ما الذي أقصى تشيلسي مورينهو من دور الإقصاء مبكراً في مسابقة دوري أبطال أوروبا 2015؟ أو بالأحرى ما الذي فعله مورينهو في تلك المباراة؟ لنكن واقعيين. مورينهو لم يعد مورينهو، فالخطة الدفاعية التي استخدمها مورينهو سابقاً عندما كان مدرباً لبورتو وانتر ميلان والريال لم تعد تجدي نفعاً في كرة القدم الحديثة وخاصة على فريق مثل تشيلسي. فخطة (الباص) وهي التي اتهم فيها مورينهو بأنه أول من وضع حجر الأساس لبناء مثل هذه الآلة أمام خصومه، ليقتل بها متعة كرة القدم، ها هي قد بدأت الأندية الأخرى ترميه بنفس السهم الذي كان يتعامل به مع كل الأندية التي تواجهه. فاليونان حققت كأس أوروبا 2004 مرة واحدة، ولن تحققه مرة أخرى. وكذلك إنتر ميلان، فقد حقق بطولة دوري أبطال أوروبا 2010 مع السبيشل ون، ولن يحقق الانتر ذلك الانجاز طالما أن باعتقادهم أن اللعب الدفاعي أصبح أسلوباً يحقق المطلوب في عالم كرة القدم الحديثة. وكلنا يتذكر.. ذلك الهجوم الشرس الذي تعرض له مورينهو من هازارد لاعب فريقه وأيقونة البلوز بعد خروج تشيلسي من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا النسخة السابقة أمام اتلتيكو مدريد، عندما قال إن تشيلسي لا يلعب كرة القدم، وأن الأسلوب الدفاعي لا ينطبق على فريق كبير بحجم وإمكانيات القلعة الزرقاء، فما كان من مورينهو إلا التهجم على هازارد واصفاً إياه بالضعيف دفاعياً، وبأن الخروج أمام رفقاء سميوني كان هازارد هو المتسبب في ذلك!. ولهذا فإن السبيشل ون لو عاد بالذاكرة قليلاً، وبالتحديد عام 2012، عندما تقابل تشيلسي مع برشلونة في إياب نصف نهائي دوري الأبطال، حيث وقع المحذور على مدرب تشيلسي الإيطالي دي ماتيو، فقد أحرز برشلونة الهدف الأول، ومن ثم الهدف الثاني، وطرد لاعبه وقائد الفريق جون تيري، إلا أن الإيطالي رمى بمدرسته الكروية الإيطالية عرض الحائط، وتجرأ بالهجوم أمام البرسا وأحرز هدفين، وتأهل لملاقاة بايرن ميونخ وفاز بالبطولة للمرة الأولى. إلا أن ما فعله مورينهو في اللقاء الأخير أمام أبطال حديقة الأمراء الباريسيين، فقد فاحت رائحة الخوف من مورينهو في مباراة كانت جميع تفاصيلها تحت تصرفه، وفي سيناريو لا يحلم به أي مدرب مبتدئ، فتشيلسي يحتاج إلى التعادل بنتيجة سلبية، أو الفوز لضمان التأهل، بينما بي أس جي يحتاج إلى الفوز أو التعادل بأكثر من هدف للتأهل، ويحدث السيناريو (الحلم) بالنسبة للندنيين، ويطرد أبرز مهاجميهم إبراهيموفتش، وفي الدقائق العشرين الأولى، ثم ماذا، يقصى تشيلسي من البطولة! فالكل حمَل مورينهو سبب الخروج بهذه الطريقة الغريبة، أما مورينهو، فقد حمل مسؤولية الخروج للاعبيه! فمورينهو، ذلك المدرب المتصادم، الذي لن تعرف له صديقا، حتى أبناء جلدته السابقين أمثال كرستيانو رونالدو وبيبي وكوينتراو، لم يستثنهم العرق البرتغالي من أن يصب جام غضبه عليهم، ويتهمهم بأنهم لاعبون عاديون، متناسياً أن أحد هؤلاء الثلاثة اختير أن يكون أفضل لاعب في تاريخ البرتغال. أخيراً... إن الخروج المر الذي رافق تشيلسي هذا الموسم من دوري الأبطال يتحمل تبعاته بكل تأكيد مورينهو الذي لا يزال يعتقد أن الأسلوب الدفاعي في التدريب سيحقق المراد لفريق يعتبر أحد أقوى أندية أوروبا والعالم، وإذا ما استمر على هذه الطريقة التي قد تفيده في الدوري المحلي، لن يحقق المطلوب منه في دوري العصبة الأوروبي، حينها سيتحول من special one إلى special out.