نجح مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في إعادة تصحيح ما يقارب 92% ممن خضعوا لفترة المناصحة، فيما أظهرت آخر الإحصائيات المعلنة استفادة أكثر من ثلاثة آلاف شخص من برامج هذا المركز، والذي يعد تجربة عالمية هامة طلبت عدة حكومات عالمية الاطلاع عليها وتطبيق برامجها في التعامل مع أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري للاستفادة من التجربة السعودية. ويقدم المركز للمستفيد برنامجا مكثفا يرتكز على القضايا الشرعية والفترات التعليمية وتوضيح الأمور السياسية والتاريخية بالإضافة إلى لقاءات للعائدين من التطرف مع العلماء الشرعيين في جو مفتوح وترفيهي هدفه التهيئة النفسية لإعادة الثقة إلى المستفيد حتى يندمج في المجتمع لبناء حياته. ويعمل المركز على مواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه في المجتمع ومن مهامه التوجه إلى المجتمع بالمحاضرات والندوات، ودعوة الأفراد من ذوي الفكر المتشدد للمناصحة من دون إيقافهم من خلال المناصحة العلاجية والتي تضم جلسات لدراسة حالات المتشددين، وجلسات إرشاد منفردة قصيرة في حدود الساعتين تقريبا مع لجنة من المشايخ، وجلسات الدراسة المطولة. كما تضم برامج المركز المناصحة الوقائية في المساجد والجوامع، الجامعات والمدارس بنين وبنات، الأندية الرياضية والأدبية، الساحات العامة، المنازل للأسر بالكتب والأسئلة على محتواها والجوائز عليها، ومن أهم برامج المركز المناصحة الموجهة والتي تستهدف بعض الأسر التي يلاحظ عليها أو على أحد أبنائها فرد أو أكثر اعتناق أفكار خاطئة أو أن منهم من ذهب إلى مواطن الصراعات والفتن وذلك لدراسة أحوال تلك الأسر والتواصل معها من قبل لجان المناصحة. وخصص المركز المناصحة النسوية داخل مقار التوقيف وخارجها من قبل لجان مناصحة من العنصر النسائي المؤهل تأهيلا شرعيا ونفسيا واجتماعيا كما يشاركن ضمن برامج المناصحة الأخرى التي تستهدف مكونات المجتمع، والهدف من ذلك محاورة العناصر النسائية اللائي وقعن في الفكر المتطرف ومناصحتهن والقيام بدراسة أحوالهن النفسية والاجتماعية لتصحيح الأفكار المغلوصة والمشوشة والغلو في الأوساط النسائية. ويعتبر المركز أحد أبرز المراكز التي تقوم بعمل مراجعات فكرية للأعضاء المنضمين إلى الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم القاعدة، ويقوم المركز بدور كبير في إعادة الشباب المنضمين إلى الجماعات الإرهابية إلى حياتهم الطبيعة والفكر الإسلامي الصحيح، وإعادتهم إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بعيدا عن الإرهاب. وانطلقت فكرة تأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في أبريل 2003م، وبدأ عمله عام 2006م لاستيعاب المتورطين في الفكر الضال وإعادة إدماجهم في المجتمع وتصحيح مفاهيمهم عن طريق الاستفادة من برامج المركز المختلفة والوصول بالمستفيد منه لمستوى فكري آمن ومتوازن له ولمجتمعه، ومساعدة المستفيد على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي قد تواجهه بعد إكمال تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقه، كما تساعد برامج المركز من غرر بهم لإدراك أخطائهم والعودة لجادة الصواب، ولاندماج بالمجتمع مواطنين صالحين ومنتجين لصالحهم وأسرهم ووطنهم. ويستعين المركز بخبرات كبيرة تضم عددا من العلماء وأعضاء هيئة كبار العلماء وكذلك المفتي العام والمثقفين في العلاقات الدولية كما يستعين بقرابة 50 داعية يتنقلون بين المحافظات.