حياة تعليمية شاقة تتكبدها فئة الكفيفات خلال مسيرتهن التعليمية، واللاتي لم يعبأن بالعقبات والمعوقات لتحقيق ذاتهن والانطلاق في الحياة أسوة بأقرانهن السويات. كفيفات آثرن تسخير الموجودات والمتوفر رغم المشقة ليسرن مع قافلة المتعلمات رغم الأمنيات التي تمنينها في مشوارهنّ التعليمي، وبمجرد رؤيتهنّ في الحرم الجامعي يتوارد إلى أذهان الكثير منا كيف استطعنّ التكيف مع الجامعة رغم خلوها من المرافق المناسبة لهنّ - حسب تعبير العديد من هذه الفئة -. تقول الطالبة بنين حسين علي البراهيم (تخصص اتصال وإعلام - مسار اتصال): قمت بزيارة قاعة النور، ولكن لم ألق أي فائدة منها؛ كونها لا تتوافر فيها أي مراجع تفيدني ككفيفة، بالإضافة إلى وجود طابعات دون حاجات تساعد على الطباعة، وانني أستعين بمرافقة معي بالجامعة وقت الاختبارات تقوم بقراءة الأسئلة وكتابة الإجابة وهكذا، مبينة أن الدولة تتكفل بصرف بدل قارئ عن طريق استلام تقارير من الكفيفة وبناء على ذلك يتم تحديد معايير الأحقية. وتضيف البراهيم: لا أستطيع استخدام العصا البيضاء؛ كون المباني غير مؤهلة لذلك. أما عن الصعوبات التي واجهتني في المقررات الدراسية فتنحصر في عدم توفرها الكترونيا بصيغة "الوورد". والذي يزعجني في الاختبارات النهائية عدم توفر قاعات خاصة بالكفيفات، مما يؤدي إلى تشويش الأفكار، علما بأن المرافقة الخاصة بنا تكونُ متواجدة للقراءة، وعند عدم توفر مرافقة لنا يتم تأجيل الاختبار. فكل طالبة مسؤولة عن توفير مرافقة لها وبطريقتها الخاصة. وتشير إلى حصر الكفيفة في تخصصات معينة ورفض قبولها في تخصص كلية إدارة الأعمال، ليس بسبب ضعف المعدل، ولكن بحجة أنّي كفيفة. ودعت البراهيم إلى وجود كُتّاب توظفهم الجامعة إضافة الى مرافقات للكفيفات يقمن بكتابة المقررات الدراسية بصيغة وورد، ووضع أنظمة ولوائح تفيد أعضاء هيئة التدريس بوجود هذه الفئة في الجامعة، وما هي آلية التعامل معها، فأغلب أعضاء هيئة التدريس يجهلون وجود هذه الفئة بالقاعة، وتهيئة قاعات خاصة بالكفيفات لتتناسب مع الجو العام للطالبة أثناء الاختبار. وتشارك الطالبة الكفيفة: العنود خالد سالم السبيعي (تخصص إنجليزي) الطالبة البراهيم بقولها: لا توجد لدى بعض هيئة التدريس ثقافة في التعامل مع الكفيفات، كما يجب أن يتم توفير مكتبة خاصة للكفيفات لتزيد من ثقافتهن العامة، وأن لا يكون جهاز برايل سينس عهدة في الجامعة تقدمه للطالبة كعهدة ولا يتم تسليمها الوثيقة إلا بتسليمه، وإنما يكون ملك الطالبة، فنحنُ بحاجة إليه فكل بياناتنا الجامعية محفوظة بداخله. وأشارت أمل فارس العبدالكريم، مسؤولة مكتب ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن وظيفة المكتب ان يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة ويقوم بمساعدتهم في طباعة الكتب بطريقة برايل، وكل ما يحتاجون من مساعدة وإعانة في شؤونهم الخاصة، سواء طلاب أو طالبات، حيث يقوم المكتب أيضا بالتعريف عن نفسه بالملتقى التعريفي للطالبات المستجدات، وعليه يكون لكل طالبة ملف مستقل، ويتم تسجيل جداول الطالبات من قبل المكتب وأي شعبة مغلقة تفتح لطالبات المكتب، وفي الغالب الطالبات يطلبن أن يكن في شعبة واحدة، ويتم ذلك حتى مع إغلاق الشعب. وتضيف العبد الكريم: المكتب يتواصل مع الاساتذة لتوضيح حالة الطالبات الصحية، بالإضافة إلى عقد اختبار الطالبات النصفية والنهائية داخل المكتب، ويتم إبرام عقد بين الطالبة والمرافقة بشكل رسمي لدى المكتب لحفظ حق الطالبة، كما يتم طباعة الكتب بطابعة (بريلو) من فلاش بملف وورد إلى طريقة برايل، في حال رغبة الطالبة أن تدخل الاختبار بورقة أسئلة المادة مطبوعة بطريقة برايل، كذلك قام المكتب بتوزيع 12 جهاز برايل سينس على الطالبات الكفيفات (كعهدة للجامعة) وهو يغني عن جهاز برايل القديم. وبينت أن المكتب يخدم 7 كفيفات و20 ضعف بصر وبحكم الكفيفة و5 إعاقة سمعية وحركية، وتم تخريج العام الماضي 2015 فئة كف تام خريجة واحدة الفصل الأول وخريجتين الفصل الثاني. ويشير حسن إبراهيم الغدير - المشرف العام على الخدمات الإلكترونية - بقوله: تقدم قاعة النور خدمة جديدة ونادرة في مكتبات الجامعات على مستوى الشرق الأوسط، وهي الاطلاع على معظم مقتنيات مصادر المعلومات المتوفرة (الورقية والإلكترونية) عبر مجموعة من الأدوات والأجهزة التي تساعد على ذلك. ويضيف: يتوفر بقاعة النور مجموعة من الأجهزة تنقسم إلى نوعين، أحدها موجه للمستفيدين المكفوفين تماما كالسطر الإلكتروني والأخرى لضعاف البصر كأجهزة التكبير، كما يتوفر برنامج حاسوبي للتحويل من لغة الكتابة العادية إلى لغة برايل. بالإضافة إلى أن موظفي المكتبة غير متخصصين في مجال المكفوفين، فضلا عن مسؤول قاعة النور عبدالرحمن العبداللطيف. من أجل ذلك قمنا بالتجهيز لدورة تدريبية يحضرها موظفو وموظفات المكتبة والمهتمون في الجامعة وقريبا سوف يتم تنفيذ الدورة. ويبين الغدير أن قاعة النور تم الافتتاح الرسمي لها منذ فترة، والقاعة مفتوحة حاليا، لكن نحتاج تدريب موظفة على كيفية استخدام الأجهزة لتكون جاهزة للطالبات أوقات حضورهن إلى المكتبة المركزية يوم الاثنين من كل أسبوع، ويمكن لخمس طالبات الاستفادة من الاجهزة المتوفرة بوقت واحد، كما يتوفر مجموعة من طاولات القراءة ممكن أن تستوعب حوالي 15 طالبة، حيث تتوفر مكتبة مصغرة فيها مجلة دورية بلغة برايل وأيضا مصحف بلغة برايل.
