واصل الفلسطينيون حرب السكاكين ضد الاحتلال الاسرائيلي، فقد استشهد الشاب الفلسطيني محمد الجعبري بعد أن طعن شرطياً إسرائيلياً، أمس الجمعة، قرب مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، واندلعت مواجهات في عدة مناطق في الخليل، حيث ألقى شبان الحجارة على قوات إسرائيلية في مناطق إذنا ويطا ومدينة الخليل، وفي العفولة شمال إسرائيل، أصيبت شابة عربية إسرائيلية تبلغ من العمر 29 عاماً بالرصاص بعد أن حاولت طعن حارس في مدخل محطة الحافلات في المدينة، كما طُعن إسرائيلي آخر بالقدس وقبض على المنفذ، بينما نُفذت عمليات ضد فلسطينيين في أراضي 48، وطَعن يهوديٌّ أربعةَ شبان من فلسطينيي الداخل، أمس الجمعة، بمدينة ديمونا جنوب أراضي 48، وأصاب أحدَهم بجروح متوسطة، وسط توتر ومخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة، وعاش الإسرائيليون، الليلة قبل الماضية، ليلة رعب، واتصل 25 ألف يهودي بطوارئ الشرطة خوفاً من عمليات طعن قد ينفذها شباب فلسطينيون، وفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا رؤساء بلديات إسرائيلية اليهود لحمل أسلحتهم المرخصة، بينما حذر بعض الساسة من فكرة القصاص، وأجمع الإعلام الإسرائيلي على أن الدولة العبرية تواجه الآن جيلاً فلسطينياً جديداً لا يهاب الموت، وهو أخطر جيل في تاريخ "إسرائيل". وشهدت الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين يوم غضب في غالبية محافظاتهما استمرارًا للهبة التي تشهدانها منذ أكثر من أسبوع، وفرضت السلطات الإسرائيلية امس قيودا على دخول المصلين الى المسجد الأقصى ومنعت من تقل أعمارهم عن 50 عاما من الوصول للمسجد لأداء صلاة الجمعة، وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود منذ صباح امس في البلدة القديمة وأزقتها وفي محيط المسجد الأقصى بدعوى الحفاظ على النظام والأمن وأغلقت الطرقات والشوارع المؤدية للبلدة القديمة، وأقامت الحواجز على ابواب المدينة وأبواب المسجد الأقصى، وتحولت المدينة المقدسة بفعل الإجراءات الإسرائيلية الى ثكنة عسكرية، واضطر آلاف المصلين المقدسيين لأداء صلاة الفجر وصلاة الجمعة في الشوارع والطرقات وأزقة البلدة القديمة بسبب إلاجراءات الإسرائيلية وحصار الأقصى. تهافت إسرائيلي على السلاح وبثت القناة الثانية الإسرائيلية تقريراً عن تهافت الإسرائيليين على شراء الأسلحة الشخصية بهدف حماية أنفسهم بعد تصاعد العمليات الفلسطينية، واستعرض التقرير قيام إسرائيليين بشراء أسلحة، معظمها مسدسات لحملها عند تنقلهم بعد دعوات من قبل مسؤولين ونواب في الكنيست لهم لحماية أنفسهم وحمل السلاح، وأشار التقرير إلى التخوف الكبير الذي ينتاب الإسرائيليين من تعرضهم لعمليات طعن، ولفت إلى قيام الإسرائيليين بشراء الغازات المخدرة لاستخدامها في حال تعرضهم لهجوم، أو كانوا على مقربة من فلسطينيين ينوون تنفيذ عمليات طعن. ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، "بشدة" الهجوم الذي استهدف عربيين إسرائيليين وفلسطينيين اثنين بسكين في مدينة ديمونا جنوب إسرائيل. وقال بيان صادر عن مكتب نتانياهو، "دان رئيس الوزراء بشدة الاعتداء على عرب أبرياء"، مؤكدا أن "إسرائيل دولة قانون ونظام". 351 مصاباً فلسطينياً من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن إجمالي عدد الإصابات في المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدس "المحتلة "خلال ال24 ساعة الماضية بلغ 351 إصابة. وأوضح الهلال الأحمر في بيان له، أمس الجمعة، أن الإصابات توزعت كالآتي: 25 بالرصاص الحي، و98 بال'مطاط'، و217 بالغاز، و11 اعتداء بالضرب. وذكر أن إجمالي الإصابات منذ بداية "الاعتداءات" منذ أكثر من أسبوع بلغ 1640 إصابة، بينها101 بالرصاص الحي، و442 بالمطاط، و1066 بالغاز، و31 اعتداء بالضرب المبرح. وأشار إلى أن هذه الحالات هي التي تعاملت معها طواقم الهلال الأحمر حتى الساعة 12 ليلا. جنازة ضخمة وشارك عدة آلاف من الفلسطينيين، أمس، في جنازة الشاب مهند الحلبي الذي قتل إسرائيليين اثنين في البلدة القديمة في القدسالشرقية، الأسبوع الماضي. وكانت إسرائيل سلمت الجانب الفلسطيني جثمان الحلبي، منتصف الليلة قبل الماضية، بعد أن احتجزتها لستة أيام. وقد تكون هذه الجنازة الأضخم منذ عدة سنوات لفلسطيني يقتل على أيدي الإسرائيليين. ولفت جثة الشاب برايتي الجهاد الإسلامي وحركة حماس، فيما لف رأسه بالكوفية الفلسطينية، وحمله العشرات على الأكتاف. رايات كافة الفصائل الفلسطينية على المشاركين في الجنازة. وهتف المشاركون في الجنازة، من نساء ورجال وأطفال "عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، و" يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا حنواصل الكفاح". وتلت صلاة الجنازة في مسجد جمال عبد الناصر وسط مدينة رام الله، مواجهات على حدود غزة. 6 شهداء في غزة وفي قطاع غزة، استشهد ستة شبان فلسطينيين وأصيب نحو ثمانين آخرين برصاص جيش الاحتلال في مواجهات هي الاعنف منذ سنوات دارت الجمعة قرب الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة، ووصفتها السلطة الفلسطينية ب"المجزرة البشعة"، بينما تحدثت حماس عن "انتفاضة" ثالثة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الطبيب اشرف القدرة إن "عدد الشهداء ارتفع الى ستة بعد استشهاد الشاب زياد نبيل شرف برصاص قوات الاحتلال في المواجهات شرق منطقة الشجاعية" شرق مدينة غزة. وقال: إن "كل الاصابات التي أدت للاستشهاد كانت بالرصاص الحي مباشرة". وشيع آلاف الفلسطينيين في جنازات منفصلة الشهداء، حيث ردد بعض المتظاهرين هتافات تدعو الى "الانتفاضة" ضد اسرائيل. وكانت اعنف هذه المواجهات قرب الحدود شرق الشجاعية وشرق بلدات خان يونس، كما افاد مراسلو فرانس برس وشهود عيان. من جانبه قال إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها حماس في قطاع غزة إن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل المتظاهرين السلميين العزل شرق غزة باستخدام الرصاص المتفجر وإصابتهم في الاجزاء العلوية من جسمهم". وهي المرة الاولى منذ سنوات التي تندلع فيها صدامات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي قرب الحدود في قطاع غزة وتسفر عن هذا العدد من القتلى والجرحى.