يتطلع معنيون بالشأن الثقافي أن تساهم «هيئة الكتاب السعودي» التي أعلن عنها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة أخيرا، بإصدار سلسلة من الكتب المتنوعة بأسعار رمزية، وتشجيع القنوات الثقافية على إصدار الكتب التي تساهم في وضع بصمة في مسيرة الأدب والثقافة. رئيسة اللجنة النسائية في نادي جدة الأدبي الدكتورة فاطمة إلياس تشير في هذا السياق، إلى أن المثقفين ينتظرون بفارغ الصبر إنشاء وتفعيل هيئة الكتاب، لأنها تعتبر مرفقا داعما لمسيرة الأدب والأدباء من عدة نواح؛ فالهيئة تحمي الكاتب السعودي من شجع بعض الناشرين واستغلالهم لنجاحات المؤلفين وإعطائهم الفتات، إلى جانب تشجيعها لجهات ثقافية كجمعية الثقافة والفنون والنوادي الأدبية في إصدار كتب تسارع في مسيرة الأدب والثقافة وتساهم في نشر الكتاب بين جميع شرائح المجتمع، لأن سوق الكتاب في المملكة يحتاج إلى انضباط ومواكبة واعية لفسح الكتب تستند على مرجعية منطقية وأدبية وثقافية. وتتوقع إلياس أن توفر الهيئة الكثير من الكوادر والخبرات التي ستصحح مسيرة التأليف والنشر والقراءة ومساعدة المترجمين على الترجمة مما يساهم في نشر مؤلفاتهم، آملة من الهيئة أيضا أن تضطلع بنشر سلسلة كتب للأطفال والنشرات العالمية وسلسلة الكتب الأخرى وتصنيفها أدبيا لتكون في أيدي الجميع بأسعار رمزية. الحس الكتابي عضو نادي جدة الأدبي الدكتور يوسف العارف يأمل من الهيئة في حال إنشائها، الاهتمام بالكتاب السعودي نشرا وطباعة وتمويلا وتوزيعا، والتعريف بالمنجز الكتابي في المحافل المحلية والإقليمية والدولية، إلى جانب تفريغ الكاتب والأديب حسب آلية مناسبة لتنمية الحس الكتابي لدى الكتاب، والإشراف على معارض الكتب الداخلية والدولية، إضافة لإقامة أنشطة ثقافية متكاملة، ونشر مفهوم القراءة للجميع بين شرائح المجتمع في المدن والحواضر والقرى والأرياف، ونشر سلسلة كتاب الأسرة كتاب الشعب بسعر مخفض، وإنشاء المكتبات بكل أنواعها من مكتبة مدرسية ومكتبة الحي والمكتبة العامة والطفل والأسرة، وتوثيق العلاقة مع علماء المكتبات والمتخصصين ودعم أقسام المعلومات والمكتبات في الجامعات وإنشاء الجوائز التشجيعية للكتاب والمؤلفين والمسابقات الثقافية. بشارة الوزير الكاتب والناقد السينمائي خالد ربيع السيد يلحظ «أن إنشاء هيئة الكتاب حلم يراودني، ويراود الكثير من الكتاب والمثقفين إبان التسعينيات الميلادية، تمنيناه وطالبنا به على استحياء ثم صمتنا، لكن بشارة الوزير تعتبر بمثابة نشوة العودة للحلم القديم». ويتطلع السيد «أن تكون الهيئة فاعلة في تنمية وإتاحة كافة التسهيلات لدعم الكتاب بغرض التعريف بالإنتاج الفكري والإبداعي السعودي، وسد الفجوة الثقافية بين المنتج السعودي والمتلقي الداخلي والخارجي المتمثل في الخليج العربي والعالم العربي بل والعالم أجمع، آملا أن تساهم بتشجيع التأليف والبحث العلمي وترجمة الكتاب السعودي إلى اللغات الحية، وأيضا العمل على ضمان حقوق المؤلف وواجباته، والعمل على إعادة طبع كتب الرواد السعوديين في مختلف المجالات لتكون في متناول المهتمين والباحثين والقراء الناشئة، وإعداد دراسات تسويقية موسعة، مستعينة ببيوت الخبرة فيما يتعلق باتجاهات النشر السائدة في المملكة والخليج والدول العربية والأجنبية، وعلى ضوئها تنفذ خططا لتوزيع ما تنتجه من كتب، أيضا تعمل على إصدار الموسوعات الأنطولوجيات «المختارات» في مختلف العلوم والفكر والثقافة والفنون، وقبل كل شيء لا بد من تخصيص لجان تفحص الأعمال المقدمة بصورة حيادية لتقرر مدى صلاحية الكتب للنشر». ويخلص السيد إلى اعتبار أن الهيئة ستخدم الكتاب السعودي والكتاب السعوديين من جهة القيمة المضافة سواء المعرفية أو الإبداعية، بما يؤدي إلى انتشار الكتاب السعودي عامة، آملا أن تتبع الوزارة الخطوات السليمة في تأسيس الهيئة والاستعانة بذوي الخبرة من العالم العربي لوضع لوائح تنظيم عملها.