كشفت دراسة لشركة "EMC" أنه بحلول العام 2020 سيخلق أكثر من سبعة مليارات نسمة يستخدمون 30 مليار جهاز إلكتروني على الأقل، 44 زيتابايت "zettabytes" من البيانات أي ما يساوي 44 تريليون غيغابايت. وأوضحت الدراسة التي أجريت على 3600 من كبار رجال الأعمال من 18 دولة من بينها المملكة وبعنوان "جيل المعلومات والانتقال نحو المستقبل" أن جيل المعلومات يرتبط دائماً بشبكة الإنترنت حيث إن معلومات العالم في متناول أيديهم، كما أنهم ينظرون إلى العالم بطريقة مختلفة جدًا. وأفاد 99% من المستطلعة آراؤهم في المملكة بأن التطورات التكنولوجية الأخيرة أثرت على طريقة إنجاز الأعمال في شركاتهم، وأقر 62% بأن الانتشار السريع لاستخدام تكنولوجيات الأجهزة المتنقلة وقنوات التواصل الاجتماعية والبيانات الكبيرة يحدث تغيراً في سلوك العملاء، ويخلق عالماً رقمياً جديداً، بحيث يتطلب الأمر من الشركات أن تتكيف مع الظروف المستجدة حتى تتمكن من البقاء في دائرة المنافسة، وبين 63% من رجال الأعمال الذين شملتهم الدراسة أنهم يعتقدون بأن العملاء يرغبون بالحصول على الخدمات بشكل أسرع، فيما لاحظ 65% أن العملاء يرغبون بالوصول إلى الخدمات والبقاء على اتصال على مدار الساعة، وأعرب 51% من المستطلعين عن اعتقادهم بأن العملاء يتطلعون إلى الحصول على تجربة تحاكي متطلباتهم الشخصية، فيما قال 43% إن العملاء يرغبون بالوصول إلى عدد أكبر من المنصات متعددة القنوات. وأشارت الدراسة إلى أن الحاجة لاستخدام البيانات والتصورات المستقبلية بشكل أفضل نابعة من قوى داخلية وخارجية، فعلى المستوى الداخلي للشركات، رجحت الدراسة أن تكون هذه الحاجة نابعة من قسم تكنولوجيا المعلومات بنسبة 47%، وقسم التمويل 37% وقسم التسويق 32% وعلى مستوى الإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة 28%، أما خارجياً فأفاد من شملتهم الدراسة، بأن هذا المطلب نابع من المنافسين بنسبة 40% والعملاء بنسبة 36%. وأوضحت نتائج الدراسة أن قادة الأعمال حددوا خمس سمات مصيرية يتوقف عليها نجاح أو فشل الأعمال، وتشكل المعلومات، العامل الرئيسي المشترك فيها جميعا. وفي المملكة على وجه الخصوص فقد أفاد قادة الأعمال في المملكة على أن هذه العوامل الخمسة تمثل الأولوية القصوى بالنسبة لهم، إلا أنه على النقيض أقروا بأن عدداً قليلاً جداً منهم قد قاموا بتطبيق ذلك على وجه الدقة. وأشارت الدراسة إلى أن هذه العوامل هي: الابتكار بطرق ذكية، إظهار نوع من الشفافية والثقة، اقتناص الفرص الجديدة، حيث أفاد 5% فقط أن بإمكانهم اقتناص تلك الفرص، وأفاد نحو 4% أنهم ينجزون عملياتهم التشغيلية في الوقت الفعلي، وأكد 3% أنهم يقدمون تجارب فريدة وتلبي متطلبات محددة. وحول أبرز التحديات أوضحت الدراسة أن 63% من المستطلعين أجمعوا على أن إمكانية الوصول إلى المعلومات والتصورات المستقبلية ذات الصلة وهو الأمر الذي سيساهم في تحسين آلية اتخاذ القرار، إلا أنه توجد العديد من التحديات الماثلة أمامهم. واعترف 33% من المشاركين بأنهم محاطون بكميات هائلة من المعلومات الفائضة، وأفاد 31% بأن وفرة المعلومات تساعدهم في تحديد ما يتوجب عليهم القيام به، إلا أنها تجعلهم غير قادرين على ترجمتها إلى نتائج قابلة للتطبيق، وأفاد 22% بأن وفرة المعلومات تسهم حتى الآن في تحسين قدرتهم على إنجاز مهام أعمالهم. وسلطت الدراسة الضوء على العوامل الرئيسية التي تعيق استخدام البيانات بشكل فاعل، حيث أعرب 40% من المستطلعين عن اعتقادهم بأن ثقافة العمل القائمة في الشركة تحول دون القدرة على استخدام البيانات والمعلومات بكفاءة وفاعلية، واعتبر 36% المخاوف الأمنية السبب الرئيسي، فيما رأى 34% بأن قيود الموارد وعبء الأعمال هي العامل رئيسي، وأشار 31% إلى غياب الخبرة المحلية باعتبارها عائقاً يحول دون الاستخدام الفعال للبيانات. وبينت الدراسة أنه في ظل هذا النظام العالمي الجديد، سيتحول الاهتمام من المنتجات والخدمات إلى المعلومات التي تنتجها، وفي هذا الشأن، أفاد 68% من المستطلعين بأنهم يعتقدون بأنه على مدى السنوات الخمس المقبلة سوف يكون للتقنيات الرقمية تأثير مباشر على الطريقة التي تتعامل مع عملائها، بينما أعرب 36% عن اعتقادهم بأنه يجب على "استراتيجية التطلع الى مستقبل التكنولوجيا" أن تركز على العملاء. وأشارت نتائج الدراسة إلى أنه من اللافت أن اكتشاف استمرار مؤشرات بعيدة المدى تقود إلى عصر جديد تشكل المعلومات فيه العنصر الأساسي لكل عملية، ففي حال تمكنت كبرى الشركات العالمية المرموقة المتخصصة في مجال المعلومات من الاستعداد لمواكبة هذه المستجدات، فسيكون بمقدورها قيادة واحدة من أكثر مراحل هذا التحول أهمية في التاريخ.