قدم للأمسية الأديب والقاص محمد علي قدس بكلمة ضافية عن الضيف هاشم عبده هاشم استعرض فيها الحياة الصحفية لضيف الأمسية وذكر أنه أحد تلاميذه وأنهما يشتركان سوياً في حب الأديب الكبير محمد حسين زيدان.. كما تحدث عن مؤلفات الدكتور هاشم عبده هاشم ومنها (صناعة القرار في المملكة العربية السعودية) والذي عالج فيه ما صدر في بلادنا من قرارات. وأشار إلى أن هاشم عبده هاشم "استطاع أن يأخذ زمام المبادرة في الزميلة عكاظ ويقودها إلى النجاح المتواصل ونحن نسعد باستقباله في هذه الأمسية الجميلة في منزل الدكتور عبدالمحسن القحطاني". بعده تحدث صاحب الأسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني وقدم الشكر لمقدم الأمسية محمد علي قدس وقال إنه (أراحني هذه الليلة) من الحديث عن ضيف الأسبوعية مشيراً إلى أنه سعيد وهو يجلس بين أساتذته وإخوانه مضيفاً بقوله:نحن نتحدث عن الصديق الدكتور هاشم عبده هاشم والذي أعرفه منذ كان معيداً في جامعة الملك عبدالعزيز وأنا أستاذ في الجامعة).وقال:" إنني اغبطه على العصامية التي فرح بها عندما نشر مقاله وتقاضى عنه عشرة ريالات.. وهذه الريالات العشرة ليست في قيمتها ولكن بأدبيتها وهو رجل ذو مبادئ.. كما أنه رجل قلق على الإنجاز وأشعر أنه عقد توأمة فنجده أستاذاً في الجامعة ورئيساً لتحرير عكاظ وأقول إنه لا يحب أن يعمل إلا في ظل التوأمة وأرحب بالدكتور هاشم عبده هاشم." ثم تحدث الضيف قائلاً: اعتقد أنني لم أمر بهذا الموقف من قبل إلا مرتين إحداهما في احتفالية الشيخ عبدالمقصود خوجة والأخرى عندما القيت كلمة المواطنين أمام خادم الحرمين الشريفين "يحفظه الله". وقال:"أنا إنسان بسيط في حياتي وطموحاتي.. لم أكن شيئاً في حد ذاته ولكني كنت أرى أنني لابد أن أعمل وأحرص على هذا التوجه ولكنني اعجب لشبابنا كيف يفكرون فيما يحدث في الغد.. فالإنسان عليه أن يعمل وربما يصل أو لا يصل.. وقصتي بدأت مع الصحافة من خلال مجلة المصور وآخر ساعة والأديب وغيرها من صحف ذاك الزمان بدأت أقرأها واقتربت من "الأدب" وابتعدت عن المواد الرياضية والعلوم.. وكانت كل الميول والاستعدادات للدخول للعمل الصحفي. وقد بدأت أراسل الصحف قبل صدور نظام المؤسسات الصحفية وهي في الواقع تمثل مرحلة (البدايات) ثم مرحلة التشكيل وإبداء الرأي. وفي المرحلة الثانية هي مرحلة (صحافة الرأي) بدأت في الندوة وقريش والبلاد السعودية ثم الأضواء وكنا نرى آراء قوية لبعض الكتاب السعوديين في هذه المرحلة ومنهم الكاتب أحمد عبيد في عامود يومي وهو أول من بدأ العمود اليومي في صحفنا المحلية وجاء بعده عبدالله عريف والذي كان يكتب (عموداً يومياً) ثم توالت الأسماء بعد ذلك محمد سعيد باعشن في الأضواء ثم الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين ثم الأستاذ أحمد السباعي والذي كان له عليّ شخصياً فضل كبير وتستطيع أن تلمح في هذه الفترة قوة في (صحافة الرأي) بعد أن كانت صحافة أدبية. واستطرد الدكتور هاشم عبده هاشم قائلاً:"كل هذه البدايات شكلت عندي الرغبة القوية للعمل الصحفي فطرقت باب المنهل ثم الأضواء وفي هذه المرحلة فاجأني الأستاذ أحمد السباعي