بمجرد إعلان الأمر الملكي الكريم بتمديد إجازة عيد الأضحى السعيد، تبارى سكان المناطق المجاورة للظفر بقضاء الإجازة في شواطئ وفنادق ومنتجعات لؤلؤة السعودية (الشرقية)، والاستمتاع بالشواء في الهواء الطلق، والسباحة في شواطئها، ولأنني من محبي الشواطئ فقد ذهبت عصر يوم الأربعاء الفائت برفقة العائلة بجولة إلى شاطئ نصف القمر، الذي أخذت من الوقت للوصول إليه حوالي 3 ساعات ذهاباً ومثلها عودة، وعلى غير عادتي في الرحلات البرية حزنت وتألمت لما شاهدته ورأيته من فوضى في هذا المتنزه الجميل، خاصة وأنني كنت عائداً قبل يوم واحد من خارج المملكة في بلد تكثر فيه المنتجعات والشواطئ الخلابة، شاهدت على أطراف الشاطئ بقايا الأكل والنفايات التي شوهت المكان بكثرتها ورائحتها العفنة، ومع تواجد عدد قليل من عمال النظافة إلا أنهم لا يستطيعون بكراتينهم إزالة كل تلك النفايات وشاهدت دورات المياه أغلبها مغلق، والطرق الموصلة للشاطئ مُغلقة من جهة طريق العزيزية، والحفريات كثيرة، والشاحنات تسببت في تعطيل حركة السير وتأخير وصول المتنزهين من جهة طريق العزيزية، وكذلك من جهة مدخل الهاف مون للقادمين من طريق بقيق - الأحساء «عند سكة القطار» حيث شاهدت أرتالا من السيارات وسط تذمر وغضب من رواد الشاطئ، كما أن التحويلات أزعجت السائقين في ظل غياب الجهات المعنية بالتنظيم (المرور) في المنطقة الواقعة من شاطئ العزيزية إلى شاطئ نصف القمر، بمساحة تصل إلى حوالي 40 كيلو. كتبت مقالات كثيرة عن هذا الشاطئ والعزيزية، والفوضى التي تحدث من بيع للأكل المكشوف وانتشار للعمالة المخالفة، وللأسف لم أتلق ردا من الجهات المعنية، وفي مقدمتها: الأمانة، والطرق، والمرور. إن مراقبة الشواطئ من قبل تلك الجهات هو حماية للزوار والمتنزهين من المشاكل اليومية التي تقع في المنطقة التي تكتظ بالزوار من كافة مدن المملكة المختلفة، وخاصة أثناء العطلة الأسبوعية (الجمعة والسبت). المرور غير متواجد والدوريات الأمنية قليلة جداً، وأماكن تأجير الدبابات البرية لا يوجد تنظيم مُعلن من قبل وزارة التجارة يضبط الأسعار المرتفعة فسعر تأجير الدباب الواحد بلغ 200 ريال في الساعة، ولا تطبيق لاشتراطات السلامة المرورية لوسائل السلامة لدى مؤجري الدراجات النارية كالخوذة على أقل تقدير التي من شأنها حماية الرأس من أي إصابة عند وقوع الحوادث، خصوصا أن الحوادث تقع في ثوان معدودة، لكن بعض إصاباتها تمتد لسنوات طويلة مسببة عاهة جسدية ونفسية من الصعب علاجها، والدبابات التي تسير بسرعة تكاد تصطدم بالسيارات العابرة، وتعج الفوضى في مواقع تأجير الدراجات النارية ذات الأربع أو الثلاث عجلات والتي تنتشر بشكل كبير ويقودها الأطفال والشباب وفي بعض الأحيان البنات وسط افتقاد لوسائل السلامة والتنظيم. محبو قيادة الدراجات النارية في الطعوس يتطلعون إلى تخصيص أماكن لهم مهيأة وفق اشتراطات صارمة ومشددة؛ لوقاية وحماية الشباب والأطفال من حوادث السير، حيث إن مواقع تأجير الدبابات غير متوفر فيها حواجز تمنع اصطدام الدبابات ببعضها البعض أو اصطدامها بسيارات المواطنين العابرة.. وفي ظل تزايد حوادث الدراجات النارية لاحظت عدم توفر رجال الهلال الأحمر وسيارات الإسعاف لنقل أي مصاب ومباشرة علاجه. إن انتشار مؤجري الدراجات بتلك الطريقة العشوائية شوه المكان والشاطئ على حد سواء. وفي رأيي أنه يُمكن استثماره بشكل أفضل من تلك الفوضى؟! ومن خلال مُشاهداتي أقترح على الجهات المسئولة عن سلامة مرتادي الشواطئ من البلديات والمرور والدوريات الأمنية وحرس الحدود والطرق أن تُعجّل بتنظيم ذلك الشاطئ الجميل «الهاف مون» والعزيزية، وتنهي معاناة المتنزهين، وأن تقف الجهات المعنية في وزارة التجارة بحزم للحد من ارتفاع أسعار الدراجات وأن تقوم البلديات بمراقبة هويات مؤجري الدراجات النارية، والعمل على توفير ساحات مجهزة أفضل من الحالية وتكون منظمة.