كشفت دراسة استطلاعية أن 99% رجال الأعمال في المملكة يؤكدون أن التطورات التكنولوجية الأخيرة أثرت في طريقة إنجاز الأعمال في شركاتهم. وأقرت الدراسة التي أعدتها مؤسسة إي إم سي بعنوان "جيل المعلومات: الانتقال نحو المستقبل، اليوم"، وحصلت "الوطن" على نسخة منها لتحديد مسار الشركات وتوجهاتها المستقبلية، من خلال سعيها إلى تلبية متطلبات هذا الجيل. وتهدف الدراسة التي شملت آراء 3600 من كبار رجال الأعمال من 18 دولة من بينها المملكة إلى استكشاف الآثار المترتبة على النمو المطرد لتعداد المواطنين الرقميين في المجتمع العالمي. وأقر 62% من غالبية المستطلعين، بأن الانتشار السريع لاستخدام تكنولوجيات الأجهزة المتنقلة وقنوات التواصل الاجتماعي، والبيانات الكبيرة، يحدث تغيرا في سلوك العملاء، ويخلق عالماً رقمياً جديداً، بحيث يتطلب الأمر من الشركات أن تتكيف مع الظروف المستجدة، حتى تتمكن من البقاء في دائرة المنافسة. وأكدت الدراسة أن جيل المعلومات يرتبط دائماً بشبكة الإنترنت، وينظر إلى العالم بطريقة مختلفة جداً، وبينت أن هناك توقعات جديدة للشركات، وحددت سمات العمل الأساسي لها كي تتنافس بنجاح، وتساعد على إنماء هذا المشهد الجديد. وبين 63% من رجال الأعمال الذين شملتهم الدراسة أن العملاء يرغبون بالحصول على الخدمات بشكل أسرع، فيما لاحظ 65% منهم أن العملاء يرغبون بالوصول إلى الخدمات والبقاء على اتصال على مدار الساعة. وأعرب 51% من المستطلعين عن اعتقادهم بأن العملاء يتطلعون إلى الحصول على تجربة تحاكي متطلباتهم الشخصية، فيما قال 43% إن العملاء يرغبون بالوصول إلى عدد أكبر من المنصات متعددة القنوات. وعلى المستوى الداخلي للشركات، رجحت الدراسة أن تكون هذه الحاجة نابعة من قسم تكنولوجيا المعلومات بنسبة 47%، وقسم التمويل 37%، وقسم التسويق 32%، وعلى مستوى الإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة ب28%، أما خارجياً فأفاد من شملتهم الدراسة، بأن هذا المطلب نابع من المنافسين بنسبة 40%، والعملاء بنسبة 36%. وعن أبرز التحديات، أجمع 63% من المستطلعين على إمكانية الوصول إلى المعلومات والتصورات المستقبلية ذات الصلة، مؤكدين أن ذلك سيسهم في تحسين آلية اتخاذ القرار. واعترف 33% بأنهم محاطون بكميات هائلة من المعلومات الفائضة، وأفاد 31% بأن وفرة المعلومات تساعدهم على تحديد ما يتوجب عليهم القيام به، إلا أنها تجعلهم غير قادرين على ترجمة "التعليم" إلى نتائج قابلة للتطبيق، فيما رأى 22% بأن وفرة المعلومات تسهم في تحسين قدرتهم على إنجاز مهمات أعمالهم. وسلطت الدراسة الضوء على العوامل الرئيسة التي تعيق استخدام البيانات بشكل فاعل، حيث أعرب 40% من المستطلعين عن اعتقادهم بأن ثقافة العمل القائمة في الشركة تحول دون القدرة على استخدام البيانات والمعلومات بكفاءة وفاعلية، بينما اعتبر 36% المخاوف الأمنية السبب الرئيس، فيما رأى 34% بأن قيود الموارد وعبء الأعمال هما عاملان رئيسان، وأشار 31% إلى غياب الخبرة المحلية باعتبارها عائقاً يحول دون الاستخدام الفعال للبيانات. وأوضحت الدراسة أنه بحلول عام 2020 سيظهر أكثر من سبعة مليارات نسمة يستخدمون 30 مليار جهاز إلكتروني على الأقل، مشيرة إلى أنه في ظل هذا النظام العالمي الجديد، سيتحول الاهتمام من المنتجات والخدمات إلى المعلومات. وفي هذا الشأن، أفاد 68% من رجال الأعمال بأنهم يعتقدون بأنه على مدى السنوات الخمس المقبلة سيكون للتقنيات الرقمية تأثير مباشر في الطريقة التي تتعامل مع العملاء، بينما أعرب 36% عن اعتقادهم بأنه يجب على "استراتيجية التطلع إلى مستقبل التكنولوجيا" أن تركز على العملاء. وأكد نائب الرئيس الأول ل"إي إم سي" محمد أمين، أن نتائج دراسة جيل المعلومات تشكل دليلاً واضحاً على التأثير الكبير في الشركات في كل مكان. وقال: "حتى في هذه المنطقة، فإن ظهور ما يعرف باسم - المواطنين الرقميين - يتطلب من الشركات إعادة النظر في استراتيجياتها، وإعادة تحديد موقعها، حتى تتمكن من مواكبة هذا التحول الحاسم في التوقعات، والتكيف مع المتطلبات الجديدة، وتحقيق النجاح في المستقبل".