أعتقد أن جولة الإياب ستكون أشد خطورة مما يعتقد الكثيرون بل سماها البعض مقصلة تطارد الفرق المتخاذلة خاصة، وأن مسارح الاختراقات ستكون مفتوحة.. وتنذر بالمزيد من المطبات..أنا أفهم أنه في حالة التوجع والانكسار والانحسار لأي فريق هناك أمصال وأدوية مضادة..وتكتيكات معاكسة لتفادي الأخطار..وضمان الحفاظ على التوازن..والعودة لجادة الصواب..لكننا لم نلمس شيئاً من هذا القبيل . أيضاً المدربون السبعة الذين تمت إقالتهم في مرحلة الذهاب من دوري جميل3 لم يطرأ على فرقهم أي إصلاح أو تحسن في المستوى والنتائج..بالعكس بل تراجع مستواهم نحو الأسوأ(جاؤوا يكحلوها عموها) وهذا يؤكد أن قرارات الإقالة جاءت متسرعة وانشطارية نابعة من(فشة خلق) لنفض أيدي مجالس الإدارات من المسؤولية..ويقول المؤرخ البريطاني توم هولاند(شوهوا التاريخ بطيشهم فأصابوا المستقبل بالكساح) ولو شئنا باختصار تصفح أبرز عناوين مباريات الجولة (13) نقول: ارتدى لقاء الفتح والأهلي طابع الفوران والتوتر على نحو لا يمكن إخفاؤه برهاناته وتحدياته.. ووجد الأهلي(المتصدر) صعوبة بالغة أمام صمود المنوذجي الذي هزّ وأحرج الراقي وكان بمثابة شوكة في حلقه..ولما شعر الأهلي بحراجة موقفه انتفض في ربع الساعة الأخيرة وسجل هدفين، جزائية لهوساوي ورأسية لعسيري، ورسخ أقدامه..وجسد تمسكه بالصدارة بفضل عزيمة لا تلين وإصرار مفعم بالجرأة والشجاعة..واستمتعنا أيضاً بالأداء الجميل لفريق الفتح.. لكنه وقع بالمحظور في المراحل الأخيرة . ومني فريق التعاون بأقسى خسارة له في الدوري بعد أن تلقت شباكه أربعة أهداف اتحادية حولت طعم السكري إلى علقم..والعميد استحق الفوز..وأبرز تفوقه بفضل منظومته المتناسقة التي لم تهدأ ولم تفتر.. فكسر دفاعات التعاون مستمداً عنفوانه بعودة مدربه الروماني بيتوركا..فيما صدمنا السكري بهجوم مفكك.. وإسناد بطيء..وحماس فاتر..ودفاع مبعثر..عموماً أنا واثق أن صدمة التعاون كبوة جواد..فالخطأ وارد..وإصلاحه واجب . ولا زال فريق الخليج يسبح عكس الاتجاه..كان المرشح الأقوى..وكان طريقه معبداً لتجاوز فريق الوحدة إلا أنه خيب ظن المتفائلين وأهدر كل الفرص المتاحة وأضاع حسين التركي ركلة جزاء..الدانة افتقد هذه المرة اللمسات الجماعية وانعدام الحماس وقلة الروح وشابه البطء وكثرة الأخطاء..بالمقابل كان الوحدة أنشط في التحركات وبنى استراتيجيته.. وحصر همه ألا يخرج خاسراً أمام الخليج ولعب على مبدأ السلامة وشدد على التكتيك الدفاعي ونال ما تمنى . وتوقعنا أن يخرج القاع باهتاً بين الرائد ونجران حسب المعادلة المنطقية..إلا أن فريق نجران سجل اختراقاً مميزاً..وحقق فوزاً مُظفراً أهداه لمدربه الوطني الجديد الحسن اليامي الذي كان فأل خير على ناديه لاعباً ومدرباً..أما رائد التحدي فكان ولازال همه البقاء في دوري جميل..وحاول غير مرة الوصول إلى العناية اللائقة لكنه عاد أخيراً إلى العناية الفائقة، ونأمل ألا يكون وضعه مزمناً ومستعصياً، ورغم تقدمه على نجران بهدفين في الشوط الأول إلا أنه تهاون وتراخى فخسر بالثلاثة . وفاز فريق الهلال بطلوع الروح بعد أن وقف أمامه فريق الفيصلي حجر عثرة ونشف ريقه، وجاء الفرج بهدف ياسر القحطاني قبل نهاية المباراة بثلاثة دقائق، صحيح أن الزعيم اتخذ من الأداء الهجومي الضاغط منهجاً، إلا أن التكتيك الدفاعي المتماسك و(عالِي الجودة) للفيصلي وحارسه النجعي، شكل عبئاً ثقيلاً، وأحبط كل المحاولات الهلالية..لكن الفخ الذي نصبه الفيصلي لم يُكتب له النجاح. وشهد لقاء القادسية وهجر مخاضاً عسيراً وجاء خالياً من الإثارة والتركيز..السيطرة والاستحواذ للقادسية إلا أنه فشل في ترجمتها إلى أهداف بسبب العجز التكتيكي الجماعي وهو مطالب بالبحث عن مكان أكثر أماناً في سلم الترتيب..أما نتائج هجر فمازالت محبطة وتنذر بجراحات نازفة..وآلام مُبرحة رغم تعادله الثالث أمام القادسية(1/1)وتراجع شيخ أندية الأحساء أصابنا بغصة وصدمة وأملنا بعودة قوية في الإياب . واستفاق الشباب وسجل صحوة محت هزائمه الأربع المتتالية..واستعاد المستوى والعافية بفوزه على النصر بهدف قاتل بعد مباراة عاصفة ومتوترة تلاعبت بالمشاعر..العالمي شن ضغطاً شديداً ومكثفاً دون نهاية ونتيجة..بسبب سوء التنظيم..وطلاسم التكتيك فلم نلمس لمحات فنية وجماعية جديدة أو أية إضافات أدخلها المدرب الايطالي كنفارو على فريق النصر..نعم هو نجم مُبدع وبارع سابقاً، لكن يبدو أن علم التدريب بعيد عنه..ولابد من الإشارة للاعب الشباب مشاري الثمالي الذي ارتكب أربعة أخطاء، يكفي واحد منها لطرده ... وإلى اللقاء .