طالب عدد من التربويين بتفعيل دور الأسرة وائمة المساجد في محاصرة الفكر الضال الذي يتعرض له الشباب من قبل أرباب الفكر المنحرف الذين يروجون للجماعات الارهابية في مواقع التواصل الاجتماعي، بالاضافة الى ادخال مناهج للعلوم السياسية والاقتصادية لطلاب مدارس المرحلة الثانوية لتثقيف الطلاب في سن المراهقة وتبيان ما قد يختلف عليهم من أمور دينية وربطها بالسياسة. وأقيم اللقاء التوعوي الذي استضافته أمس الإدارة العامة للتعليم بمنطقة حائل اللقاء التوعوي تحت شعار «تجربة مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في تعزيز الأمن الفكري» في قاعة الأمير فيصل بن عبدالله بمبنى الإدارة (للبنين)، وقاعة النشاط اللامنهجي بمبنى الإدارات النسائية (للبنات) بحضور كثيف من قبل التربويين وقادة المدارس والمعلمين. واستعرض خلال اللقاء عضو مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية د.على عبدالله العفنان تجربة المركز ومراحله، حيث انطلقت فكرة تأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في أبريل 2003م، وبدأ عمله عام 2006م لاستيعاب المتورطين في الفكر الضال وإعادة دمجهم في المجتمع وتصحيح مفاهيمهم عن طريق الاستفادة من برامج المركز المختلفة والوصول بالمستفيد منه لمستوى فكري آمن ومتوازن له ولمجتمعه، ومساعدة المستفيد على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي قد تواجهه بعد إكمال تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقه. وبين الدكتور "العفنان" أن بداية المركز كانت باستراحة بفرد واحد حتى تحول الى مركز متكامل استفاد منه أكثر من 3000 مواطن من أنشطة حققت مراجعات فكرية للأعضاء المنضمين للجماعات الإرهابية، مبينا الدور الكبير في إعادة الشباب المنضمين إلى الجماعات الإرهابية إلى حياتهم الطبيعة والفكر الإسلامي الصحيح، وإعادتهم إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعيدا عن الإرهاب. وأكد الدكتور خالد عبدالله أبا الخيل أن الفهم الخاطئ للنصوص الدينية وتوظيفها - ضاربا بمثال الفهم الخاطئ للحديث الشريف "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " - ساهم في توظيف النصوص الشرعية الخاطئ في التطرف والغلو وقطعت آلاف الرؤوس، ونحن بالمركز نسعى الى تفكيك الإشكاليات الشرعية بفهم النصوص كما فهمها العلماء الأفاضل المشهود لهم بين علماء الأمة الإسلامية كالشيخ الفاضل ابن باز يرحمه الله. وأضاف الدكتور "أبا الخيل" أن المركز يسعى الى مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه في المجتمع، ومن مهامه التوجه إلى المجتمع بالمحاضرات والندوات، ودعوة الأفراد من ذوي الفكر المتشدد للمناصحة دون إيقافهم من خلال المناصحة العلاجية التي تضم جلسات لدراسة حالات المتشددين. وذكر الشيخ بدر بن عذال العنزي أحد المستفيدين من تجربة مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة قصته منذ بداية التحاقه بجماعات الفكر الضال حتى عودته للطريق الصحيح من خلال المناصحة بالمركز. فقد كان تأثير المقاطع التي تصله من حرب أمريكا في العراق يشعل الحماسة لديه ويحفزه للبحث عن الجهاد، لكنه تفاجأ بأن من يحملون الفكر الجهادي يكفرون أئمة المسلمين المشهود لهم بالايمان حتى ابتعد عنهم وتوجه للمناصحة، مبينا أنه الآن أكمل دراسته الجامعية وسيكمل الماجستير موجها رسالة الى كل من يحمل الفكر الجهادي والتكفيري بالعودة للحق وبمراجعة المركز الذي سيحميهم - بعد الله - ويقدم لهم العيش بحياة كريمة.