دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب ، أ ب - قال شهود وناشطون إن مواجهات مسلحة اندلعت بين قوات الجيش السوري وجنود منشقين أمس في مدينة القصير في ريف حمص وأدلب ومنطقة جبل الزاوية على الحدود مع تركيا، موضحين ان 11 على الاقل بين ضباط وجنود قتلوا، فيما أعلنت السلطات السورية من ناحيتها مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وجرح اثنان آخران في مكمن نصبته «مجموعة إرهابية مسلحة» في حي الجراجمة في حماة. بينما سقط 5 مدنيين واصيب العشرات في مصادمات مع قوى الامن في حمص وأدلب. في موازة ذلك خرجت مسيرات مسائية في عدة مناطق في سورية منددة بقرار الجامعة العربية الداعي إلى اقامة حوار بين السلطة والمعارضة. وعن التطورات الميدانية، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 5 مدنيين قتلوا برصاص رجال الامن بينهم ثلاثة في حمص، وشخص في أدلب، فيما تسلم ذوو معتقل من مدينة حماة جثمان ابنهم الذي اعتقلته الاجهزة الامنية قبل 17 يوماً في مدينة الرستن في ريف حمص. وأوضح المرصد السوري «قتل مواطنان وجرح آخرون حالة بعضهم حرجة خلال اطلاق نار من رشاشات ثقيلة على منزل بحي باب السباع، في حمص، كما قتل مدني آخر في حي الخالدية برصاص رجال الامن خلال عملية مداهمة جرت في الحي». وفي ريف ادلب شمال غرب البلاد، أوضح المرصد ان «مواطناً قتل بإطلاق رصاص من سيارة امنية في قرية كفرعين غرب مدينة خان شيخون» أمس. وأشار المرصد إلى ان «مواطنا من مدينة حماة كان قد اعتقل قبل 17 يوماً في مدينة الرستن، ريف حمص، توفي وتسلم اهله جثمانه» أمس، من دون ان يؤكد ما اذا كان المعتقل توفي تحت التعذيب ام لا. وأشار المرصد وشهود إلى ان الاجهزة الامنية قامت بحملة اعتقالات واسعة «اسفرت عن اعتقال اكثر من 25 شخصاً في حي باب السباع» في حمص، لافتاً الى ان «مدينة حمص شهدت تعزيزات امنية وعسكرية». في موازة ذلك، أعلن المرصد السوري مقتل 7 جنود وجرح آخرين خلال اشتباكات وقعت أمس مع عناصر يعتقد انها «منشقة» عن الجيش وسط البلاد. وأفاد المرصد «ان اشتباكات وقعت بين الجيش والامن مع مسلحين يعتقد انهم منشقون في حاجز الصوامع بالقرب من مدينة القصير التابعة لريف حمص ما اسفر عن مقتل 7 جنود واصابة آخرين بجروح». كما اشار إلى «هروب نحو 20 جندياً نظامياً عبر البساتين المحيطة بالمنطقة» التي «اتجهت اليها 25 دبابة منذ بدء الاشتباكات». وفيما قال الناشط الحقوقي مصطفي اوسو لوكالة «اسوشييتد برس» إن مواجهات بين قوى أمنية ومنشقين نشبت ايضاً في جبل الزاوية على الحدود مع تركيا من دون ان ترد معلومات فورية حول سقوط ضحايا، أعلن المرصد ان عبوة ناسفة فجرها عناصر يعتقد انهم «منشقون» في ريف ادلب اسفرت عن مقتل ضابط وثلاثة جنود نظاميين. وقال المرصد إن «عناصر مسلحة يعتقد انها منشقة قامت بتفجير عبوة ناسفة عن بعد لدى مرور سيارة تابعة للجيش بالقرب من احسم الواقعة في ريف ادلب ما اسفر عن مقتل ضابط وثلاثة جنود فيما اصيب آخرون بجروح». وأضاف «ان اشتباكات وقعت ايضاً بين الجيش ومسلحين يعتقد انهم منشقون اوقعت 17 جريحاً في صفوف الجيش وذلك في قرية حيش بالقرب من معرة النعمان» الواقعة في ريف ادلب. اما في ريف حماة وسط البلاد، فأفاد المرصد ان «قوات عسكرية وامنية تضم 3 شاحنات محملة بالجنود وناقلة جند مدرعة و5 سيارات رباعية الدفع اقتحمت قرية كفرزيتا ونفذت حملة مداهمات واعتقالات بحثاً عن مطلوبين للاجهزة الامنية». وقال شهود إن الحملة أسفرت عن اعتقال 11 شخصاً ومصادرة دراجات نارية، كما اعتقلت قوات امنية 6 طلاب في جامعة الفرات في دير الزور. وإثر ذلك، خرجت «تظاهرة طالبية في حاس وجوباس ومعرة حرمة واحسم وكفرنبل بريف ادلب تطالب برحيل الرئيس السوري. اما في دير الزور فقد «خرجت تظاهرة طالبية من ثانوية الصناعة وثانوية علي ابراهيم بمشاركة طلاب جامعيين واتجهت الى شارع التكايا للمطالبة باسقاط النظام على رغم التواجد الامني الكثيف». وأفاد ناشطون وشهود ان «مسيرات مسائية خرجت في عدة مدن تابعة لريف ادلب ومناطق اخرى منددة بقرار الجامعة العربية الداعي الى اقامة حوار بين السلطة والمعارضة». وأشاروا الى ان رجال الامن تصدوا للتظاهرات واطلقوا النار لتفريق المتظاهرين من دون احداث اصابات. يأتي ذلك غداة مقتل 11 مدنياً برصاص الامن في عدة مدن سورية بينهم ثمانية في حمص ومواطنان في مدينة خان شيخون بمحافظة ادلب خلال اطلاق الرصاص، ومواطن في مدينة الزبداني بريف دمشق اثر اطلاق الرصاص على تظاهرة خرجت من مسجد الجسر للمطالبة بالافراج عن معتقلين. إلى ذلك، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان عنصرين من قوات حفظ النظام قتلا وجرح اثنان آخران في مكمن نصبته «مجموعة إرهابية مسلحة» في حي الجراجمة في حماة، وسط البلاد، عندما كانوا يقومون بأداء مهمتهم لحفظ الأمن في الحي. وأوضحت (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة» اقدمت على اختطاف العميد المتقاعد من الشرطة موسى عشيش من مكان سكنه في ناحية كرناز في ريف حماة. وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن» مجموعة إرهابية مكونة من خمسة أشخاص تستقل سيارة نوع كيا سوداء اللون هاجمت العميد عشيش في منزله وقامت بخطفه بقوة السلاح إلى جهة مجهولة». اما في حمص، فأشارت «سانا» الى ان «الجهات المختصة ضبطت أمس سيارتين محملتين بالأسلحة والذخائر المتنوعة على تحويلة حمص - طرطوس وألقت القبض بداخلهما على 4 مطلوبين من عناصر «المجموعات الإرهابية المسلحة» وشملت الأسلحة التي تمت مصادرتها في السيارتين قواذف «ار بي جي» وبنادق آلية من نوع «كلاشينكوف» وبنادق «بومب اكشن» وقناصات ومسدسات وكميات من الذخيرة المتنوعة.