** جرت العادة في عالم المستديرة بأن يتحمل المدير الفني كامل المسؤولية الناتجة عند تعثر الفريق أو إخفاقه في تحقيق النتائج المرجوة، إلا أن مورينهو غير ذلك باتباعه سياسة جديدة من شأنها وضع النقاط على الحروف بصورة مباشرة أمام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، ويطبق مورينهو ذلك الأسلوب الجديد كمدرب دون إخفاء مشاكل الفريق عن الملأ ونقلها لغرفة الملابس أو العمل على حلها وسط التحفظ المحفوف بالسرية والكتمان كما جرت العادة بين مدربي الأندية الكبيرة في القارة العجوز، واعتمد مورينهو سياسة الصراحة الواضحة بهدف وضع لاعبيه تحت الضغط الذي من شأنه تفجير طاقاتهم وإبداعاتهم بالقتال في الميادين الخضراء بحثاً عن التخلص من أسهم النقد الموجهة لهم من قبل مدربهم والبروز أمام الإعلام أو الاستسلام لأسهم النقد والبحث عن فرصة التوهج خارج أسوار البلوز. ** بدأ المدرب البرتغالي في تطبيق سياسة النقد اللاذع والمباشر الموجه لمحاربيه مع توليه مهام تدريب النادي اللندني للمرة الثانية في مسرته التدريبية، وجاء النقد المعلن دون تحفظ لخطوط فريقه وخاصة حينما تحدث عن عدم تماسك خط الدفاع مع انطلاقة الموسم، ومن ثم وجه أسهم النقد لضعف خط الهجوم في إنهاء الهجمات داخل شباك الخصوم، ولم يتخوف مورينهو من فقدان بعض النجوم الذين يعول عليهم النادي لتحقيق أهدافه التي ينافس على الفوز بها، وجاء صانع الألعاب الإسباني خوان ماتا أحد ضحايا النقد المعلن حيث إنه لم يتحمل انتقادات مدربه الذي طالبه بأن يكون أكثر سرعة وأقوى استخلاصاً للكرات وأكثر حركة في الملعب، ومع قرار رحيل ماتا من صفوف تشيلسي إلى صفوف مانشستر يونايتد أوضح مورينهو بأنه يشعر بالأسف لرحيل النجم الأول لفريقه في الموسم الماضي، وقال مورينهو بأنه كان يريد من ماتا أن يتطور ويصبح أقوى بكثير مما هو عليه إلا أنه فضل الرحيل. ** مورينهو السابق والذي درب تشيلسي وانترميلان وريال مدريد غير سياسته المعهودة التي كان من خلالها يهاجم الخصوم والحكام والصحافة والإعلام، ويضع أحياناً أسباباً وهميةً مثل ضغط المباريات والإصابات وأنظمة الاتحادات كعراقيل تواجه فريقه الذي يشرف على تدريبه، وأصبح مورينهو يواجه الإعلام بطريقة مختصرة للغاية وهي الصراحة والحقيقة التي يراها كما يراها الجميع، ولم يعد الإعلام ينظر لمورينهو في الوقت الراهن بأنه ذلك الشخص المتعالي والمتكبر الذي وصف نفسه في يوم من الأيام بلقب «السبيشل ون». ** تصدر تشيلسي مطلع الأسبوع الماضي بعد نهاية الجولة (25) ورغم التعادل الايجابي خارج ملعبه مع مضيفه وست بروميتش ألبيون بنتيجة (1-1) إلا أن مورينهو احتفظ بالصدارة بعد أن استفاد من تعادل أرسنال وتأجيل مباراة السيتي بسبب سوء الأحوال الجوية، وكان مورينهو قد ظهر أمام وسائل الإعلام معللاً تعثر فريقه بنتيجة التعادل بسبب شخصية فريقه التي لم ترتق بعد للمستوى المطلوب، ولم ينتقد مورينهو جدولة مباريات الدوري أو ضغط المواجهات، بل إن مورينهو أشاد بالخصم وشدد على أحقيته بنتيجة التعادل وسط عدم تمكن لاعبيه من القيام بمهامهم على أكمل وجه، وأن تشيلسي لم يمتلك شخصية الفريق البطل الذي يفترض أن يقتل المباراة ويسجل هدفا ثانيا يعزز من خلاله تقدمه في النتيجة. ** بالفعل تشيلسي يفتقد حتى الآن لشخصية البطل الذي بإمكانه الإجهاز على خصومه ودك حصونهم وحصد النقاط دون عناء أمام الفرق الصغيرة، ويحتاج البلوز للمزيد من الوقت تحت قيادة «السبيشل ون» ليكتسب المقومات اللازمة لاعتلاء سلم الترتيب العام والانفراد بالصدارة بعيداً عن أقرب منافسيه، ومع سياسة مورينهو الذي تطور كثيراً على المستوى الشخصي بعد عودته لتشيلسي، وصراحته في التعاطي مع الصحفيين بوضعه النقاط على الحروف فإن هيمنة تشيلسي على بقية المنافسين وتحقيقه للانتصارات المتتالية دون تعثر ستعود بسرعة أكبر خلال منافسات الموسم الحالي حيث إن الإعلام الانجليزي زاد من ترشيحاته لفوز تشيلسي باللقب بعد صدارته للبريميرليج مطلع الأسبوع الماضي وسط تذبذب نتائج ومستويات بقية المنافسين.