نعت الثقافة المصرية الكاتب والأديب إدوار الخراط، الذي توفي أمس الأول عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، حيث قضى أيامه الأخيرة بالعناية المركزية بمستشفى الأنجلو بالقاهرة، فيما نقل جثمانه ليشيع في مسقط رأسه بالإسكندرية، حيث يدفن بمقابر برج العرب. وقد شارك الخراط في الحركة الوطنية الثورية في الإسكندرية عام 1946، واعتقل في 15 مايو 1948م في معتقلي أبو قير والطور، قبل أن يعمل في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية في منظمة الكتاب الإفريقيين والآسيويين من 1959 إلى 1983م. تفرغ بعدها للكتابة في القصة القصيرة والنقد الأدبي والترجمة، وسبق أن فاز بجائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1973م. يمثل إدوار الخراط تيارًا يرفض الواقعية الاجتماعية، كما جسّدها نجيب محفوظ في الخمسينات، وهو أول من نظّر ل "الحساسية الجديدة" في مصر بعد 1967م. اعتبرت أول مجموعة قصصية له (الحيطان العالية) 1959 منعطفًا حاسمًا في القصة العربية، إذ ابتعد عن الواقعية السائدة آنذاك، وركّز اهتمامه على وصف خفايا الأرواح المعرَّضة للخيبة واليأس، ثم أكدت مجموعته الثانية (ساعات الكبرياء) هذه النزعة إلى رسم شخوص تتخبط في عالم كله ظلم واضطهاد وفساد. أما روايته الأولى (رامة والتِنِّين) 1980 فشكّلت حدثًا أدبيًا من الطراز الأول، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. ثم أعاد الخراط الكرة ب(الزمان الآخر) 1985 وبعدد من القصص والروايات التي اعتبرت متحررة من الاعتبارات الأيديولوجية التي كانت سائدة من قبل.