تحوّل جبل الشعبة إلى ملتقى للعائلات الأحسائية في شهر رمضان المبارك، حيث يستقطب الجبل مئات العوائل والأفراد الذين يتدفقون إلى الموقع بكثافة من مختلف مدن الأحساء وبلداتها، وذلك مع ظهور خيوط الفجر الأولى وتستمر هذه الجلسات إلى أن تشرق الشمس، في أجواء عائلية تقضي فيها الأسر أوقاتا جميلة في الهواء الطلق تحت سفح الجبل، مستمتعين بالطبيعة الجبلية والرملية المطلة مباشرة على شريان البلدات الشمالية، مستفيدين من خدمات المشروع الذي تنفذه الأمانة على الرغم من عدم افتتاحه أمام الجمهور بشكل رسمي. فيما أكد عدد من رواد الجبل أن الجلسات الرمضانية الصباحية هي فرصة كبيرة لتوطيد العلاقات بين الأقارب والجيران وتقليد من التقاليد الاجتماعية توارثها الأجيال منذ القدم، مشيرين إلى أن رمضان فرصة للترويح عن النفس والخروج بصحبة الأطفال للاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة خصوصا مع انخفاض درجات الحرارة في الفترة الصباحية، منوهين بأن الجبل أصبح الوجهة المفضلة لديهم بعد يوم شاق من الصيام والترويح عن النساء بعد جهد كبير يبذلنه في المطبخ لتحضير طعام الإفطار والسحور. ويرى المواطن ياسر الشايب من العمران الذي يرتاد الموقع يوميا، أنه يأتي بصحبة العائلة بعد صلاة الفجر مباشرة، للترويح عن زوجته وأطفاله حيث يستمتعون باللعب في المناطق الرملية، إضافة إلى الجلسة العائلية التي يشارك فيها جميع أفراد أسرته، مبينا أن الأجواء في جبل الشعبة مشجعة تجذب هذه الأعداد الكبيرة من المواطنين في مشهد حاشد، موضحا أنه وعائلته يجد الجبل هو المكان المناسب للتنزه في شهر رمضان المبارك خصوصا مع اعتدال الأجواء من ساعات الفجر وحتى شروق الشمس. أما محمد المبارك الذي قدم من حي المزرع بمدينة الهفوف، فاعتبر جبل الشعبة متنفسا له ولأطفاله، كما أنه يمارس رياضة المشي في المسارات التي هيأتها أمانة الأحساء، إلى جانب التسلق إلى قمة الجبل والاستمتاع بواحة النخيل الخضراء التي يشرف عليها الجبل والتي تشكل بساطا أخضر يسر الناظرين، منوها بأنه يلتقي مع كثير من أصدقائه في هذا المكان مطالبا الأمانة بإكمال المراحل الأخرى من المشروع ليستفيد الجمهور منه، وبإنشاء دورات المياه إلى جانب كساء ساحات ألعاب الأطفال بالعشب الصناعي. في حين تقول أم أحمد إن التوجه برفقة العائلة فجرا إلى هذا الفضاء الترفيهي أصبح بالنسبة لهم ضرورة يومية لتجمع الأهل والجيران بعيدا عن صخب المدينة وزحمتها، كما أن حضور الأعداد الكبيرة يوميا يشجع الناس على ارتياد الموقع، حيث تلتقي العوائل مع بعضها البعض من خلال الجلسات التي تفترشها على الرمال وتبادل الأحاديث الودية.