بأن أرسل لي (عشرة ريالات) مقابل عشرة مقالات وكنت في هذه الفترة المبكرة من حياتي أحلم بالجلوس مع الأساتذة حسن قزاز وعبدالفتاح أبو مدين أما مبلغ العشرة ريالات التي تسلمتها فقد أوجد عندي نوعاً من الهستيريا للقراءة والبحث وكانت مقالاتي التي ابعث بها لهؤلاء الكبار متنوعة حتى المقالات الفكاهية.. لكن أحب أن أؤكد أن الحياة كلها (تحدي) ويجب أن يقبل الإنسان هذا التحدي.. وخرجت بنتيجة في هذه المرحلة أنه ليس صحيحاً أن صحافة الأفراد كانت صحافة (ضحلة) وعند دراستي في مرحلة (الماجستير) أثبت أنها صحافة صحيحة لها مقومات النجاح وعندما تحولت صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات أصبح هناك شيء من المهنية". وأضاف:"لقد مرت الصحافة المحلية بفترات كثيرة ومنها (عملية السعودة) والحقيقة أن الصحافة السعودية لم تعد صحافة أفراد أو صحافة مؤسسات بل أصبحت مشتركة وهي كيانات اقتصادية أكثر منها كيانات تهتم بالرأي أو تؤدي خدمة مجردة وحالياً بعض المؤسسات القوية تحاول الخروج من صحافة المؤسسات إلى نظام الشركات واعتقد أن ذلك سيحتاج إلى وقت". وأشار إلى أن الإعلان هو الذي قاد صحافتنا إلى هذه الوجهة مضيفاً بأن الإعلان يملكه رأس المال الذي يختار الزمان والمكان والمساحة ويقارن بين حقوق القارئ في هذه المساحةكما تحدث عن المشاكل التي تواجه المؤسسات الصحافية في الوقت الحاضر. المداخلات: بعد ذلك بدأت المداخلات من ضيوف الأمسية والرد عليها من قبل ضيف الأسبوعية وكانت أولى المداخلات للكاتب الصحفي مشعل الحارثي التي تناول فيها (موضوع الرقيب في الإعلام) فهل ولى وانصرف وهل من الضروري طرح مصطلح جديد في ظل ثورة المعلومات الحالية؟. وطرح الأستاذ عبدالوهاب أبو زنادة موضوعاً عن الصحافة الإلكترونية وهل ستطرد الصحافة الورقية من السوق؟ كما تحدث الدكتور وديع كابلي أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وطرح سؤالاً مفاده أن تحويل المؤسسات الصحفية من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات أدت إلى التراجع مشيراً إلى أن الصحافة زمان كان بها (رقيب) وكان هذا الرقيب أرحم من رئيس التحرير. واشار إلى أن في عكاظ الآن كتاباً جريئين جداً وتحدث عن مكافآت الكتاب في الصحف والتي يعيش على دخلها بعض الكتاب. وقدم الأستاذ أمين رشيد فارسي مداخلة قال فيها إنني أرى في الكتابة اليومية أن بعضها تحول إلى (كآبة يومية) وبعض الكتاب يكتب في الثقافة والسياسة والرياضة والاجتماعيات.. وهكذا تحولت الكتابة اليومية إلى كآبة يومية دون تخصص. وتحدث الأستاذ يحيى باجنيد وقال:" لقد التقيت مع الدكتور هاشم عبده هاشم في الرائد لأول مرة واعترف أنك أكثر الوراقين احترافاً، وعودتك إلى عكاظ عرس لنا وأنا سعيد أنني في منزل الدكتور عبدالمحسن القحطاني". ردود ضيف الأمسية: وأعطيت الكلمة لضيف الأمسية الدكتور هاشم عبده هاشم ليجمل الإجابات على هذه التساؤلات مشيراً إلى أن الرقابة الذاتية في الصحافة المحلية يجب أن تكون متوازنة ومازلت أقول لزملائي في العمل الصحفي ليس هناك شيء لا ينشر ولكن كيف يعالج وينشر. والتحدي الحقيقي هو كيف نوفق