قصفت مقاتلات روسية أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى في سوريا يوم السبت في اليوم الرابع من الغارات الجوية التي تنفذها موسكو لدعم الرئيس السوري بشار الأسد والتي تمثل تصعيدا خطيرا في التدخل الاجنبي في سوريا. وأثارت الحملة الجوية الروسية في سوريا انتقادات قوية من الولاياتالمتحدة وحلفائها. ويشارك بالفعل تحالف تقوده الولاياتالمتحدة ومقاتلون على الأرض من دول بالمنطقة في الصراع المستمر منذ ما يربو على أربعة اعوام في سوريا. وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون يوم السبت إن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية. ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على اجزاء كبيرة من شرق سوريا وغرب العراق. واتهم فالون روسيا بإسقاط ذخائر غير موجهة على مناطق مدنية وضد أعداء للأسد تدعمهم قوى غربية وخليجية. وتقول روسيا إنها تستهدف الدولة الإسلامية بقنابل موجهة بدقة. وقال فالون في مقابلة مع صحيفة ذا صن إن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتشدد على الإطلاق. وأضاف "تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية ويقتلون مدنيين... إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل الأسد." وقال فالون إن الحكومة البريطانية حققت تقدما في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم الضربات في سوريا. وأضاف أن تدخل بوتين لن يمنع الحكومة من السعي للحصول على دعم البرلمان. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم السبت إن بوتين يزيد الموقف سوءا بمساعدة "القصاب الأسد" وحث قادة العالم على التعاون من أجل تحقيق انتقال سياسي في سوريا. وذكر كاميرون أنه يجد مبررا قويا لشن ضربات جوية بريطانية ضد الدولة الإسلامية في سوريا لكنه يرغب في التأكد من أن لديه الدعم الكافي في البرلمان. وخسر كاميرون تصويتا برلمانيا على استخدام القوة في سوريا عام 2013. واقتصر القصف البريطاني حتى الآن على أهداف الدولة الإسلامية في العراق. وقال كاميرون لمحطات تلفزيون "واضح تماما أن روسيا لا تفرق بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل المعارضة السورية الشرعية... وكنتيجة لذلك فإنهم يدعمون القصاب الأسد ويساعدونه ويزيدون الموقف سوءا بالتأكيد." وأضاف "علينا اغتنام هذه اللحظة لمحاولة التحرك من أجل خطة شاملة للوصول إلى انتقال سياسي في سوريا لأن هذا هو المطلوب لإحلال السلام في المنطقة." وتابع "لا يمكننا أن ندع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأمريكية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة." وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن القوات الجوية الروسية نفذت أكثر من 20 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة وقصفت تسعة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت وزارة الدفاع في بيان أن الأهداف شملت موقعا قياديا للمتشددين ومخبأ تحت الأرض به أسلحة ومتفجرات حول الرقة معقل الدولة الإسلامية في شرق سوريا بالإضافة إلى مخزن للأسلحة في معرة النعمان. وليس معروفا أن معرة النعمان الواقعة في محافظة إدلب بشمال سوريا تمثل قاعدة للدولة الإسلامية. وقال المرصد السوري إن معظم المقاتلين في تلك المنطقة من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وأحرار الشام الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى. وقال مقاتلون من المعارضة المسلحة الأسبوع الماضي إن الضربات الجوية الروسية قصفت ما لا يقل عن أربعة فصائل من المعارضة المسلحة التي تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر الذي يتلقى دعما عسكريا كبيرا من الدول المعارضة للأسد.