يعد صالون "فاطمة العلياني الثقافي" أحد الصالونات التي تلعب دورا بارزاً ومشهوداً في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في سلطنة عمان والساحة الادبية العربية حيث تأسس في سبتمبر2012م. "الجسر الثقافي" التقى مع صاحبته الكاتبة والناقدة الدكتورة فاطمة العلياني التي تحدثت عن الأنشطة المميزة التي يقدمها الصالون، والحديث عن غياب صوت المثقفة العمانية. * الكل يعرف أن صالون فاطمة العلياني هو أحد الصالونات الثقافية الاجتماعية التي ظهرت في البريمي، وركزت على مخاطبة المجتمع في القضايا العامة والثقافية،، فهل هناك خطوات إيجابية لتحويل صالون العلياني من مشروع فردي إلى مؤسسي؟ * يقوم الصالون كمبادرة فردية لدعم الحراك الثقافي في السلطنة أما تحويله إلى مؤسسة فرغم أن ذلك سيضمن للصالون الاستمرارية إلا أن هذا التغيير تعتريه معوقات عديدة منها الدعم والإعلام والجهد المضاعف وهو بحاجة إلى خطوات مدروسة مازال الوقت مبكرا عليها، كما قد يعيق هذا التحويل الذي سيضفي على الصالونات الصبغة الرسمية العديد من مناشطه وفعالياته وتقيد حرية البرامج المقدمة. * ما أبرز الأنشطة المميزة التي قدمها صالون العلياني ودوره في صناعة وبلورة المشهد الثقافي العماني؟ * من أهم مناشط الصالون التنوع في فعالياته الأدبية التي يقدمها من أمسيات شعرية، وقراءات نقدية، ومسابقات أدبية، والاهتمام بالمواهب من الجنسين، إذ يسعى الصالون بمناشطه المختلفة لمخاطبة الأجيال وخلق لغة حوار أدبية وثقافية * متى نرى صالون فاطمة العلياني الأدبي يخرج من الإطار المحلي إلى العربي،، وماذا عن إصداراته الأدبية؟ * في الحقيقة إن الصالون جذب الانتباه الثقافي من الدول المجاورة وبعض الدول العربية ووجود أعضاء وعضوات من دول الخليج ومختلف الدول العربية دليل على تجاوزنا المحلية إلى الخليجية والعربية. أما ما يتعلق بالإصدارات فإننا بصدد جمع ومراجعة وتوثيق القراءة النقدية الشعرية والنثرية التي أقامها الصالون خلال الثلاث السنوات الماضية وجمعها في إصدار خاص بالصالون. * تشاركين مع الشاعرة والكاتبة د.هيفاء الحمدان في إصدار كتاب عن الصالونات الأدبية في الخليج العربي، نريد لمحة موجزة عن أبرز ما يحتويه هذا الكتاب؟ * نعم هي مشاركة جميلة مع الأخت العزيزة هيفاء الحمدان في إعداد كتاب يحمل عنوان "الصالونات الأدبية النسائية في دول الخليج العربي" يتضمن تعريف بأبرز الصالونات النسائية في دول الخليج العربي، سيرة ذاتية لصاحبة الصالون، وتاريخ نشأته وأهم اهدافه، وذلك لتسليط الضوء على دور المرأة الخليجية الثقافي وأهمية ما تقوم به من خدمة ثقافية للمجتمع. * يتجاوز فعل بعض الصالونات الأدبية الفعل المؤسسي في حين أن بعضها الآخر لا يمكنه العيش طويلا. ما أسباب ذلك؟ * لابد لأي عمل مؤسسي من أهداف تنسجم مع رؤاه ورسالته، وهذه الأهداف لا يمكن إنجازها دون التعاون والتلاحم والانصهار في روح الفريق الواحد. فاليد لا تجيد وحدها التصفيق، والديمومة ترتكز على مبدأ الكل للفرد والفرد للكل. * هل تحتاج الصالونات النسائية الثقافية إلى الدعم لتستمر وما أهم المعوقات التي تعيق أداءها؟ * لابد للصالونات من دعم معنوي ومادي، فالكلمات التشجيعية الداعمة مثلا تؤدي دورها السحري في منح تلك الصالونات طاقة إيجابية لمواصلة العطاء الثقافي، خاصة وإنها تعمل على خدمة المجتمع دون مقابل. أما ابرز المعوقات التي تتعرض لها الصالونات النسائية هو مدى تقبل المجتمع لفكرة الصالون، فالفكرة غريبة بعض الشيء على مجتمع لا أقول السلطنة ككل وإنما في محافظة البريمي التي كانت منطلقا لهذا الصالون ولاتزال. إذ حاولنا جاهدين الابتعاد عن المركزية وممارسة نشاطنا الأدبي في هذه المحافظة لإبراز صوت المرأة ومنحها الدافع لحضور الجلسات الأدبية إشباعا لرغبتها الثقافية ومواهبها المكنونة. * ماذا عن واقع الكتاب العماني في المكتبة العربية، وظروف إيصال الكتاب العماني إلى الآخر؟ * أجزم بأن المثقف العماني والكتاب العماني استطاعا خلال السنوات القليلة الماضية أن يصلا خليجيا وعربيا من خلال نضج الكتابات العمانية الشعرية والنثرية والمشاركات الأدبية خارج السلطنة والتي ساهمت في التعريف بالكتاب العماني ومؤلفه. هذا بالإضافة إلى ما تؤديه المؤسسات الثقافية العمانية كالنادي الثقافي وجمعية الكتاب والأدباء من مشاركات في مختلف معارض الكتاب الخليجية والعربية والتي أسهمت في إيصال الكتاب العماني إلى الآخر. ومهما كان حضور الكتب العمانية قليلا إلا أنها تصل لبعض المكتبات الخليجية في الدول المجاورة وتتعدى ذلك إلى المغرب العربي ليس في معرض الكتاب فقط وإنما في المكتبات المختلفة. * ما صحة مقوله أن هناك غيابا لصوت المثقفة العمانية خليجيا؟ * بالعكس فالصوت العماني النسائي ظاهر بأبيات الشاعرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي وهي الصوت العماني البارز، إضافة لصوت الدكتورة حصة البادي وشميسة النعماني، وبروايات وقصص قصيرة وقصيرة جدا للكاتبة عزيزة الطائي والدكتورة جوخة الحارثي والدكتورة فاطمة الشيدي وهدى حمد. إحدى الأمسيات الشعرية في صالون العلياني