تعذر التوصل الى اتفاق حول حل للأزمة السورية في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في الرياض البارحة. حيث طالبت دول الخليج بقرار أممي فاعل بينما تحفظت روسيا. وأوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن الاجتماع ناقش الوضع في سوريا وكيفية إيجاد حلول له. وقال في تصريح صحفي عقب انتهاء الاجتماع الوزاري المشترك: «نحن لدينا وجهة نظر وأصدقاؤنا في روسيا الاتحادية لديهم وجهة نظر، ولم تتطابق هذه الوجهات»، مؤكدا أن الجميع اتفقوا على مواصلة الحوار في هذا الشأن. وعقد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف مؤتمرا صحفيا عقب الاجتماع. ورحب آل خليفة في كلمة ألقاها بداية المؤتمر بوزير خارجية روسيا الاتحادية، وقال: نظرا لأن الأزمة السورية هي اليوم أهم القضايا الجوهرية في المنطقة والعالم لما تحمله هذه القضية من تهديد مباشر للسلم الإقليمي والدولي ومن نزيف مستمر للدماء البريئة واستمرارها على نحو يهدد بالمزيد من الضحايا والمهجرين فقد شكلت هذه القضية محور الاجتماع، وذلك من واقع استشعار مجلس التعاون لدول الخليج العربي بمسؤولياته الإنسانية والسياسية والأمنية أمام هذه الأزمة. وأبان أن تركيز الاجتماع على هذه القضية يأتي في إطار حرص دول مجلس التعاون الخليجي على تذليل أهم العقبات لتمهيد الطريق لبحث قطاع واسع من قضايا التعاون المشترك في كافة المجالات. وأضاف قائلا: إننا نقدر عاليا تاريخ روسيا الاتحادية ومواقفها الداعمة في مناصرة قضايانا العربية، وفي هذا الإطار فقد أكد مجلس التعاون على موقفه الملتزم بالإجماع العربي والإجماع الإسلامي والغالبية الدولية حول ضرورة إطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين وإصدار قرار دولي فاعل يحقق الإيقاف الفوري للقتال وإيقاف آلة الحرب الشرسة للنظام، ويحافظ في الوقت ذاته على سوريا وطنا وأرضا وشعبا، ويسهم في الانتقال السلمي للسلطة ملبيا طموحات الشعب السوري. وأردف قائلا: إنه من البديهي القول بأن النظام السوري فقد شرعيته بعد أن استخدمها في شن حرب ضروس على شعبه وقتل مواطنيه وتشريدهم، وبات حريا على مجلس الأمن أن يسحب هذه الشرعية من النظام السوري بعد أن فقدها في كل من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولدى غالبية دول العالم. ومضى قائلا: إن اتفاق الدوحة الذي أثمر عن تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة باعتبارهم ممثلا شرعيا للشعب السوري من شأنه يرد على ذريعة انقسام المعارضة السورية ويزيل أي شكوك حول إمكانية ملأ الفراغ السياسي، حيث إن الائتلاف يوحد المعارضة ويفتح الطريق أمام بقية أبناء الشعب السوري بكافة فئاتهم وطوائفهم للانطواء تحت مظلته، ونتطلع للعمل يدا بيد مع روسيا الاتحادية لدعم الائتلاف وإنجاح أهدافه بما يحقن دماء الشعب السوري الشقيق. ومن جهته رأى لافروف أنه لا حاجة لقرار أممي بشأن ما يحدث بسورية، قائلا إن تنفيذ قرار جنيف يكفي، وأن تسعى كافة الأطراف للعمل على وقف العنف. وأضاف أن هناك أطرافا من المعارضة لم تتم دعوتها لمؤتمر الدوحة الذي عقد مؤخرا، داعيا كافة اطراف المعارضة للتوحد حتى يتم التفاوض بينها وبين النظام السوري. وتابع ان روسيا لا تدافع عن نظام الأسد بل عن الشعب السوري.