لم يكن يتوقع أحد أن تحدث كارثة كروية بحجم إقالة أكبر مدرب في تاريخ البلوز البرتغالي جوزيه مورينهو، حيث تلقى الشارع الرياضي الخبر بالصدمة غير المتوقعة نظير الكلمات التي ظهرت من قبل إدارة مالك النادي الروسي إبراموفيتش، والذي ذكر أن إدارة النادي تضع كامل ثقتها في هذا المدرب الرمز والذي بدوره قد صنع تاريخ تشيلسي الحديث ليضعه ضمن قائمة أندية الخط الأول في أوروبا والعالم. لكن لنكن واضحين. هل ما قدمه مورينهو هذا الموسم تحديداً يشفع بإدارة النادي ومالكيه بأن تجدد الثقة تجاه السبيشل ون لإكمال عقده والذي كان سينتهي نهاية عام 2019؟ هل كان الوضع داخل أروقة النادي اللندني صعباً ومخيفاً لدرجة أن مالك النادي على استعداد لدفع الشرط الجزائي والبالغ أربعين مليون باوند، أي ما يقارب الثلاثمائة مليون ريال تقريباً؟. برأيي أن صدامات مورينهو مع لاعبي فريقه هذا الموسم كانت واضحة لإعلام كروي انجليزي لا يرحم، فمنذ بداية الموسم الكروي الحالي اتضحت مزاجية المو السيئة والمتعكرة تجاه اللاعبين ودكة البدلاء، فكانت الشرارة الأولى مع طبيبة النادي، والذي بدوره يبدو أنه سيتفرغ حالياً لجلسات الاستماع في المحاكم البريطانية تجاه القضية التي قامت برفعها عليه، كما أنه قد تهجم كثيراً على بعض الأسماء والذين يعتبرون من عظام رقبة النادي كالصربي ماتيتش والمدافع كاهيل والاسباني سيسك فابريجاس ودييجو كوستا والبلجيكي إيدين هازارد، بالإضافة إلى مناكفاته الواضحة تجاه مدربي الأندية الأخرى ومسلسل الهجوم السنوي الذي يطال كل من أرسين فينجر والإيطالي رانييري الذي يتعملق حالياً مع ليستر سيتي متصدراً الدوري الإنجليزي، تاركاً تهجم البرتغالي المتغطرس خلف ظهره ليضعه حالياً ضمن الأندية المنافسة على البقاء في البريمير ليج. لكن ما ذكرته الصحافة الكروية هناك في العاصمة اللندنية، هو أن إدارة النادي كانت تضع ثقتها كثيراً في المدرب إلى أن خرج بتصريحه الأخير بعد الهزيمة النكراء أمام ليستر سيتي، حيث ذكر بأنه يتعرض إلى الطعن من الخلف، وأن هناك مؤامرة وخيانة تدار من حوله من قبل بعض اللاعبين، بالإضافة إلى صراحته بقوله إن النادي لن يكون منافساً على أي مركز من المراكز المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم القادم، لتصب هذه الكلمات على مسامع ابراموفيتش والذي قرر إقالته من على هرم النادي الأكثر ميزانية في أوروبا والعالم. لكن إقالة مورينهو في هذا التوقيت بالذات، جعلت من كبار أندية أوروبا الحاليين تفكر في خياراتها الفنية تجاه مدربيها، فريال مدريد الاسباني قد وضع حبل مشنقة الإقالة على رقبة رافا بينتيز، وكذا الحال عند الشياطين الحمر مانشستر يونايتد تجاه العجوز فان خال، إلا أن مورينهو يقع الآن بين غطرسة لاعبي النادي الملكي وعدم خيانته لجماهير تشيلسي إذا ما درب المان يو، لذا أعتقد أن مورينهو قد يكون عاطلاً حتى بداية الموسم الكروي القادم ولن يقوم بتدريب أي من الأندية لحين يستيقظ من هذا الخبر: مورينهو لم يعد مدرباً لتشيلسي بعد الآن.