في وقت يعاني الطلاب المكفوفون بعض المعوقات في ممارسة حياتهم، وخصوصاً في الأمور التفاعلية، كالدراسة والتنقل والتخاطب مع الآخرين، لا تزال الجهات الحكومية تعيش مرحلة التجارب، في عصر وصلت فيه الخدمات المقدمة للمكفوفين حول العالم مكاناً علياً. واعتبر المتحدث الإعلامي بإدارة تعليم جدة عبدالمجيد الغامدي في تصريح إلى «الحياة» أن أسلوب الدمج المشترك للطلاب المكفوفين بنظرائهم المبصرين المعمول به في السعودية أفضل من عزلهم في مدرسة خاصة. وقال: «نعمل بأسلوب الدمج المشترك في بعض المدارس عبر إيجاد فصول دمج، يتم التعامل مع بعض الحالات الخاصة في فصول مشتركة الهدف منها تربوي وأن يساعد الطالب في الاحتكاك مع زملائه الذين ليست لديهم مشكلات حتى يكسبوا ثقة، وحتى يستطيع التعامل مع المجتمع تعامل طبيعي». ووصف التجربة التي طبقت في بعض المدارس ب«الرائعة»، مضيفاً: «حصدنا منها مستويات مرتفعة في مسائل الدمج، وهذه أفضل من أن يكون الطالب غير المبصر في مدرسة خاصة به معزولة عن سليم النظر». وأوضح أنه يتم التعامل مع المكفوف بتوفير كل ما يحتاج إليه لمساعدته في التعلم، وامتياز التجربة جعلنا نتوسع في تطبيقها بشكل جيد، كما أنها لاقت استحسان أولياء الأمور، وكل فترة يتم التوسع أكثر في عملية الدمج، ونتمنى أن تتوسع أكثر في مدارس البنين والبنات في جميع الأحياء. وعمّا تقدمه الجامعة من خامات للمكفوفين، أوضح المتحدث الرسمي باسم جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي في تصريح إلى «الحياة» أن الجامعة تقدم عدداً من التسهيلات والدعم لذوي الاحتياجات الخاصة بمن فيهم المكفوفون، ليتمكنوا من الاندماج في العملية التعليمية، مشيراً إلى وجود لجنة عليا برئاسة مدير الجامعة وعضوية ثلاث من وكلائها، تهتم بخدمة ومتابعة شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة. وعملت جامعة الملك عبدالعزيز على إعداد «برامج خاصة» وتقديم تسهيلات استثنائية لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، منها تسهيل تنقلهم داخل المدينة الجامعية عبر توفير وسائل مواصلات خاصة بهم، وعربات غولف تنقلهم داخل الحرم الجامعي، إضافة إلى وجود برامج متكاملة للإرشاد والتوجيه والصحة النفسية وتدريب المكفوفين». وأضاف: «يوجد في الجامعة مركز خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، يقوم بتنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الرياضية والثقافية التي تأخذ بعين الاعتبار هذه الفئة، كما تنظم الجامعة طوال العام الجامعي ورشاً وبرامج تدريبية وتوعوية تصب جميعها في مصلحة ذوي الاحتياجات الخاصة». ويشمل التدريب تعريفهم بخطط الطوارئ والإخلاء والسلامة في المباني الجامعية في وقت الكوارث، وهناك برامج تدريبية وتعليمية مخصصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم المكفوفون، إلى جانب الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم وباقي الرياضات الأخرى، وهناك مسابقات ثقافية وتعليمية في الحاسب الآلي خصصت لهم، إضافة إلى عقد دورات خاصة لتوسيع دائرة التعامل بلغة الإشارة، ودورات في الكتابة بطريقة «برايل»، ودورات في استخدام التقنية الحاسوبية، ليتمكنوا من الاندماج في الجامعة والاستفادة من برامجها وفعالياتها وأنشطتها العلمية والثقافية والرياضية والترفيهية كافة». وحول ما يشكوه المكفوفون من عدم توافر مناهج خاصة بهم، ما يدفعهم إلى صرف معظم مكافآتهم المالية على الكتب، قال: «المناهج الدراسية في الجامعة موحدة، وليس هناك مناهج مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما أسلوب تدريس تلك المناهج هو المختلف، وهناك طرق عدة تساعدهم في الاستفادة من المناهج، ودراسة المواد العلمية المقررة عليهم، مثل الوسائل السمعية والكتابة بطريقة برايل، واستخدام الحاسب الآلي وحضور المحاضرات من طريق نظام التعليم عن بعد. وذكر أن الجامعة وفرت عدداً من الأجهزة المتطورة لفاقدي البصر، مثل جهاز «برايل u2»، إذ تم توزيع 50 جهازاً على الطالبات، ويجري الآن توفير أجهزة مماثلة للطلاب، إضافة إلى توفير موظفين بمهنة كاتب لكل طالب كفيف لمرافقته أثناء الاختبارات الفصلية والدورية والنهائية، موضحاً أن المكافأة الممنوحة للطلاب المكفوفين تصل إلى 6 آلاف ريال شهرياً للطلاب ذوي الإعاقة البصرية الكاملة، و1500 ريال شهرياً للطلاب ذوي الإعاقة البصرية الجزئية، إلى جانب مكافأة الطالب الجامعي الشهرية».