ذهبت مساء أمس الأول برفقة العائلة إلى شاطئ نصف القمر وشاهدت فوضى عارمة في هذا المتنزه الجميل، الشوارع مُغلقة والحفريات كثيرة والشاحنات تتسبب في فوضى بمدخل الهاف مون للقادمين من الدمام "عند سكة القطار" حيث شاهدت أرتالا من السيارات وسط تذمر وغضب من رواد الشاطئ كما أن التحويلات أزعجت السائقين في ظل غياب الجهات المعنية (الدفاع المدني والدوريات الأمنية والهلال الأحمر) في المنطقة الواقعة من شاطئ العزيزية إلى شاطئ نصف القمر بمساحة تصل إلى حوالي 40 كيلو، إن تواجد تلك الجهات هو حماية للزوار والمتنزهين من المشاكل اليومية التي تقع في المنطقة التي تكتظ بالزوار من مدن المملكة المختلفة وخاصة أثناء العطلة الأسبوعية (الجمعة والسبت)، فالمرور غير متواجد والدوريات الأمنية لم أُشاهد ولا دورية أمنية) وأماكن تأجير الدبابات البرية فيها من العشوائية وانعدام التنظيم ما فيها كما أن سعر تأجير الدباب الواحد بلغ 150 ريالا في الساعة والطيران الشراعي 5 دقائق ب 200 ريال وحقيقة الأسعار مُبالغ فيها ولا رقابة، وشروط السلامة المرورية غير موجودة حيث ان عدم تطبيقها قد ينتج عنه الكثير من الحوادث، ووسائل السلامة لدى مؤجري الدراجات النارية كالخوذة على اقل تقدير التي من شأنها حماية الرأس من أي إصابة عند وقوع الحوادث معدومة، خصوصا أن الحوادث تقع في ثوان معدودة لكن بعض إصاباتها تمتد لسنوات طويلة مسببة عاهة جسدية ونفسية من الصعب علاجها والدبابات التي تسير بسرعة تكاد تصطدم بالسيارات العابرة، وتعج الفوضى في مواقع تأجير الدراجات النارية ذات العجلات الأربع أو الثلاث والتي تنتشر بشكل كبير ويقودها الأطفال والشباب وفي بعض الأحيان البنات وسط افتقاد لوسائل السلامة والتنظيم. كما لاحظت عدم تخصيص مواقع خاصة لمحبي قيادة الدراجات النارية وفق اشتراطات صارمة ومشددة لوقاية وحماية الشباب والأطفال حيث ان مواقع تأجير الدبابات غير مهيأة بحواجز تمنع اصطدام الدبابات ببعضها البعض أو اصطدامها بسيارات المواطنين العابرة كما أني لاحظت عدم تواجد سيارات الإسعاف لنقل أي مصاب ومباشرة علاجه وما زاد الطين بلة انتشار مؤجري الدراجات بطريقة عشوائية ومشوهة للمكان والشاطئ والذي يُمكن استثماره بشكل أفضل؟! ككاتب ومهتم بالشأن العام وكمواطن أتابع ما يجري في الساحة السعودية بشقيها الداخلي والخارجي.. أحلُمْ وأرغب أن تكون بلادي أفضل من أي بلد في العالم أقترح على الجهات المسؤولة عن سلامة مرتادي الشواطئ من بلديات ومرور ودوريات أمنية وحرس الحدود أن تقف تلك الجهات بحزم مع تجاوزات مؤجري الدراجات النارية والعمل على توفير ساحات مجهزة بكامل وسائل السلامة لحماية الجميع من مخاطر مثل هذه تلك الرياضات والتي لا يفترض أن يمارسها أي شاب بدون الملابس وملحقاتها المخصصة للحماية ووقايتهم. كتب الكثير من الزملاء عن فوضى شاطئ نصف القمر ونُشرت العديد من التحقيقات الصحفية عنه وأتذكر مقال الكاتب محمد البكر الذي نشر في هذه الجريدة في 24 / مارس بعنوان "الكذبة الكبرى في شاطئ نصف القمر" ولكن لا حياة لمن تنادي! ما يحدث من بعض الجهات الخدمية يمسّني شخصياً كمواطن ويمس كافة من يعيش ويسكن على هذه الأرض المباركة مواطنين ومقيمين، يمسنا جمعياً في معيشتنا ومالنا ومستقبل أبنائنا وقيمنا الإسلامية ومبادئنا وطموحاتنا ومن مسؤوليات تلك الجهات القيام بمسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن.