انتقدت هيئة الغذاء والدواء، عدم وجود تشريع صارم يلزم الصيدليات بصرف المضادات الحيوية، بوصفة طبية، كما انتقدت حملة وزارة الصحة التوعوية من مخاطر الدواء ذاته، مؤكدة أنها ليست حلاً؛ إذ إن الهيئة لمست إفراط المرضى في استخدام المضاد دون وعي. ودعت الهيئة وزارة الصحة إلى ضرورة إصدار تشريعات صارمة للحد من صرف الأدوية وخاصة المضاد الحيوي دون وصفة طبية، حسب المتحدث الرسمي لها إدريس الأدريس. وذكرت الهيئة أن 43% من المرضى يتوقفون عن إكمال العلاج عند الشعور بتحسن وأن 50% يعتقدون أن المضاد الحيوي علاج للأمراض الفيروسية. وأدرجت الهيئة مجموعة من النصائح حذرت فيها من مضاعفة جرعات المضادات الحيوية أو عدم الالتزام بأوقات الجرعات المحددة من قبل الطبيب، أو استعمال مضاد حدده الطبيب لشخص آخر نظراً لاختلاف المرض. وأكدت أن المضاد علاج للأمراض البكتيرية فقط وليس للأمراض الفيروسية، وأن 20% من الأطفال فقط هم من يحتاجون المضاد عند التهاب الحلق، موضحة أن إفرازات الأنف الخضراء والصفراء لا تعني حاجة الشخص للمضاد إنما هي ناتج طبيعي لمقاومة الجهاز المناعي للعدوى، وأن معظم التهابات الحلق لا تحتاج لمضاد. وأضافت أن الأمراض المتفشية في هذا الموسم (البرد/ الزكام/ الإنفلونزا) أمراض فيروسية لا يستخدم فيها مضاد، وفي حال استخدامه فهو لن يشفي ولن يحمي الآخرين من التقاط العدوى. من جهته قال طبيب الأسرة في مستشفيات القوات المسلحة في الطائف الدكتور عبدالرحمن بخاري إن استخدام المضاد بالنوع الصحيح والوقت المناسب لا يعد خطراً على صحة الإنسان إنما هو حاجة ملحة في العدوى البكتيرية، ويتمثل الخطر في حال استخدام المضاد مع حالة مرضية غير مناسبة مما يؤدي إلى مهاجمة البكتيريا المسالمة الموجودة في الجهاز المناعي للإنسان التي تعد عنصراً مهماً في العملية الحيوية للجسم، وفي هذه الحالة تقوم البكتريا الممرضة بالمقاومة بشكل أكبر ومع تكرار هذه الخطأ يزيد الخطر بمعدل تراكمي ليؤدي إلى التهابات ومضاعفات قد تصل للوفاة. وانتقد «تراخي» بعض الأطباء خصوصا في القطاع الخاص في صرف المضادات الحيوية لحالات لا تستوجب العلاج به، مبينا أن مليوني مريض في أمريكا يعانون من بكتيريا مقاومة المضاد الحيوي التي تؤدي لدخول العناية المركزة أو حتى الوفاة. «الشرق» تجولت في بعض الصيدليات بمدينة الدمام فعلى الرغم من وجود لافتة «لا يصرف الدواء إلا بوصفة طبية» إلا أن بعض الصيادلة، لا يتوانى عن صرف الدواء بناء على طلب الزبون بعد سماع شكواه ودون طلب وصفة طبية تشخص المرض بشكل صحيح. وكان المتحدث باسم وزارة الصحة خالد مرغلاني أكد في تصريحات سابقة أن الوزارة وضعت ضوابط وتنظيمات واضحة لبيع الأدوية في الصيدليات، حتى أنها منعت وضع الأدوية التي لا تصرف إلا بوصفة طبية على الرفوف الخارجية للصيدلية.