عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, في قاعة الاجتماعات بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية للقطاع الأوسط بالرياض - أمس - الاجتماع التكميلي لاجتماع الدورة ال (137) للمجلس الوزاري للتحضير للقمة الخليجية (36) المقرر انعقادها غدا الأربعاء في الرياض. وترأس الاجتماع وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، بحضور نظرائه وأمين عام المجلس عبداللطيف الزياني. وأكد وزير الخارجية في كلمته الافتتاحية تطلع أبناء دول المجلس إلى القمة بوصفها "أساساً ولَبِنة في صرح الإنجازات المباركة، والإسهامات الجليلة، في مختلف المجالات، وبما يعزز مسيرة العمل الخليجي المشترك، التي حظيت على مدى عقود باهتمام ورعاية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله - ودأبهم على العمل المتواصل والحثيث، تحقيقاً لتطلعات شعوب دول الخليج العربية". داعيا الله - سبحانه وتعالى - أن تكلل جلسات اجتماعهم بالتوفيق والنجاح، وأن تسهم نتائجه في نماء دول المجلس، ورخائها، وتكاملها، لتتواصل المسيرة المباركة لمجلس التعاون، بما يعود بالنفع والخير على دول المجلس وشعوبها. ملفات ساخنة ومن المنتظر ان تتطرق قمة الرياض الى مناقشة تطورات عدد من القضايا والملفات الساخنة على مختلف الساحات الاقليمية والاسلامية والدولية، والتي يأتي على رأسها القضية اليمنية بالإضافة إلى الملف السوري والذي تقوده المملكة مع شقيقاتها من دول الخليج للخروج من الأزمة السورية من خلال توحيد صفوف المعارضة السورية وإيجاد حلول توافقية بين جبهات المعارضة في سوريا. كما من المنتظر أن تناقش قمة قادة الخليج ابرز الموضوعات المتصلة بتعزيز وتعميق التكامل بين دول المجلس في مختلف الميادين، وتعزيز التعاون مع الدول والتكتلات الدولية. الزياني وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني: إن دول المجلس قطعت خطوات في غاية الأهمية لمسيرة التكامل الخليجي المشترك. واضاف الزياني لوكالة الأنباء القطرية: إن دول مجلس التعاون تسعى الى أن تكون قوة وكتلة اقتصادية خليجية تستطيع التفاعل بكفاءة عالية مع التكتلات الاقتصادية العالمية والإقليمية، وبما يحقق مصالح أبناء دول المجلس، مشيرا الى الدور الفاعل الذي يضطلع به مجلس التعاون لتذليل العقبات أمام الاتحاد الجمركي، وزيادة دور القطاع الخاص الخليجي في جميع المجالات الاقتصادية، وتوفير المناخ الاستثماري المناسب له لإقامة المشروعات المشتركة، وتوجيه الاستثمارات الخليجية إلى داخل الدول الأعضاء خاصة في قطاعات الصناعة والإسكان والسياحة والخدمات، وتفعيل دور الأسواق المالية في الدول الأعضاء، والعمل على تنفيذ قرارات المجلس الأعلى وتوحيد التشريعات والقوانين. وأوضح الأمين العام أن القمة الخليجية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية غدا تكتسب أهمية كبيرة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، مؤكدا ادراك دول المجلس التام للتحديات التي تواجهها، وأنها تعمل جاهدة لاتخاذ كل ما يلزم من اجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها والدفاع عن مصالحها ومنجزات شعوبها، وتتخذ من الخطط والبرامج الكفيلة بضمان استمرار نموها الاقتصادي ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة في دول المجلس. وفي حديثه عن مستقبل اليمن، عبر الأمين العام عن تفاؤله وثقته بقدرة الشعب اليمني الشقيق على بناء مستقبله بعزيمته وإصراره وبدعم أشقائه في دول مجلس التعاون، وبمساندة المجتمع الدولي والدول الصديقة. كما عبر عن أمله في أن تفضي المشاورات القادمة الى حل سياسي وسلمي من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2216)، مؤكدا دعم دول المجلس للجهود التي تقوم بها الأممالمتحدة في هذا الشأن ممثلة في المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد. أما فيما يتعلق بالشأن السوري، فقد عبر الأمين العام عن بالغ قلقه ورفضه استمرار تدهور الأوضاع الانسانية للشعب السوري الشقيق نتيجة لامعان الأسد في عملية القتل والتدمير، مؤكدا على ضرورة التوصل الى حل سياسي وفقا لبيان جنيف 1 (يونيو2012)، من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية عادل الجبير مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، القضايا الإقليمية والوضع في سوريا. وأبدى لافروف - خلال اتصال هاتفي أمس - تأييده توفير أكبر عدد لممثلي المعارضة السورية، في اجتماعهم الذي سيعقد في الرياض بهدف مساعدة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في تشكيل وفد معارضة موحد. كما بحث الجانبان خطط العمل ضمن إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا، بما في ذلك عقد اجتماع جديد لمعالجة القضايا المتعلقة بتشكيل قائمة المنظمات الإرهابية على الأراضي السورية.