نحن ما زلنا في بدايات عواصف موسم جميل 3 المفتوح والمختلف في طبيعته وأهدافه.. وتعدد مسارحه ومفاجآته وجولاته الصعبة والطويلة الغامضة.. والمشهد لا يمكن قراءته من خلال مباراة واحدة أو اثنتين.. والزعامة لا زالت دون متصدر ثابت ومنفرد مما يزيد من التهاب القمة.. وفرق المؤخرة يظن البعض أنها هشة، لكن تبين أن خرائطها ومفاجآتها غامضة.. وانتفاضاتها مقلقة.. بعد أن تطاول بعضها ومزق مراسم الاحترام.. وأحرجوا الكبار.. وربما يسقطون لاحقاً الهالات والمسميات والمحظورات.. وهذه قراءة مختصرة لأبرز هوامش مباريات الجولة الثانية بعد فوز غالبية الفرق خاج أرضها. بعد تقدم النصر بهدفين مبكرين في مرمى القادسية لم يتوقع أحد تفكك العالمي في الشوط الثاني ليعادله القادسية بهدفي النجراني ويؤكد فارس الخبر عروضه القوية.. وحضوره المقنع.. وبعد أن كثر الجدل حول أوضاع النصر حامل اللقب. أقول: أنا لا اتفق مع المطالبين بإقالة المدرب ديسلفا في هذا الوقت (وهذا رأي شخصي) لأن الحكم على أي مدرب هو ما يقدمه لفريقه أو.. لا يقدم! والاورجواياني ديسلفا قام بواجبه في الموسم الماضي على أكمل وجه.. وتمسكت إدارة النصر به عن قناعة.. لكن غياب سبعة لاعبين يُشكلون عماد الفريق أخل بالتوازن في بداية الموسم الحالي.. وواجب المدرب يقتضي في مثل هذه الحالة السير على مبدأ (لا وجود إلا بالموجود) ويقيني أن العالمي لم يستخدم أسلحته الفتاكة بما فيهم اللاعبون الاجانب الجدد.. وأنا على ثقة بعودة قوية للنصر بعد فترة التوقف وفتح الطريق أمام بطولات المستقبل خاصة وأن الموسم ما زال في بدايته. اعتقد أن الفيصلي يواصل الابحار باتجاه الانحدار والرياح تقذف به من هاوية إلى هاوية بعد الخسارة الثانية والمذلة أمام التعاون وبعد أن حول السكري خسارته بهدف حتى نهاية الوقت الاصلي إلى الفوز بهدفين أحرزهما في الوقت بدل الضائع وبعشرة لاعبين فقط.. ولا اعتقد أن إدارة الفيصلي تستطيع النجاة من غضب جماهيرها بعد هزيمتين قاسيتين. إذا واصل الخليج تخبطه سيعيش مأساة مدمرة من نوع (تراجيديا اغريقية) فهزيمته الثانية والقاسية على أرضه برباعية أمام الأهلي هزت ركائزه.. وزعزعت حصانته أمام جماهيره الصابرة والتي تخشى أن تكون الاستباحة باتت مشهداً مألوفاً يمزق نسيج فريق الخليج.. فالاهلي لم يجد مقاومة وتفوق في كل شيء. وكاد الاتحاد يقع في فخ الرائد لولا صحوته وانتعاشه في الرمق الاخير وتعزيز سيطرته بهدفين نظيفين حَلاّ العقدة وعمقا أزمة ومرارة رائد التحدي الذي ترنح وانكشف عجزه أكثر بالخسارة الثانية.. وتفريطه في نقاط البداية ستجعله يدفع الثمن الباهظ في صراع الجحيم الحاسم قبل النهاية. وحقق الشباب المنتعش والعائد بهدوء إلى المزاحمة على الصدارة بفوزه الصريح والثاني على هجر بالاحساء.. وحصل عملياً على اعتراف بقدر وامكانات لاعبيه واستعداد فريقه.. ودق جرس الانذار مهدداً الفرق ومتطلعاً نحو الصدارة.. فيما لم يقدم هجر نفس المستوى اللائق الذي قدمه أمام النصر في مباراته الاولى.. وإلى اللقاء.