أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، مساء الخميس، بشهادتها أمام لجنة التحقيق في هجوم بنغازي، في جلسة عاصفة استمرت 11 ساعة، وشهدت مشادات بين الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في اللجنة. وعلى مدى ساعات النهار يوم الخميس الطويل، اجابت المرشحة الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية من دون اي تعثر ظاهر على اسئلة لجنة التحقيق التي شكلتها الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب للتحقيق في ملابسات الهجوم الذي اودى في 11 ايلول/سبتمبر 2012 بحياة السفير الاميركي في ليبيا وثلاثة اميركيين آخرين. وعلى مدى ثماني ساعات ونصف جلست كلينتون وحيدة ترد على اسئلة اللجنة المكونة من 12 عضوا غالبيتهم من الجمهوريين المعارضين لها. وظلت كلينتون التي تعد الأقرب للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، محافظة على هدوئها وشنت دفاعا عاطفيا عن تصرفها في قضية الهجوم على القنصلية الأمريكية في ليبيا الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز و3 آخرين في سبتمبر/أيلول عام 2012. وقالت هيلاري للجمهوريين المحتشدين ضدها، حيث أغلبية أعضاء اللجنة من الحزب الجمهوري: إنها أكثر من تأثر بوفاة أربعة أمريكيين في ليبيا بالمقارنة بأي شخص آخر في لجنة التحقيق. وأضافت: "أتصور أكثر من ظل يُفكر بهذه القضية، أكثر منكم أجمعين، إنني لم أستطع النوم تأثرا بهذه القضية أكثر منكم جميعا، وظللت أفكر بكل ما كان يُمكن أن نقوم به وما كان يجب أن يحدث". وشكلت الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الاميركي هذه اللجنة الخاصة العام الماضي للتحقيق في مأساة بنغازي التي تلاحق كلينتون منذ ثلاث سنوات، وتهدد بتقويض جهودها للترشح للرئاسة، خاصة بعد ان كشفت لجنة التحقيقات عن انها كانت تستخدم عنوانا بريديا خاصا حين كانت وزيرة للخارجية. وبدت كلينتون جادة وواثقة من نفسها عندما دعت خلال الجلسة الى سياسة خارجية قوية، مؤكدة ضرورة ان تقبل الولاياتالمتحدة المخاطر في سعيها لحماية مصالحها في دول العالم الخطرة، والاقرار بأن بلادها "لا يمكن ان تمنع كل عمل ارهابي او تحقق الامن المثالي". وحذرت كلينتون التي تولت وزارة الخارجية في عهد الرئيس باراك اوباما من 2009 - 2013، من "الاجندات الحزبية" التي قال الديموقراطيون انها تهدف الى تخريب حملتها الانتخابية لسباق الرئاسة 2016.