أعزائي القراء، ويتجدد لنا لقاء بعد الإجازة وصروف الدهر من سعد وشقاء، وطرحي اليوم هو عن أمر حير العلماء تلك هي الجرثومة صعبة الشفاء، ما هي؟ وما ذا نفعل لنحارب هذا المارد بكفاء ونحتويه في مصباحه أيما احتواء؟ مشاهد تتكرر بكثرة أروي لكم بعضها، مريض يعاني من الزكام فيوصف له مضاد حيوي، وطفل يعاني التهابًا في الحلق أو الأذن فيعطى مضادًا حيويًا، وامرأة تشكو من حرقان في البول فيتم علاج أعراضها بالمضاد، وهلم جره من حالات قد لا تستدعي هذا الدواء، فالمضاد الحيوي هو مركب دوائي يستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية المثبتة سريريًا ومخبريًا بالفحص واجراء العينات والمزارع اللازمة، بينما الجراثيم والميكروبات قد تكون بكتيريا أوفيروسات أوفطريات، وهنا تكمن المشكلة فأغلب حالات الزكام والتهاب الحلق أوالأذن هي التهابات فيروسية تحتاج فقط الى الراحة وخفض الحرارة والعناية بالتغذية ولا يلزم مضاد الا في حال اشتد المرض أو انتكس أو صاحبه أعراض أخرى كالكحة الشديدة أو ضيق التنفس أوغيرها. وهنا يأتي السؤال المهم وهو ما ضرر المضاد الحيوي على الجسم؟ إجابة هذا السؤال من شقين، الأول: لا يوجد دواء دون أعراض جانبية وتسبب المضادات الحيوية خاصة عند بعض الناس ردة فعل عكسية تتراوح من الطفح الجلدي إلى هبوط الدورة الدموية وخطر الوفاة، فلا داعي لتعريض الشخص لذلك وهو لا يحتاجه، أما الثاني: فهو أن سوء استخدام المضادات أدى الى ظهور أنواع من البكتيريا مقاومة لها وهذا الشيء قد لا يؤثر فينا وأجسادنا صحيحة لكنه حتمًا يضر جدًا بالأجساد الضعيفة المناعة في المستشفيات، وتلك مشكلة عالمية يعاني منها الأطباء شرقًا وغربًا، وحذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع معدلات الإصابة به حول العالم. إذن ما السبيل إلى الحل؟ وما دورنا نحن؟ ينبغي الحد من استعمال المضادات الحيوية الا للضرورة المثبتة، فلا يشتري المصاب مضادًا من الصيدلية دون استشارة الطبيب، وأيضًا له كل الحق في مناقشة طبيبة والتثبت من مدى حاجته لهذا الدواء، كما شغل هذا الموضوع العلماء والباحثين من الأطباء بالبحث والدراسة، ومنهم ابن هذا الوطن والنموذج المشرف والمبتعث في استراليا د.حسام زوواي والذي كرس أبحاثه لدراسة ما يسمى (البكتيريا الخارقة) وهي البكتيريا التي تتطور جينيًا لتصبح مقاومة للمضادات الحيوية، وذلك لتطوير تشخيصها وعلاجها، وله اهتمام خاص بمنطقة الخليج وتعاون مع عدد من الجامعات والمستشفيات فيها ومن ضمنها جامعة الدمام (المعلوم حرصها على تطوير البحث العلمي والممارسات الطبية)، وقد حصل د.زوواي في العام 2014 على جائزة رولاكس للمبادرات الطموحة بين 1500 مرشح، وهي جائزة تمنح كل عامين لخمسة أشخاص فقط ساهموا بجهود ملموسة في مواجهة التحديات العالمية الكبرى. شكرًا لكل وجه سعودي مضيء داخل البلاد أو خارجها، ونفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح وحفظنا من شر الوباء والبلاء، آمين