* كثيرًا ما يتردد في المجالس بين الناس أن هناك أزمة. * كثيرًا ما تتناقل وسائل الإعلام وتسلط الضوء على أزمة. * كثيرًا ما يكتب في الصحافة الورقية عن وجود أزمة. * كثيرًا ما تنشب مشكلة في مجتمع تؤدي إلى أزمة. إذًا الحياة البشرية كلها أزمات منوعة ومختلفة حسب الظروف والمكان وأطراف الأزمة. ومن الصعب جدًّا تصوّر وجود مجتمع يخلو من الأزمات؛ بل إن الفرد أو الأسرة تتعرض لأزمات مستمرة، حتى يمكن القول بأن الأزمات أصبحت سمة من سمات الحياة المعاصرة والتطور البشري، وكما يواجه الفرد أو الأسرة أزمة فإن المجتمعات والدول تواجه أزمات كبرى سواء كانت داخلية أو خارجية. فحياتنا، ومجتمعاتنا مليئة بالأزمات المتنوعة (اقتصادية – سياسية – مائية – وظيفية – مرورية – دوائية – اجتماعية – ثقافية – إعلامية – صحية – تعليمية – أمنية – عائلية – مالية – قانونية – نفسية – سكانية – نفطية... إلخ). * هناك شعوب عانت من الويلات والأزمات. * وهناك شعوب تعاني تحت وطأة الويلات والأزمات. * وهناك شعوب سوف تعاني في المستقبل القريب من الويلات والأزمات. * وهناك من يتصنّع الأزمة للاستفادة منها وتحقيق مصالح خاصة ومعينة، وعلى سبيل المثال: 1- أزمة المهاجرين. 2- أزمة تلوث المياه في افريقيا. 3- أزمة الفراغ في حياة الشباب. 4- أزمة الصمت في الحياة الزوجية. 5- أزمة الهيمنة الألمانية. 6- أزمة التبادل التجاري بين المغرب والسويد. 7- أزمة العمالة المنزلية في السعودية ودول الخليج. 8- أزمة الكهرباء بغزة واليمن. 9- أزمة الوقود بمصر. * وهناك من يطوق الأزمة ويعرف كيف ينجو منها. وينبغي علينا الاعتراف بأن عالم اليوم هو عالم الأزمات لأسباب تتعلق بالظروف والتغييرات الكثيرة التي حدثت في مجالات الحياة، والتي أثرت في حياة الإنسان داخل الكيان الاجتماعي والتنظيمي، فقد أصبح من المعروف بأن التحدي الكبير الذي يواجه الأفراد والمنظمات والدول يتحدد بسلسلة من الأزمات التي تختلف في طبيعتها، وحجمها، وعوامل تحريكها، مؤدية إلى خلق الصعوبات والمشكلات، وإحداث الانهيارات في القيم والمعتقدات والممتلكات.. لذا فإن مواجهة الأزمات والوعي بها يعد أمرًا ضروريًّا لتفادي المزيد من الخسائر المادية والمعنوية. ولقد وضع المتخصصون في إدارة الأزمات عددًا من الخطوات التي يمكن اتباعها عند حدوث الأزمة وهي: تكوين فريق عمل لوقت الأزمات وإمداده بأفضل الكوادر والتجهيزات والأدوات. تخطيط الوقت أثناء الأزمات والاستفادة من كل دقيقة في تخفيف أثر الأزمات. الرفع من معنويات العاملين وقت الأزمات مما يشعرهم بالحماس والحيوية والالتزام بالعمل. وضع خطة إعلامية متكاملة توضح ظروف الأزمة بكل شفافية ومصداقية. تقبّل التغيير وقت الأزمات. الإبداع والتجديد في المواقف العصيبة وإشعال روح الإبداع لدى العاملين لتقديم حلول وآراء غير مسبوقة. حل المشكلات وقت الأزمات بتحديد المشكلة وإجراء المشورة، ومن ثم اختيار الحل الأنسب من الحلول المتاحة. العمل على حصر الأزمات التي من المتوقع أن تحدث في الحاضر والمستقبل والعمل على دراستها، ووضع بدائل للحلول المناسبة لها. هذه هي الحياة وأزماتها.. فهل لنا الاستفادة من دروس أزماتنا في رسم مستقبل حياة أجيالنا. يعتبر فن الازمات أحد الفروع الحديثة نسبياً في مجال الإدارة والذي يتضمن العديد من الأنشطة ويأتي على رأسها التنبؤ أو التوقع بحدوث الازمات المحتملة والتخطيط للتعامل معها والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.!