمهما بعد 35 عاما من العمل شيء سوف يسعد كل الاتفاقيين.