واصل العسكريون الروس تدفقهم الى ساحة الحرب السورية، ما قد يسرع بانهيار هذه الدولة المتداعية الاقتصاد، فالحرب في سوريا تحتاج إلى مليارات الدولارات بالإضافة إلى آلاف الاطنان من الذخيرة والسلاح، وموسكو غير قادرة في ظل الظروف الراهنة على فتح جبهة قتالية خارج البلاد مع اشتعال جبهتها على الحدود الاوكرانية والشيشانية، ويقول ثوار سوريا ان البلاد ستتحول امام المقاتلين الروس إلى فيتنام جديدة، ووثق اتحاد تنسيقيات الثورة بالاسم مقتل 111 عنصرا لحزب الله خلال شهرين من بدء عملياته في الزبداني، في حين أن العدد الحقيقي للقتلى يزيد على ثلاثمائة قتيل، فيما اكد الأمين العام للجامعة العربية والمبعوث الأممي الخاص لسوريا في القاهرة أن الفرصة الوحيدة المتاحة حاليا للتوصل لحل سياسي في سوريا تتمثل فى تنفيذ بيان جنيف 1. هزائم الاسد ويقول وليد السليمان من الهيئة السورية للإعلام انه مع بداية انهيار الانظمة الجمهورية الاشتراكية في منطقة الشرق الاوسط بدأت ملامح النهاية تلوح في وجه الدب الروسي الحليف لتلك الانظمة البالية، ففي بداية الامر خسرت موسكو حليفها في العراق ومن ثم حليفها القذافي في ليبيا، وها هي الآن تحاول الابقاء على نظام الاسد الذي يعيش الآن مرحلة الموت السريري. ويضيف: بعد الخسارات المتلاحقة لقوات الاسد المدعومة بالحرس الثوري الايراني ومليشيا حزب الله اللبناني والمرتزقة الافغان والعراقيين أمام تقدم الثوار على الارض لم تستطع موسكو أن تجعل قلقها على مصالحها في سوريا بعيدا عن أنظار العالم، فأرسلت عناصرها من المشاة باتجاه سوريا لكن ليس لحماية حليفها الاسد وإنما لتدعيم القواعد العسكرية في المنطقة الساحلية، وهذا ما أكدته التقارير الاستخباراتية الامريكية والتي تضمنت ارسال موسكو 200 عنصر من مشاتها إلى مطار اللاذقية في الساحل السوري بالإضافة إلى عدد من العربات والعتاد العسكري الدفاعي وليس الهجومي. وتحاول روسيا من خلال تواجد عدد من قواتها على الاراضي السورية انتزاع الضمانات من دول المجتمع الدولي، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية بحماية مصالحها في سوريا، وخصيصا أنها آخر المعاقل للتواجد الروسي في المنطقة، وبوصف دمشق بأنها بوابة الشرق الاوسط لدول الاتحاد الأوربي، الذي تسيطر روسيا على اسواق الغاز المسال لديه، كما تعمل موسكو من خلال تواجدها على الاراضي السورية على ممارسة الضغط على المعارضة السورية من أجل الاعتراف بالديون والتي تقدر بالمليارات وترتبت على نظام الاسد منذ بداية الثورة السورية، جراء امداد قواته بالذخيرة والعتاد الثقيل والخفيف وتدعيم اقتصاده برصيد العملات الصعبة على مدى خمسة اعوام من الحرب، وهذا ما ترفضه المعارضة حيث تعد موسكو شريكة إلى جانب نظام الاسد في قتل الشعب السوري. قتلى حزب الله ميدانيا، قتل خمسة من حزب الله خلال الساعات الماضية بمعارك الزبداني في سوريا، ليرتفع قتلى الحزب إلى أكثر من مائة منذ انطلاق هذه المعارك في يوليو الماضي. ووثق اتحاد تنسيقيات الثورة الجمعة الماضي بالاسم مقتل 111 عنصرا لحزب الله خلال شهرين من بدء عملياته في الزبداني، في حين أن العدد الحقيقي للقتلى يزيد على ثلاثمائة قتيل، بينما قتل ضابطان إيرانيان برتبة عميد، و36 ضابطا في صفوف قوات النظام خلال المعارك ذاتها. تقهقر النظام وفي تطور متصل، أعلن جيش الإسلام التابع للمعارضة السورية المسلحة في بيان سيطرته على خمس وعشرين نقطة تابعة لقوات النظام قرب عدرا في ريف دمشق، وعلى أسلحة ثقيلة ودبابات ومدرعات وذخائر. وقال البيان إن النظام سحب جزءا من قواته من محيط الزبداني لاستدراك هزائمه شمال العاصمة. كما أفادت وكالة مسار برس بانسحاب وحدات من قوات النظام مع آلياتها العسكرية من محيط مدينة الزبداني في الريف الغربي ومن الغوطة الغربية على طريق درعا الكسوة، بهدف مؤازرة عناصرها على جبهات الغوطة الشرقية. وفي محافظة اللاذقية قالت المعارضة السورية المسلحة إن تسعة من عناصر قوات النظام قتلوا إثر استهدافهم بقذيفة صاروخية، وأشارت إلى أنها سيطرت على مواقع في منطقة الجُب الأحمر بجبل الأكراد ومواقع أخرى قرب قمة النبي يونس الإستراتيجية بريف اللاذقية. «جنيف1» سياسيا، أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص لسوريا أن الفرصة الوحيدة المتاحة حاليا للتوصل لحل سياسي في سوريا تتمثل فى تنفيذ جنيف 1. ولفت ميستورا في مؤتمر صحفي مشترك مع العربى، الى أن هناك فرصة واحدة للوصول الى حل سياسي في سوريا وهي جنيف1، مؤكدا أن عسكرة الصراع في سوريا بات الاتجاه السائد حاليا، موضحا أن هناك ضمن خطته الحالية لحل الأزمة السورية، عرضان، الأول يتمثل في مجموعة عمل تهدف الى ايجاد مستقبل للشعب السوري، وأن الموضوع الأساسي في هذه المجموعة هو مكافحة الارهاب، الا إنه أشار في الوقت ذاته الى وجود إشكالية في معالجة هذا الموضوع حيث لا يمكن مكافحة الارهاب دون التوصل الى حل سياسي. وأوضح ميستورا أن مجموعة العمل الثانية تتعلق بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية لتجنب ما حدث من انهيار في ليبيا والعراق والصومال، بالاضافة الى مناقشة المسائل الأمنية والعسكرية من قبل السوريين أنفسهم. وعبر ميستورا عن أمله في أن يحظى الموضوع السوري بالاهتمام الاكبر خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة المقررة نهاية الشهر الجاري، واصفا اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب ولقاءاته الثنائية مع عدد من وزراء الخارجية بأنها شكلت فرصة مهمة لشرح الوضع في سوريا وامكانية الوصول لحل سياسي. من جانبه، قال الامين العام للجامعة العربية الى أن العالم كله اتفق في 30 يونيو 2012 على خطة محددة لتسوية الصراع في سوريا، وتؤدي الى مرحلة انتقالية واحداث تغيير يتماشى مع تطلعات الشعب السوري بجميع طوائفه. وأضاف ان الخطة تقوم على مرحلة انتقالية يتم فيها تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة تلك المرحلة على ان تشكل تلك الهيئة بتوافق الحكومة والمعارضة وهذا ما يسعى الى تحقيقه الآن المبعوث الاممي. وأعرب الأمين العام للجامعة العريية عن أمله في أن تؤدي هذه الخطة الى عودة السلام والاستقرار الى سوريا وتحقق تطلعات الشعب السوري.