بات نجم المنتخب السعودي ونادي النصر المهاجم محمد السهلاوي في الآونة الأخيرة أشهر من نار على علم؛ في ظل تألقه اللافت وقيادته للأخضر السعودي لصدارة المجموعة الأولى دون خسارة أو تعادل في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس أمم آسيا 2019؛ بفضل أهدافه الحاسمة التي وضعته في صدارة هدافي التصفيات برصيد 8 أهداف وحصوله على جائزة أفضل لاعب في جميع المباريات الأربع التي خاضها منتخب بلاده، وأضحى أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا عطفا على ما قدمه مع منتخب بلاده وناديه. ومع أن موهبة السهلاوي الذي يبلغ من العمر 27 عاما ولدت معه، إلا أنه عانى كثيرا من التهميش مع المنتخب الأول رغم تألقه مع ناديه النصر، حيث لم تتح له الفرصة الكاملة لإثبات وجوده، وهو ما أفصح عنه اللاعب في عدد من المقابلات التلفزيونية التي أكد من خلالها أنه يعاني بسبب التجاهل وعدم إتاحة الفرصة له لإثبات قدرته للدفاع عن ألوان منتخب الوطن الذي يعد الانضمام له شرفا كبيرا. وبعد سنوات من الانتظار والترقب لم يكذب اللاعب الذي توج بجائزة أفضل لاعب سعودي للعام 2014/2015 خبرا عندما أُتيحت له الفرصة ليثبت للجميع أنه المهاجم الأول حاليا في الكرة السعودية وخير من يقود الهجوم الأخضر في المشاركات الخارجية المقبلة. فالسهلاوي الملقب ب"الصعباوي" شارك مع المنتخب في 20 مباراة دولية ما بين ودية ورسمية وسجل خلالها 17 هدفا ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب، مقارنة بعدد أهدافه مع عدد مبارياته الدولية، كما أنه يعتبر أول مهاجم سعودي على مر التاريخ يسجل في سبع مباريات متتالية حيث سجل 13 هدفا في سبع مباريات. وقد أكد اللاعب الخلوق -الذي لم تقف كرة القدم حجر عثرة في طريقه لإكمال دراساته العليا- أن هدفه هو مساعدة المنتخب على الانتصارات بصرف النظر عمن يسجل الأهداف، مشيرا إلى أن الأهداف التي سجلها لم تكن لولا توفيق الله ثم دعم ومساعدة زملائه اللاعبين الذين يقدمون مجهودا كبيرا من أجل خدمة المنتخب وإعادته لوضعه الطبيعي بين كبار منتخبات القارة الصفراء. وبدأ السهلاوي -الذي أبصر الحياة يتيما- مشواره الكروي مع فريق القادسية عام 2003، حيث وقع في كشوفات النادي الشرقي مقابل 40 ألف ريال بعد بروزه في دورة "كاركيز" إحدى دورات الحواري التي تقام في الأحساء، قبل أن تتم إعارته لفريق الفتح ومن ثم العودة لفريقه الذي وقع معه عقدا لثلاثة مواسم مقابل ثلاثة ملايين، وقد قدم خلال تلك المواسم مستويات مميزة وسجل مع فريقه في دوري الدرجة الأولى 18 هدفا في الدوري والكأس، إضافة إلى صناعة 8 أهداف أخرى قبل أن يتخذ قراره بالانتقال للنصر في صفقة تعتبر الأكبر في ذلك الوقت، حيث تجاوزت قيمتها ثلاثين مليون ريال. ومنذ انتقاله للنصر سجل السهلاوي بقميص فريقه 107 أهداف بواقع 22 هدفا في عامه الأول و6 أهداف في العام الثاني و17 هدفا في العام الثالث و16 هدفا في العام الرابع و18 هدفا في العام الخامس و25 هدفا في العام السادس و3 أهداف في العام الحالي، وجاءت أهدافه بواقع 79 هدفا في الدوري و5 أهداف في كأس الملك و9 أهداف في كأس ولي العهد و8 أهداف في كأس الأمير فيصل بن فهد وهدف في بطولة السوبر وهدفين في البطولة الخليجية ومثلهما في البطولة العربية وهدف وحيد في دوري أبطال آسيا. وبتلك الحصيلة التهديفية بات هو الهداف الرابع في تاريخ ناديه بعد الأسطورة ماجد عبدالله الذي سجل 324 هدفا ومحمد سعد العبدلي الذي سجل 130 هدفا ومحيسن الجمعان الذي سجل 121 هدفا. وعلى مستوى مواجهات الديربي وثق اللاعب علاقته مع شباك الهلال وبات هو هداف الديربي في السنوات الأخيرة، حيث سجل في شباك المنافس التقليدي 14 هدفا منها 7 أهداف في آخر 6 مواجهات مباشرة جمعت الفريقين؛ ليكون أول لاعب في تاريخ الديربي الشهير يسجل في 6 مباريات متتالية. أما على صعيد المنتخب الأول فقد انضم للمرة الأولى لصفوف الأخضر عام 2010 ولعب معه 20 مباراة منها 9 مباريات كلاعب أساسي و11 مباراة كلاعب بديل وسجل خلالها 17 هدفا، كانت في مرمى منتخبات كل من أسبانيا وهونج كونج والكويت وكوريا الشمالية وأوزبكستان والأردن وفلسطين وتيمور الشرقية وماليزيا والإمارات. وكانت أولى مبارياته الدولية أمام منتخب أسبانيا في اللقاء الودي الذي أقيم في 29 مايو 2010 وانتهى بفوز الأخير 3/2 بينما كان آخرها أمام منتخب الإمارات في اللقاء الذي جمعهما يوم الخميس 8 أكتوبر ضمن تصفيات كأسي العالم وآسيا، ونجح خلاله في تسجيل الهدفين اللذين منحا الأخضر ثلاث نقاط جديدة جعلته يغرد وحيدا في الصدارة بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه.