¿¿كنت قد كتبت سابقاً مقال بعنوان (حقيقة مورينهو) والتي أثرت فيه التغير الحقيقي الذي أظهره المدرب البرتغالي بعد تعاقد إدارة نادي تشيلسي خلفاً لكل من الإيطالي دي ماتيو والإسباني رافا بينيتز، والعودة التي طالما انتظرتها جماهير البلوز. ¿¿وذكرت في مقالي بعد خروج تشيلسي من أمام باريس سان جيرمان بدور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا أن تشيلسي سيعاني بهذه الطريقة والأسلوب التكتيكي الذي قد أكل عليه الدهر وشرب، فما حدث في تلك المباراة قد دقّ ناقوس الخطر تجاه الفكر التدريبي لجوزيه مورينهو. ¿¿وبالرغم من تحقيقه من لقب الدوري الانجليزي الموسم الماضي، إلا أن الفريق لم يكن مقنعاً فنياً، ولكن حقنة التخدير التي حصلت عليها جماهير تشيلسي بلقب الدوري الأقوى كانت كفيلة لأن تغض الطرف عن المستويات الفنية التي قدمها أزرق لندن، وذلك بعد غياب طويل عن لقب الدوري دام لما يقارب الست سنوات، إلا أن الكارثة حصلت، وكرة الثلج التي بدأت في الدحرجة في لقاء حديقة الأمراء أخذت تهوي وتكبر، حتى وصلت لمرحلة احتل بها النادي اللندني المركز الخامس عشر، وهو أسوأ ترتيب للفريق منذ ما يربو عن العشرين سنة. ¿¿فالذي يفعله مورينهو حالياً ما هو إلا نتاج الغطرسة والغرور والنظرة الفوقية التي ينظر بها تجاه نظرائه من المدربين واللاعبين، كما أن العقلية القديمة والتي يدير بها دفة المباريات قد أصبحت مكشوفة، فباتت أندية مثل كريستال بالاس وويست هام وغيرهما تطمع لحصد النقاط الثلاث من حامل لقب الدوري للموسم الماضي. ¿¿وحين تشاهد تعاقدات مورينهو في الميركاتو الصيفي، لن يخطر ببالك سوى أن السبيشل ون كما أطلق هو على نفسه سيغير كثيراً من أسلوبه وطريقته في إدارة مبارياته، فرادميل فالكاو وبيدرو رودريجز وروبرت نونيس وبابي ميسون، لم يكونوا سوى آخر ضحايا تكتيك مورينهو والمتمثلة في اللعب بالطريقة الدفاعية واستغلال الهجمات المرتدة، وهو نفس الاسلوب الذي تعامل معه مورينهو في خمس مراحل تدريبية، ومع أربع فرق هي بورتو البرتغالي وتشيلسي مرتين وإنتر ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني. ¿¿وأصبح اللاعبون يتذمرون كثيراً من طريقة تعامل مورينهو مع كادر الفريق بالكامل، فطبيبة الفريق، ووضع كل من إيدين هازارد وسيسك فابريجاس على دكة البدلاء، والتصادم مع الصيربي ماتيتش، كل هذا وأكثر ما هي إلا القشة التي قصمت ظهر إدارة الروسي إبراموفتش والذي لربما لن يصبر كثيراً قبل إعلان قرار إقالة البرتغالي من على هرم تدريب الفريق الأزرق. ¿¿أخيراً، فإن الغرور والغطرسة والنظرة الفوقية التي عرفت عن مورينهو ربما ستكون نهاية قصة جميلة لهذا المدرب الأكثر إثارة في تاريخ مدربي كرة القدم الحديثة.