المتصارعون ال(14) سيركبون قطار التحدي الاخير الأربعاء المقبل في سكة واحدة، وباتجاه واحد، وبرؤى مختلفة في رحلة إياب جميل 3 المتوترة، وعلى وقع الحديد والنار، وعبر سقف زمني قوامه (13) محطة لكل فريق، وكل محطة في غاية الأهمية وبعضها مدمرة تنتظرهم، وكل فريق منهم يسعى لرسم معالم طريقه وهدفه ومراميه، وليس مهماً بعد الآن السرعة التي ينطلق بها قطار جميل، بل المهم حالة وجاهزية كل (جروب) وقدرته نحو المحطة التي يريدها، للوصول إلى وجهاتهم المرجوة، ومهما طالت الرحلة أو قصرت فالنتائج ستؤثر في موازين القوى والترتيب، وأضع اليوم بين أيديكم المقال الثالث والاخير عن أحوال فريق قطار الذهاب بعد الوصول والتوقف. لم نألف أن نرى فريق النصر بعيداً عن فضاء الزعامة، لأن ماقدمه العالمي لم يرق لمستوى الطموحات لحامل اللقب، والتكتيك الذي أدخله المدرب الايطالي فابيو كنفارو على الفريق لم تنضج معالمه كاملة، ربما بسبب صعوبة هضمه من قبل اللاعبين، ولا مفرّ أمام العالمي من ترميم خط دفاعه المتصدع، وفق قواعد مدروسة ومصونة، ونأمل خروج النصر من مأزقه بعد التوقف والانتقالات الشتوية ولا أعتقد أن الانكفاء النصراوي سيكون غياباً كلياً، وطموحاته ربما يفجرها فتفيض عطاءً في رحلة الاياب. ولعل تقلب مستويات فريق الفيصلي يستدعي سيلاً من الاسئلة مع عدم وجود أجوبة مقنعة، مما استدعى طرح الحالة الفيصلية، ومآل أزمته المثقلة، وكنا قد وصفنا الفيصلي بالفريق الفخ لأنه عنوان النقيض، يفوز ويحرج الفرق الكبيرة، ويخسر ويتعادل مع فرق صغيرة ولم يتحرك لضبط توازنه وتصحيح الخلل، وأمام الفيصلي مفترق خطير والتأرجح لاينفع في مرحلة الاياب الحاسمة. فريق الوحدة مازال يغرف من قاموس قديم، رغم مقولة للسياسيين تقول: (لاتقرأ الحاضر بلغة الماضي) إنه يتمسك بالتاريخ ويهمل الجغرافيا، فالبوصلة القديمة لم تعد لها جدوى وفارس مكة يرفض القراءة في ما تغيّر حوله، ومازال همه وأولوياته البقاء في دوري جميل، ولا ننسى أن نُذكر بهشاشة خرائطه وركاكة عروضه في الدور الاول، مما يدفعه لتوفير الحد الادنى لإعادة ركائز الاستقرار للفريق والدعم للاعبين. والقادسية ليس بوضع مريح، فالبهجة عابرة، والخيبة مقيمة، إنه ينام مع القلق والخوف والمجهول، بالرغم من وجود فسحة كبيرة من الامل أمامه، اضافة إلى أن الصراع على المؤخرة لا يليق بتاريخ القادسية الناصع، عليه أن يدرك أن تحدي الاياب صعب وخطير، وسترافقه مواجهات ستزيد من تسعير الاحتدام وأمامه تحد كبير ولا مناص إلا اقتحام حريق جميل، وسحب اصابعه من الجمر، على أمل كسر طوق الفرق التي يسبح في فلكها وتفضيل اختيارات ايجابية. وفريق الرائد يقف على برميل من البارود المحتقن والمهدد بالانفجار في اية لحظة، مازال يقبع بالمركز الثاني عشر، وحبل الاختناق يطوق عنقه في وضع غير مطمئن، وخياراته محدودة وصعبة لكن مايدعو إلى الراحة والتفاؤل التفاف مجلس شرف النادي وتشديده على الدعم السخي لرائد التحدي ورفع شعار (سنكون من حيث يجب أن نكون) ربما يضمن تحقيق الامان والاستقرار ويوفر الابحار بحثاً عن المكان الآمن وترك أطراف الهاوية دون عودة، وهذه الفرصة الاخيرة أمامهم. أما فريق نجران فهو مطالب ببذل المستحيل لتفادي الانزلاق إلى المزيد من الهاوية والنجاة من الهبوط، نحن ندرك من ألحقت به الظروف القاهرة والتي فرضت عليه لعب جميع مبارياته خارج أرضه مما أدخله في غموض ومخاوف، وأجبره على خوض معارك أكبر منه، ولاعبو نجران لايملكون حولاً لكنهم لاقوا سنداً ودعماً من جهات رسمية عديدة، ولا خيار لهم إلا التمسك بحبال البقاء، ويعولون على المدرب البرازيلي الجديد انجوس الذي يعتبرونه صمام الامان لاستقرارهم وبقائهم. ومازال فريق هجر في قاع الترتيب دون تحقيق أي انتصار، وباتت خياراته صعبة ولاطريق أمامه في الاياب إلا الفوز ثم الفوز لأن استمراره على نفس النهج الماضي سيزيد من تفاقم الضغوط عليه ولم يعد أمامه فترات توقف اخرى للاصلاح وانضاج الحل، وهذا التخبط تعبير عن عدم قدرة هجر على الهروب من الخطر، والخوف إذا بقي في بوتقة غير مطمئنة، فحتى أقرب المحبين لشيخ أندية الاحساء صدموا بالمستوى والنتائج، وكلنا أمل بحلول ايجابية فورية، وإلى اللقاء.