المراقب لمباراة فريق القادسية الأول لكرة القدم الأخيرة أمام فريق الفيصلي يجزم بأن هذا الفريق المنظم قد وجد الإعداد المناسب، وأنه استفاد من هذا الاعداد الصيفي في اعطاء درس مميز من خلال المباراة الأولى له في دوري جميل، وهو الفريق الصاعد للممتاز، أمام فريق متمرس، الا أن أبناء الخبر ومن خلال تنظيم اللعب داخل الملعب، ومن خلال تواجد العناصر الفاعلة في كل خط، خاصة من اللاعبين المحليين الذي أبدعوا في دقائق المباراة ليحصدوا نقاط اللقاء مؤكدين أنهم قادمين للمنافسة والبقاء ولن يكونوا ضيوف شرف في المسابقة. فريق القادسية بإمكانه الاعتماد على اللاعبين المحليين أكثر من العنصر الأجنبي، لأنه يملك خامات مميزة اتضحت معالمها أمام الفيصلي، وستتضح صورتها أكثر في المباريات القادمة، ولأنه من المعروف أن في القادسية أكثر من غيره من الأندية خاصية الاعتماد على المواهب، وإعطائها الفرصة للبروز، وهو النادي الذي يصدر معظم النجوم للفرق الأخرى وهو الفريق القادر على التميز بلاعبيه أو من يستقطبهم لنجوميتهم. البعض قد يقول إن انتصار القادسية على الفيصلي جاء بصعوبة، والجواب، وهل تنتظر أن ينتصر القادسية على الفيصلي بسهولة وهو يشارك في دوري قوي كدوري جميل؟ على العكس فإن الانتصار من البوابة الصعبة يؤكد أن الفريق تمرس على مثل هذه المباريات من خلال المعسكر الخارجي، ففي أول اختبار لم يسقط الفريق كما سقط غيره، وأكد من هذا الاختبار أنه قادم وعلى الفرق الأخرى أن تحذر منه وإلا سيكون مصيرها كمصير الفيصلي وأشد منه. في القادسية لم يتم رفع راية التحدي من ادارة النادي أو المدرب أو اللاعبين، بل دخلوا باحترام للخصم واعطائه الهيبة الخاصة به، فأن تحتوي النقاط الثلاث على ملعبك وبين جمهورك من اول مباراة في الدوري أمر جيد من أجل الانطلاقة والتحفيز ورفع المعنويات، بعكس ما لو هزم الفريق في اللقاء الافتتاحي، فلربما تكون الأمور السلبية أشد وقعا عليه في اللقاءات الأخرى. ذكرت سابقا أنه على الفرق الأخرى أن تحذر من القادسية، وأكررها الآن، وهذا التحذير قد يسخر منه البعض لأن الفريق للتو صعد من الأولى الى الأضواء، ولنتذكر مثل هذا التحذير مستقبلا خاصة للفرق الكبيرة التي قد تدخل مع القادسية من مبدأ الاستهتار بالخصم، فمواهب القادسية قد يكون ردها قاسيا في أي لحظة وفي أي مكان، وبين الآلاف من الجماهير.