دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - أعلن ناشطون سوريون أن «اشتباكات عنيفة جداً» اندلعت في حمص. وأوضح الناشطون أن المعارك تجرى «بأنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة كافة» في حي بابا عمرو بين قوات الأمن ومنشقين عن الجيش، وذلك بعدما دخلت قوى الأمن المنطقة ليلاً، مشيرين إلى أن المواجهات أسفرت عن «سقوط العشرات من الطرفين بين قتيل وجريح». وحذّر ناشطون من أن الأوضاع الإنسانية في حمص تزداد سوءاً، محذرين من أن المدينة تعتبر «عملياً مقطوعة» عن العالم بسبب الانتشار الأمني الكثيف حولها واستحالة الدخول أو الخروج منها. في موازاة ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن ناشطين أن أربعة انفجارات هزت أحد شوارع اللاذقية المدينة الساحلية غرب سورية. أما في مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال سورية، فأفاد ناشطون عن سماع إطلاق رصاص كثيف بعيد منتصف ليل الأحد - الاثنين. وقال سكان ونشطاء إن قوات أمن وشبيحة دخلوا حي بابا عمرو السكني في مدينة حمص بعد ستة أيام من قصف الدبابات المنطقةَ والذي أسقط عشرات القتلى وأصاب مئات، مشيرين إلى أن قوات الأمن والشبيحة يلاحقون منشقين من شارع إلى شارع في حي بابا عمرو الذي يختبئ فيه جنود سابقين في الجيش انشقوا عنه بسبب الاستخدام المفرط للعنف ضد المدنيين. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات المسلحة دخلت بابا عمرو بعد مواجهات بين الجيش وعناصر يشتبه في أنهم منشقون فجراً وخلال الليل... ثم بدأت بهدم المتاجر» في الحي. وقال شهود وناشطون إن الاشتباكات العنيفة بالمدفعية الثقيلة بين جنود ومنشقين أوقعت «عشرات القتلى والجرحى من الجانبين». وأشار المرصد إلى أن السكان شاهدوا شاحنة «مكدسة بالجثث»، وبثّ ناشطون صور جثث قالوا إنّها مكدّسة في المستشفى الوطني بحمص. وانسحب المنشقون عن الجيش، الذين كانوا احتموا في بابا عمرو وساعدوا في الدفاع عن المنطقة السكنية التي شهدت تجمعات حاشدة في الشوارع ضد النظام، بسبب احتدام المواجهات مع عناصر الجيش. كما شهدت باقي مناطق حمص مواجهات واشتباكات بين متظاهرين وعناصر من الجيش. وأعلن المرصد السوري مقتل طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات وإصابة سيدة بجراح إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل أحد الحواجز في بلدة الحولة في ريف حمص، إضافة إلى سقوط قتيل بحي دير بعلبة بمحافظة حمص إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن. وتابع أن في حي دير بعلبة سمع صوت «إطلاق رصاص كثيف بالتزامن مع دخول آليات مدرعة إليه وتمركزها جنوبه». وأكد المرصد، الذي يتخذ من لندن مقراً له، نقلاً عن ناشطين ميدانيين سماع أصوات إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في الكثير من أحياء حمص. وقال «تسمع أصوات إطلاق رصاص كثيف وانفجارات في حي باب السباع، كما دوت انفجارات في حي باب الدريب، إضافة إلى أصوات إطلاق رصاص كثيف في أحياء كرم الزيتون وجب الجندلي والبياضة، في حين شهد حي الغوطة انتشاراً أمنيا كثيفاً». وفجر أمس أعلن المرصد أن «إطلاق رصاص كثيفاً سمع في حي التوزيع الإجباري الذي تعرض مساء الأحد لقصف عنيف بالرشاشات الثقيلة وسمعت فيه أصوات أكثر من 40 انفجاراً هزت الحي». وأوضح المرصد أنه «لم ترد أنباء عن سقوط شهداء في الحي حتى هذه اللحظة». من جانب آخر، أفاد المرصد السوري بأن إطلاق رصاص كثيفاً سمع أمس في قرية جيش بمحافظة إدلب، وأشار إلى أن ذلك يأتي غداة اشتباكات عنيفة دارت في الليلة الماضية بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم منشقون في مدينة خان شيخون، ولم ترد أية معلومات عن حجم الخسائر في صفوف الطرفين. وأوضح المرصد أن عشرات الجنود من الجيش السوري انتشروا على الطريق الدولي بين مدينتيْ خان شيخون ومعرة النعمان. وفي أول أيام عيد الأضحى قتل 16 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية في حمص وحماه وإدلب. كما خرجت مسيرات حاشدة ليلاً وبعد صلاة عيد الأضحى في عدد من المدن للدعوة إلى سقوط النظام ودعم حمص. وقال المرصد إن 13 مدنياً قتلوا في حمص، وقتل مدنياً برصاص قوات الأمن في حماه وآخر في كفرنبودة في ريف حماه وثالثاً في إدلب، وذلك خلال تفريق تظاهرات احتجاجية. بالمقابل أعلن المرصد أن «خمسة عناصر أمن قتلوا الأحد إثر مهاجمة حاجز أمني في مدينة إدلب من قبل مسلحين يعتقد أنهم منشقون». وأسفر قمع التظاهرات الاحتجاجية في أول أيام الأضحى عن اعتقال وإصابة العشرات في مناطق سورية عدة، وفق المرصد. وقال المصدر إن أربعة متظاهرين أصيبوا أحدهم بجروح خطرة برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار على تظاهرة صباح الأحد في تلبيسة، قرب حمص. وأكد المرصد ولجان التنسيق المحلية التي تتابع التحركات الاحتجاجية على الأرض أن «على رغم الوجود الأمني الكثيف» خرجت تظاهرة في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس الساحلية في غرب البلاد «تطالب بإسقاط النظام»، وفي حماه ودمشق.