بين رأي القارئ والمسؤول وكيف نوفق بين قارئ ينتظر منك الشيء الكثير الذي يحتاجه منك وبين المسؤول الذي لديه معلومات، ولا رقابة تحول دون ما يجب أن ينشر وقد بدأت في كتابة كتاب اسجل فيه مشوار 45 سنة في الصحافة تحت اسم "الطريق إلى الجحيم". واشار الدكتور هاشم إلى أننا في احتياج إلى الكاتب المتخصص في المادة التي يكتبها فنحن في حاجة إلى هذا الكاتب.. وداعب الأستاذ يحيى باجنيد قائلاً:" لقد اعدتنى إلى مطابع الأصفهاني. وطرح الدكتور محمد حسن بسيوني سؤالا عن مدى ميول الدكتور هاشم للإعلام الرياضي. أما الدكتور محمد الغامدي: فقد تحدث عن الإعلان والاعلام الجديد الذي سوف يسحب البساط من الإعلام القديم. وتحدث الدكتور حسين محضار عن دور المؤسسات الصحفية في إبراز الطموحات الشبابية الصحفية التي تود العمل في هذه المهنة. مداخلة من المهندس سعيد الغامدي:" عن الجو السائد بين المثقفين والصحفيين وهل ترى أن هناك حيرة في المرحلة الحالية ومدى تأثيرها على الحراك الاجتماعي وهل هناك توازن في الصحافة المحلية في التحدث في الشأن المحلي والدولي. الأستاذ محمد العمري طلب ذكر بعض المواقف التي مر بها الدكتور هاشم عبده هاشم من خلال مشواره الصحفي. أجوبة الضيف: الدكتور هاشم عبده هاشم أجاب عن ذلك بقوله:" لقد بدأت محرراً فنياً ثم محرراً رياضياً وان الصحفي المتمكن الذي يعمل بشفافية لايمكن أن يشتريه (رجل أعمال) فليس هناك رجل أعمال يستطيع أن يشتري ذمتك ولابد من إعطاء دور للشباب السعودي في المرحلة المقبلة ولماذا لا يكون هناك رئيس تحرير في الثلاثين من العمر وعكاظ لديها خطة لإعداد هذا الجيل من الشباب وأنه يمكنها أن تقدم ثلاثين رئيساً للتحرير بعد فترة وجيزة ما دام يمكنه الاطلاع بهذه المهمة الحساسة وتحدث عن حيرة المثقفين وقال:" كلنا محتار وقلق والحيرة موجودة"، وتحدث عن الصحافة الورقية والصحافة الإلكترونية مشيرا إلى أن هذا التحول سوف يحتاج إلى وقت لأن الصحافة الإلكترونية كيف تحصل على (معلق) مشيرا إلى أن هناك ابحاث عن ضرورة تواجد الصحفي المتخصص في الأمور الثقافية والاقتصادية والرياضية والإنسانية وهذا يستدعي أن نبذل جهدا إضافيا جادا. واشار للدور التنموي للصحافة ولا يوجد أي عمل صحفي ليس له برامج لأنه في هذه الحالة سوف يصبح غير مجدي. واختتم حواره قائلاً:" ليس هناك ما يشغل القارئ لأن صحافتنا عندما تتحدث عن قضية أو مقال تسمع كلمة (هذا لا يبيع) .. هذا غير (فوضى الأسعار) الذي ذكرها الأخ شاكر في تساؤلاته التي طرحها". وأضاف الدكتور هاشم:" الآن الصحافة السعودية تساهم في صنع قرار مهم سواء في المؤسسات الدينية أو غيرها والآن المسؤول الكبير يطلب من الوزراء الرد على الصحافة". الأستاذ علي مدهش، قال لقد:" عاصرت الدكتور هاشم 24 عاماً حتى وصل إلى رئاسة التحرير وكان مظلة لنا كلنا فسقط الفرد وظلت عكاظ واقفة. المهندس جمال برهان طرح سؤالاً عن الصحافة المطبوعة والمقروءة. وقال الدكتور هاشم عبده هاشم:"أرقام التوزيع في الصحافة الورقية يرى بعض الناس أن الصحافة الورقية ليست في حالة احتضار وهناك تأثير مباشر على الإيراد الإعلاني من تطور الجريدة".