أثبت مهاجم المنتخب السعودي محمد السهلاوي أنه مهاجم فريد من نوعه، وقادر على صناعة الفارق متى ما منح الفرصة الكاملة، سواء مع المنتخب أو مع فريقه النصر، لاسيما وأنه يجيد تسجيل الأهداف وصناعتها. فالسهلاوي الملقب ب(الصعباوي) قدم في المواسم الماضية مستويات مميزة وسجل العديد من الأهداف الحاسمة مع فريقه النصر، ولكنه رغم ذلك لم يدخل دائرة اهتمامات مدرب المنتخب السابق الأسباني لوبيز كارو، الذي أبقاه على مقاعد البدلاء فترة قبل أن يصرف النظر عنه نهائيا في خليجي 22، وهو الأمر الذي أثار استغراب الشارع الرياضي الذي يرى أنه من أفضل المهاجمين الحاليين خصوصا وأنه في قمة توهجه وعطائه الفني. وقبل انطلاقة بطولة أمم آسيا المقامة حاليا في أستراليا وقع عليه الاختيار ومع أنه لعب احتياطيا في المباراة الأولى أمام الصين التي خسرها المنتخب الأخضر بهدف، إلا أنه وجد نفسه أساسيا في المباراة الثانية أمام كوريا الشمالية، والذي قدم خلالها مستوى مميزا وساهم في الفوز الكبير الذي حققه المنتخب بعد أن سجل هدفين من الأربعة وساهم في صناعة الهدف الأول وكان مصدر خطورة نتيجة تحركاته المثمرة. وقد انضم السهلاوي (27 عاما) لقائمة المنتخب الأول للمرة الأولى عام 2010، ولعب معه 14 مباراة منها 4 كلاعب أساسي و10 كلاعب بديل، وسجل خلالها 6 أهداف، وكانت أولى مبارياته الدولية أمام منتخب أسبانيا في اللقاء الودي والذي انتهى بفوز الأخير 3/2. وكان السهلاوي -الذي يعتبر الهداف التاريخي للنصر في السنوات ال15 الأخيرة- قد جدد عقده مع ناديه في الموسم الماضي بعد مد وجزر، ووضع حدًا للتكهنات التي أحاطت به والغموض الذي اكتنف مصيره في ظل رغبة الفرق الكبيرة في الاستفادة من خدماته، وجاء تجديد العقد لخمسة مواسم بعد الجهود الحثيثة التي قامت بها إدارة النادي للمحافظة على هداف الفريق. ورغم الانتقادات التي طالت اللاعب في سنوات سابقة، وصف من خلالها بالبرود وسوء التمركز، إلا أن اللاعب -الذي انتقل للنصر عام 2009 قادما من القادسية في صفقة كانت تعد الأكبر في ذلك الوقت في سوق الانتقالات السعودية؛ كونها كلفت خزينة النادي 33 مليون ريال- رد بقوة على منتقديه وظهر في الموسم الفائت وهذا العام بصورة مغايرة عما كان عليه في المواسم الماضية، حيث قدم مستوى مميزا ونجح في حسم أكثر من مباراة لفريقه، مما ساهم في تجديد عقده السنوات الخمس عشرة الأخيرة، مما وضع حدا للتكهنات التي أحاطت به والغموض الذي اكتنف مصيره خلال الفترة الماضية، كما وقع عقدا جديدا مع فريقه لخمس سنوات مقبلة بعد اقترابه من الدخول في الفترة الحرة، وجاءت تحركات الإدارة التي نجحت في مساعيها لقطع الطريق على الأندية الراغبة في خدماته والتي كانت تتحين الفرصة للتوقيع معه، وبالتالي أسدلت الستار على هذا الموضوع الذي شهد شدا وجذبا. وكان الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي قد أكد في أكثر من مناسبة أن السهلاوي لن يخرج من معقل العالمي وأي لاعب يرغب في الاستمرار، وترى الإدارة والجهاز الفني قدرته على خدمة الفريق وتقديم الإضافة المطلوبة، ولن يرحل مهما بلغت قيمة عقده، ونتيجة حسه التهديفي العالي بالرأس والقدمين دخل في سباق صدارة الهدافين رغم غيابه عن الكثير من مباريات الفريق إما بداعي الإصابة أو بسبب رؤية المدرب الفنية، وقد سجل السهلاوي الذي يقضي عامه السادس مع النصر 90 هدفا في مختلف مشاركات الفريق الرسمية، حيث سجل 22 هدفا في عامه الأول (09/2010) منها 11 هدفا في الدوري و8 في كأس الأمير فيصل بن فهد، وهدف في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وهدفان في بطولة الأندية الخليجية، وفي عامه الثاني (10/2011) سجل 6 أهداف منها 5 أهداف في الدوري وهدف في دوري أبطال آسيا، بينما سجل في عامه الثالث (11/2012) 17 هدفا منها 15 هدفا في الدوري وهدف في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وهدف في مسابقة كأس ولي العهد، أما في عامه الرابع (12/2013) فقد سجل 16 هدفا منها 10 أهداف في الدوري وهدف في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وثلاثة أهداف في مسابقة كأس ولي العهد وهدفان في كأس الاتحاد العربي، وفي عامه الخامس 13/2014 سجل 18 هدفا منها 17 هدفا في الدوري وهدف في كأس ولي العهد وفي هذا العام الذي يعد السادس له سجل 12 هدفا حتى الآن، 10 منها في الدوري وهدف كأس ولي العهد وهدف في بطولة السوبر، وما زال الباب مفتوحا والمجال متاحا أمام اللاعب الذي توج بجائزة أفضل مهاجم بالدوري عام 2009 / 2010 في حفل توزيع جوائز القناة الرياضية، لإضافة المزيد من الأهداف لرصيده التهديفي في بنك الدوري وبقية المسابقات الأخرى التي يتواجد فيها فريقه بكل بقوة. أما على مستوى تسجيل الأهداف في مرمى المنافس التقليدي «الهلال» فقد سجل اللاعب بمفرده 12 هدفا كأكثر لاعب يسجل في مرمى الفريقين خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد بدأ السهلاوي مشواره الكروي مع فريق القادسية عام 2003 الذي وقع معه مقابل 40 ألف ريال بعد بروز اللاعب في دورة «كاركيز» إحدى دورات الحواري التي تقام في الأحساء، قبل أن تتم إعارته لفريق الفتح، ومن ثم العودة لفريقه الذي وقع معه عقدا لثلاثة مواسم مقابل ثلاثة ملايين، وقد قدم خلال تلك المواسم مستويات مميزة وسجل مع فريقه في دوري الدرجة الأولى 18 هدفا في الدوري والكأس إضافة إلى صناعة 8 أهداف أخرى قبل أن يتخذ قراره بالانتقال للنصر.