يرى الإعلامي والروائي عبدالحفيظ الشمري أن مفهوم الإعلام الثقافي لم ينضج بعد، وما تقدمه وسائل الإعلام هو أخبار المثقفين والأدباء كالفوز بجوائز وإصدارات الكتب، فيما لا تحظى أعمالهم الإبداعية بالإقبال والمتابعة عند نشرها في الصحافة باعتبارها مواد ثقيلة. وذكر الشمري خلال الندوة التي ألقاها بمنتدى بوخمسين وحملت عنوان «بين الصحافة والثقافة، تواد أم تضاد» وأدارها الكاتب رائد البغلي وسط حضور نخبة من المثقفين والصحفيين، أن السبب يعود إلى عام 1382ه حينما تحولت الصحافة السعودية من (صحافة الأفراد) إلى (صحافة المؤسسات)، حيث كان الأدباء والمثقفون هم من يديرون العمل في (صحافة الأفراد)، وكانت هواجسهم وإبداعاتهم تنعكس على أعمالهم الأدبية، أما (صحافة المؤسسات) فأصبحت تسطح الأديب وتهتم في الإعلانات التي تضعف في مختلف جوانب الصفحات الثقافية والرياضية والاقتصادية، فيما أخطر ما يواجهه الصحفي الثقافي ويحرجه مع المثقفين هو حذف جزء من أعمالهم بسبب ضيق الصفحة في الاعلانات. وأضاف أن غياب الراوي السعودي عن جائزة البوكر في الفترة الأخيرة هو مؤشر إيجابي وليس بسلبي، خصوصا وان الرواية السعودية ولدت ناضجة على يد تركي الحمد وعبدالرحمن المنيف، لكنها تحولت بعد ذلك إلى حكايات سرد اعتيادية رغم كثرتها.