صعدت إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة أمس، بالمدفعية والدبابات والزوارق وأعلنت أنها قد "توسع بشكل كبير" عملية، يقول مسؤولون فلسطينيون أنها أدت إلى استشهاد أعداد كبيرة من المدنيين، فيما تصدى مسلحون من القطاع لاجتياح الجيش الإسرائيلي باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة الرشاشة. وأقر جيش الاحتلال بأنه جابه مقاومة من قبل الفلسطينيين في توغلاته في القطاع، حيث أطلق فلسطينيون صاروخا مضاد للدبابات على جرافة ثقيلة تابعة للجيش الإسرائيلي ما أدى إلى إعطابها، كما تحدث عن اشتباكات واسعة بالأسلحة الرشاشة بين مجموعات من المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي"، أن الجيش الإسرائيلي أغار على 200 هدف في قطاع غزة منذ بدء العملية البرية، مشيرا إلى قتل 17 فلسطينيا في اشتباكات مسلحة فيما اعتقل جيش الاحتلال 13 فلسطينيا. واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي إسرائيلي وإصابة 4 آخرين في الاشتباكات التي وقعت في شمال قطاع غزة. وتوالى سقوط الشهداء والجرحى الفلسطينيين حيث سقط 44 شهيدا في اليوم الأول للاجتياح ما رفع العدد إلى 285 شهيدا والجرحى إلى أكثر من 2000. ويتركز نشاط الجيش الإسرائيلي على شمال قطاع غزة، حيث تم الدفع بأعداد كبيرة من الجيش والدبابات والآليات العسكرية، وفيما لم يعلن الجيش الإسرائيلي عدد المشاركين في العملية فقد ذكر أنه تم استدعاء 80 ألفا من جنود الاحتياط حتى الآن. وفيما لفت إلى أنه "لا ضمان بنجاح بنسبة 100% " فقد قال رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "بدأت قواتنا أمس بعملية برية من أجل تدمير الأنفاق الإرهابية التي تخترق الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة. ولأنه لا يمكن التعامل مع الأنفاق من الجو فحسب، جنودنا يقومون بذلك أيضا على الأرض. وفي هذا الإطار أيضا لا توجد ضمانات بتحقيق النجاح الكامل ولكن نحن نقوم بكل شيء من أجل تحقيق معظم الأهداف المحددة". وأضاف في مستهل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية أمس، أن "التعليمات التي أصدرتها أنا ووزير الدفاع إلى جيش الدفاع وفقا لمصادقة المجلس الوزاري المصغر عليها، تقضي توسيع العملية البرية بشكل ملحوظ ورئيس هيئة الأركان العامة والجيش مستعدان لذلك". وبدورها فقد أدانت الرئاسة الفلسطينية "التصعيد الإسرائيلي الأخير المتمثل بالعملية البرية في قطاع غزة"، وقالت في بيان: "طالب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بوقف الغارات الإسرائيلية فورا، مشددا على ضرورة الالتزام بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، ولوقف نزيف الدم الفلسطيني، تمهيدا لحل القضايا الأخرى". وأوضحت مصادر فلسطينية ل"الوطن"، أن مصر لم توقف الاتصالات مع إسرائيل والفصائل والرئاسة الفلسطينية على مدار الساعة، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وفي نيويورك قال أمين الأممالمتحدة المساعد للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن اتفاق التهدئة الذي يسعى إليه الرئيس عباس يسمح بفتح معبر رفح مع مصر. وشهدت أنحاء مختلفة من الضفة الغربية مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي سقط خلالها العديد من الشبان جرحى برصاص الاحتلال. ومنعت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في المسجد، ما اضطر آلاف الشبان لأداء الصلاة في الشوارع القريبة من المسجد فيما لم يتمكن سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من دخول القدس. وكانت قوات الاحتلال قد أقامت الحواجز على مداخل البلدة القديمة في القدس ومنعت الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول المسجد الأقصى. ومع ذلك فقد خرج المئات من الفلسطينيين في ساحات المسجد بمسيرة تندد بالهجوم الإسرائيلي على غزة، فيما اشتبك عشرات الشبان الفلسطينيين مع قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي على الشبان، ما أدى إلى سقوط عدد من المصابين من بينهم وزير شؤون القدس المهندس عدنان الحسيني. ورد الشبان اقتحام قوات الاحتلال برشقهم بالحجارة فيما أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 7 فلسطينيين بعد انتهاء الصلاة.